مجلة مال واعمال

عيدة المحيربي.. فطرة ابتكارية حصيلتها 100 اختراع

-

طاقمها نال المركز الأول لأفضل فريق مُخترع وفقاً لـ«ويبو»

استطاعت المواطنة الإماراتية عيدة بطي المحيربي، والتي تعمل مديرة دائرة العمليات المالية في شركة زادكو بأبوظبي، أن ترسخ لها مكاناً في عالم الاختراع والابتكار، إذ تمتلك ما يقارب 100 براءة اختراع، منها 47 اختراعاً عالمياً مسجلة لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية «ويبو».

سباقة

ووفقاً لإحصاءات بيانات «ويبو» فإن المحيربي هي أفضل مُخترعة عالمية في تاريخ الوطن العربي والعالم الإسلامي، وأفضل مخترعة عالمية على مستوى العالم لسنة 2013 بأكبر عدد من الاختراعات المُجازة لامرأة في العالم، وليس هذا فحسب، إذ تحرص المحيربي خارج أوقات دوامها الرسمي في عمل الاختراعات في عالم الاتصالات والمواصلات والأجهزة المكتبية والبيتية. وأوضحت لـ«البيان» أن تبنّي دولة الإمارات لكل الاختراعات الطموحة والمميزة من شأنه أن يوفر فرصاً استثنائية للأجيال المستقبلية، مشيدة في الوقت ذاته بالجيل الحالي الذي يملك مهارات هائلة وقدرات كبيرة.

صناعة مخترع

وأوضحت المخترعة الإماراتية عيدة المحيربي أن الاختراعات تأتي من احتياجات المجتمع، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه حياتنا اليومية وأضافت: استطعت بفضل الله تعالى وغيري من المخترعين الإماراتيين من إيجاد تعاريف ومصطلحات جديدة، والعمل على تعزيز مصطلح الكفاءات الوطنية الإماراتية وتغييره إلى القيادات الإماراتية المبتكرة.

وأضافت: على المستوى العالمي يتم إعداد المخترع العالمي وتأهيله لوظيفته مخترعاً خلال فترة تصل إلى نحو عشر سنوات يُنفق عليه خلالها الكثير، على أن تكون أقل مُؤهلاته الشهادات العُليا، لِذا الأمر لا يعتمد فقط على امتلاك الشهادات الأكاديمية التخصصية، مشيرة إلى أن أي اختراع أعزم على تنفيذه يقوم أساساً على فكرة واحدة أو مجموعة أفكار، إلا أن هذه الأفكار لا تشكل لاحقاً أكثر من 2% من المجهود المبذول لتحويلها إلى اختراع، إذ أبحث بعدها في مئات ملفات الاختراعات الدولية ذات العلاقة، وأقوم بطباعتها وقراءتها وتحليلها والبحث أيضاً في سلبياتها، وتخيل الأدوات المطلوبة لإنتاج النموذج التجريبي. ولتنفيذ ابتكاراتي واختراعاتي قمت بتحويل المنزل إلى معمل، إضافة إلى استئجار وحدة سكنية في دبي وتحويلها لمشغل ومخزن، وذلك بالاعتماد على أدوات ومعدات وماكينات وآلات يُضاف إليها خطوط الإنتاج التي نستأجرها في المصانع المتنوعة في الصين.

بصمة وطنية

امتهنت المحيربي ألف باء الاختراع، فإرادتها لا حد لها في هذا المـــجال، كما أنها لا يهدأ لها بال إلا بإنـــجاز اختراع لتنتقل إلى اختراع غيره. وقالت: بدعم من فريقي العلمي الذي حصل على المركز الأول كأفضل فريق مُخترع في العالم العربي وفقاً لمنظـــمة «ويبو»، أصبحـــت لدينا الكثير من الاختراعات ومنها مكواة قرصية وهذه عبارة عن لوح أسطواني للكي مزود ببكرة ترتفع لأعلى وأسفل ويثبت فيها الملابس التي يراد كيها، وتقوم بالكي في ثوانٍ معدودة، وعبوة لحفظ السوائل متعددة الحجرات والجديد فيها والذي قمنا بتطويره هو أنها تعمل بصمام واحد أو بفوهة واحدة، وبراءة اختراع من الصين بعد استيفاء الشروط والإجراءات القانونية، وهو غطاء مقسم كألواح الأكورديون يتم من خلاله تغـــطية المركبة وإزالته عنها بشكل سريع جداً ويخزن في حجم صغير، وله مميزات أخرى كثيرة. واختراع نموذجين من الإطارات التي تسير بعد نفاد الهواء، وعدد من نمـــاذج أغطية المركبات المدعمة كهربائياً أو ميكانيكياً أو يدوياً، أما في مجال الاتصــالات فلدي اختراع الحاسوب المحمول الذي يتحول لهاتف ذكي.

روح واحدة

توضح المحـــــيربي بأن فريقها العلمي اخترع في الكثير من المجالات الدولية، ومنها الاتصالات، والمواصلات، والأجهزة المكتبية، والأجهزة المنزلية، والفيزياء، والطائرات من دون طيار. ولا يتردد فريقها العلمي في تقديم النصح والمشورة محلياً وخليجياً وعربياً لكل من يرغب في مجال الابتكارات أو وضع خطط واستراتيجيات الابتكار.

دعم القيادة

أشارت المخترعة الإماراتية عيدة المحيربي إلى أهمية الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة في الدولة للمواهب والإبداعات والاختراعات، الأمر الذي ساهم في تحفيز بيئة الابتكار وبإيجابية. ولفتت إلى ضرورة تأهيل الشباب وتحفيزهم لدراسة مناهج العلوم والفنون لوضع حجر الأساس للتفكير الإبداعي، حيث إن الابتكار يتضمن جانباً فنياً وليس فكرة عملية مختلفة.

رسالة إلى أولياء الأمور

وجهت المــــخترعة الإماراتية عيدة المحيربي حديثها إلى أولياء الأمور بضرورة تشجيع أبنائهم وبناتهم في شتى مراحلهم الدراسية على الاستكشاف، وتحفيزهم على التفكير ليكتشفوا مواهبهم الخاصة، ويتعرفوا إلى إبداعاتهم الكامنة. وأضافت: بما أن الابتكار عبارة عن عملية تعاونية وليس فعلاً فردياً ينطوي على مصلحة شخصية فقط، لذا يجب على الأجيال الصاعدة ألا تقلل أبداً من أهمية أي فكرة مهما كانت صغيرة النطاق، والسعي في المقابل إلى تطويرها والتعمق بها علها أن تكون بداية لمشروع ابتكار أو حتى اختراع سيفيد الدولة.

اهتمامات أخرى

لم تكتفِ عيدة المحيربي فقط في عالم الابتكار، وإنما تعدته لتحقق تميزاً ملحوظاً في أنشطة ومجالات أخرى ومنها صناعة الفخار. وتبدع في تصميم اللوحات الجدارية، وتمتلك مصنعاً ومكاتب تسويق لمنتجات مبتكرة ومطورة.

هاتف ثلاثي

اخترعت عيدة المحيربي «هاتف آلي ثلاثي» ليكون بذلك أول اختراع عالمي عربي منشور عالمياً في مجال الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، والغسالات متعددة الحجرات وتحتوي كل منها على ثلاث حجرات وتعمل كل منها بطريقة ميكانيكية مختلفة ومزودة بنظام تزويد بالماء مختلف. كما فازت بجائزة «الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات» بعنوان «الاختراعات العالمية المستقلة»