في احتفال مهيب أقامته مجلة مال وأعمال بمناسبة مرور ستة وعشرين عامًا على تأسيسها، وبرعاية دولة الدكتور عبدالله النسور، رئيس الوزراء الأسبق، أُضيئت لحظة استثنائية من الوفاء للتراث الأردني من خلال تكريم الأستاذ عواد الحرازنة العبادي، الرجل الذي حمل على عاتقه مهمة صون الموروث الأردني، فجعل من الاهتمام بالتراث رسالة حياة وعنوانًا لهوية وطنية راسخة.
الحفل، الذي جمع شخصيات وطنية واقتصادية وأكاديمية بارزة، تحوّل عند لحظة التكريم إلى مساحة للاعتراف بجهود رجلٍ آمن أن التراث ليس مجرد ذاكرة جامدة، بل هو روح تسري في الحاضر وتستشرف المستقبل. ومن هنا جاء تكريم مال وأعمال له ليكون احتفاءً برمزية الدور الذي يؤديه الحرازنة العبادي في إبقاء التراث الأردني حاضرًا في الضمير الجمعي، ومحفوظًا في ذاكرة الأجيال.
لقد قدّم العبادي على مدى سنوات طويلة مثالًا ناصعًا في كيف يمكن للتراث أن يتحوّل إلى جسر بين الماضي والحاضر؛ فبفضل اهتمامه المتواصل وصبره على البحث والتوثيق، استطاع أن يثبت أن الهوية الأردنية راسخة الجذور، وأن الحفاظ على التراث هو بمثابة الحفاظ على روح الأمة ومجدها.
وبرعاية دولة الدكتور عبدالله النسور، اكتسب هذا التكريم بُعدًا إضافيًا، إذ جسّد مكانة التراث في وجدان الأردنيين، وأكد أن الوفاء للماضي لا ينفصل عن مواكبة الحاضر وصناعة المستقبل. فالتاريخ كما يقول العبادي “ليس صفحات تُقرأ وحسب، بل دروس تُعاش وتُنقل بروحٍ صادقة إلى من يأتي بعدنا.”
تكريم عواد الحرازنة العبادي لم يكن مجرد لحظة احتفالية في سجل مجلة مال وأعمال، بل هو اعتراف بدور روّاد حقيقيين يحمون كنوز الوطن المعنوية، ويدركون أن الأمم التي تفقد ذاكرتها تفقد بوصلة حاضرها ومستقبلها. وفي سياق احتفال المجلة بستةٍ وعشرين عامًا من مسيرتها، كان لهذا التكريم معنى مضاعفًا: فكما حفرت المجلة لنفسها مكانًا في مسيرة الإعلام الاقتصادي الأردني والعربي، فإن العبادي خطّ اسمه في مسيرة الحفاظ على هوية الأردن وتراثه الأصيل.


