اشار الباحثون الى اكتشاف سبب جديد يحث كل من يعاني السمنة، حتى المتقدمين في العمر، للخضوع للعملية الجراحية. حيث اثبتت دراسة، نشرتها مجلة الجمعية الطبية الاميركية، ان خضوع من تعدت اعمارهم منتصف العمر وحتى كبار السن لعملية تحويل مسار المعدة (من عمليات علاج السمنة الجراحية) ترافقه زيادة في معدل أعمارهم.
وفي الدراسة، قام الباحثون بتقييم درجة استفادة الفئات العمرية اعتمادا على نسب الوفاة والبقاء على قيد الحياة بعد عمليات علاج السمنة، وخاصة عملية تحويل مسار المعدة. وذلك للتأكد من استفادة جميع الاعمار من هذه العملية، او ان كان ذلك قصرا على سن معينة. وبعد تتبع اكثر من 8 آلاف مصاب بالسمنة المفرطة خضعوا لعمليات السمنة الجراحية لمدة عشرين سنة، بينت النتائج تحسن جودة الصحة والحياة نتيجة لخسارتهم الوزن، والشفاء من بعض الامراض، وتحسن التحكم بأمراض اخرى. وعند مقارنة معدل وفاتهم بذاك لأقرانهم في العمر والوزن الذين لم يخضعوا للعمليات، ظهر الانخفاض جليا في نسب الوفاة (بغض النظر عن سببه) لدى من خضعوا للعمليات الجراحية. حيث انخفضت نسبة وفاة من خضعوا للعملية في الفئة التي بين 35 – 44 سنة بحوالي %46، اما الفئة التي بين 45 الى 54 سنة، فقد انخفضت نسب وفاتهم بمعدل %57، بينما انخفضت نسبة وفاة من بين 55 الى 75 سنة بحوالي %50، بيد ان الوضع اختلف عند مقارنة فئة الشباب الاصغر من 35 سنة، حيث ارتفع معدل وفاتهم قليلا بعد خضوعهم للعملية. وظهر ان الارتفاع كان اكثر في النساء الشابات، وذلك بفعل زيادة نسبة الانتحار وحوادث السيارات. وعلق الباحث الرئيسي، د. لورانس ديفيدسون من جامعة بريغهام يونغ في بروفو اوتاوا الاميركية «لا توجد عملية جراحية تزيد معدل البقاء على الحياة بنسبة %50 فيما عدا عملية تحويل المسار. لذا، فحتى لو كان عمرك متقدما، فستستفيد كثيرا من الخضوع لعملية جراحية تعالج السمنة المفرطة. أما بالنسبة لزيادة نسبة وفيات الشابات بعد هذه العملية، فاعتقد ان الانتحار يرجع الى استمرار معاناتهن من التوتر والاكتئاب المزمن. فغالبا ما تتوقع هذه الفئة ان الخضوع لهذه العملية سيحل جميع مشاكلهن بشكل سحري. ثم يصدمن بأنها لم تحقق ذلك. مما يزيد شعورهن بالإحباط والتوتر والاكتئاب وعدم القدرة على التأقلم مع الواقع وقد يقدمن على الانتحار او الاستهتار في السلوك».