راسم بدران .. علم من اعلام الاردن وفلسطين في فن العماره العربية الاسلامية، بشهادات دولية حصل على بعضها منذ نعومة اظفاره، تقديرا له على ابداعاته الخلاقة، التي اهلته ليكون له مدرسة فنية معمارية خاصة ، لها تلامذتها ومريديها والسائرون على درب مؤسسها .
وهكذا اصبح راسم بدران سفيرا فوق العادة للاردن في مجال فن العماره، حمل اسم الاردن في كل انجاز ابداعي قام به في مشاريعه التي انتشرت في طول الوطن العربي وعرضه ووصلت الى المانيا .حتى اصبح رائدا من رواد العمارة العربية، بل وانتقل بها الى العالمية، حين مزج بنجاح كبير، اساليب الفن المعماري الاسلامي والعربي القديم ، بالفن المعماري الحديث ، ليضع اسس فن معماري عربي جديد، ارتقى بالعمارة العربية واهلها لتختل مكانة مرموقة بين مدارس العمارة العالمية الراقية.
مبدع بالفطرة
لم تأت ابداعات المهندس الخلاق راسم بدران من فراغ، فقد كان مبدعا بفطرته ونشأته ودراسته فحقق الابداع في انجازاته.
فوالده المرحوم جمال فنان تشكيلي فلسطيني متميز ونحات وخبير سابق في منظمة اليونسكو الدولية اعتبره معاصروه علامة فلسطينية بارزة ومميزة في حقول التربية والتعليم، والفنون الجميلة التشكيلية والتطبيقية، ومن المُبتكرين الأوائل الذين رسموا معالم صحيحة لمسيرة الفن الفلسطيني، وجمالياته في احلك الظروف السياسيه واقساها. ويشهد منبر صلاح الدين الذي يعتبر تحفة فنية لايمكن مضاهاتها على ابداعات المرحوم جمال الذي صمم المنبر بجمالية غير مسبوقة .
ترعرع الفنان راسم بدران منذ ميلاده عام 1945 في القدس في بيئة فنية عشقت الفن المعماري ، فاصبح حب المعمار يسري بشرايين دمه .
من الاردن الى المانيا
سعى المبدع المهندس راسم الذي ولد في القدس الى ان يمزج بين الحب الذي زرعه فيه والده للفن المعماري ، وبين افضل الاساليب العلمية العالميه المعاصره في فنون العماره، فدرس في واحدة من ارقى الجامعات الالمانيه المختصه بشؤون الهندسة المعماريه وفنونها – جامعة دارمشتات – مما جعله مؤهلا لتحقيق قفزات نوعية في الفن المعماري، تجلت في عشرات المشاريع العقاريه التي تعتبر شاهدا على ابداعاته الفنيه والتي تقف شامخة في العديد من دول المنطقة والعالم ، فضلا عن دوره الاكاديمي كمحاضر في ميدان الهندسة المعماريه في العديد من المؤسسات العلميه الراقية في الاردن والخارج
بدايات عملاقة
لآن المهندس راسم بدران فنان بالفطرة فقد عرف في السنة السادسة من عمره قاعدة فنية جمالية تصعب على الكبار معرفتها حين إدراك قواعد الظل والمنظور في رسوماته التي اذهلت من يشاهدها
وحين بلغ الثانية عشره من عمره حصل على اول جائزة عالمية في فنون الرسم والتصوير حين فازعلى خمسة الاف طفل في مسابقه فنون الرسم والتصوير.
وكان من الاوائل في دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية يعشق السمو والتفوق على الاخرين لدرجة انه سعى لتكريس عشقه هذا بدراسة هندسة الطيران ليكون دوما محلقا في الفضاء الواسع، ولكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك فاتجه لدراسة الهندسة المعمارية التي احبها منذ نعومة اظفاره ، كونه من عائلة عشقت الفن والرسم والابداعات الفنية التي تسمو بالانسان الى الاعالي وتجعله يحلق عاليا فوق الجميع.
وهكذا اختار الفنان المبدع راسم طريقا يجعله دائما يحلق في الاعالي وهو دراسة الهندسة المعمارية حيث اختار واحدة من ارقى الجامعات الالمانية التقنية المتخصصة بتدريس الفن المعماري وهي جامعة دارمشتادت الالمانية التطبيقية، فدرس وابدع فيها حتى تخرج منها في بدايات العقد السابع من القرن الماضي.
ابداعات بدران في المانيا
لانه من المبدعين الذين يسمون بانفسهم وبعلمهم الى الذرى، فقد اختارته مؤسسات المانية عريقة حال تخرجه لتصميم بعض العناصر المكونة للمنشآت الرياضية في المدينة الأولمبية في ميونخ، وفاز على اقرانه من الشركات الهندسيه المعمارية الكبرى في المانيا بتصميم تجمعات سكنية لذوي الاحتياجات الخاصة في بون.
المانيا تكرم بدران وعائلته
مثلما احتضنت المانيا راسم بدران في العقد السابع من القرن الماضي طالبا شغوفا بالعلم والمعرفة، كرمته في العقد الاول من القرن الحالي عام 2005 بحفل اقامته وزرة الخارجية الالمانية لتقول له شكرا ولتعبر له باسم حكومة وشعب المانيا عن تقديرهما العالي له فاقامت معرضا خاصا به وبعائلته الكريمه تعبيرا عن تقدير عميق لمجهود هندسي معماري امتداربعة قرون وصف بانه: اعاد الفهم لثقافات التجمعات البشرية المختلفة عبر مظاهر ابداعية فردية مبعثرة اعادت الروح لحضارات عديدة توارت بين الحدران “كما قال البرفسور الامريكي جيمس ستيل”.
وتضمن المعرض لوحات فنية واعمال ابداعيه تروي سيرة العائلة ومنجزاتها: جمال المعماري الأب مؤسس الفن التشكيلي الفلسطيني ، والمهندس المعماري المحلق دوما -في الاعالي راسم وشقيقته الفنانة التشكيلة سميرة وجمال الابن، حفيد جمال الاب وعلا الابنة العاشقه للفن المسرحي الراقي .
جوائز محليه واقليميه ودولية
في الاردن ومصر والعراق والسعودية
منذ ان افتتح مكتبا هندسيا في الاردن بعد تخرجة من المانيا وهو يحصد الجوائز.
ويظفر بابرزها ويفوز في كل المسابقات التي يشارك بها لتصميم فني متميز .
اذ اهلته مكانته الفنيه ليكون الاول في المسابقات التي جرت في الاردن ودول المنطقة فحصد من الجوائز مالم يحصده اقرانه ، حيث اظهر الفنان بدران في تصاميمه الفنية قوة الفكرة المعمارية وبراعة الإظهار من خلال موهبته الفنية الفريدة،
مشاريع رائده ابداعيه على امتداد الوطن العربي وعرضه
لأن المبدع راسم يحب الاخرين من زملاء مهنته ، كما يحب كل الناس، فقد تمكن في العقد التاسع من القرن الماضي ان ينفذ افكاره الخلاقه ضمن إطار الفريق المعماري المحلي أو العربي أو العالمي، إذ قام بابراز مواهبة الفريده من خلال انجازات متميزه اخرى مشتركة مع عدد من رواد العمارة العربية في الدول التاليه :
– مصر : مشروع تطوير منطقة الجمالية بالقاهرة،
-السعوديه: صمم واحدا من افضل واكبر المشاريع المعمارية السعوديه ذات القيمة التاريخية وهو مشروع تصميم قصر الحكم في الرياض الذي يعتبر من اروع ما قدم بدران لانه قيمة تاريخية كبرى، وشاهد على التطور السياسي في المملكة السعودية , فقد كان مقراً للحاكم وملتقى المواطنين بقادتهم وولاة الأمر فيهم منذ عهد الإمام تركي بن عبد الله. وقد أعيد بناء هذا القصر في موقعه السابق على أرض مساحتها (11,500) متر مربع.
كما فاز بالجائزة الاولى عن مشروع تطوير منطقة قصر الحكم بما فيها الجامع الذي فاز من خلاله في منتصف التسعينيات بجائزة الآغاخان للعمارة الإسلامية.
كما صمم المشاريع التالية التي تعتبر اية من ايات الفن الحديث الذي يجمع مابين الماضي والحاضر:
– واحة العلوم والفضاء بالرياض.
– مشروع جامعة أم القرى.
– متحف الملك عبد العزيز الإسلامي في الرياض.
– تحديث العديد من المساجد والبيوت.
– المتحف الوطني السعودي.
– حي جبل الشامية في مكة.
-الاردن: تطوير وسط مدينة عمان، اضرحة الصحابة بالكرك ، مبنى امانة عمان باشتراك مع مكتب المهندس المبدع جعفر طوقان، مكتبة جامعة اليرموك في اربد – متحف عمّان عام 1991، صمم واجهة البنك المركزي في وسط البلد. – وفاز بمسابقة آل البيت.
-العراق: جامعة الدولة في بغداد التي نال على إثرها الجائزة العالمية التي رُصدت لتصميمها عام 1982.
– اوزبكستان: ضريح الإمام البخاري في سمرقند.
– ماليزيا: تخطيط الجامعة الإسلامية بـ “كوالالمبور”.
– قطر: متحف الفن الإسلامي.
ميزات فنية لاتجدها الا في تصاميم بدران
تقوم فلسفة العماره لدىالمهندس راسم على الاسس التالي:
– تصاميم بدران على مثلث أضلاعه هي: الماضي – الحاضر – المستقبل .
– التركيز على فكرة الاستدامة في الهندسة المعمارية.
– مراعاة الحفاظ على الطبيعة والبيئة وعدم الإضرار بها من خلال استعمال مواد بناء صديقة للبيئة .
– مراعاة الناحية الا جتماعيه في التصاميم الحديثه .
– عمل على توظيف الذاكرة الفلسطينية في تصاميم البيوت العّمانية بطلب من أصحابها الذين قَدِموا من فلسطين أملاً في استعادة جزء من تراثهم العمراني الذي أُجبروا على تركه. وليعيشوا الماضي في حاضرهم حتى يزرعوا حب الوطن في الجيل القادم لتبقى قضية فلسطين حيه الى ان تعود الأوطان الى اصحابها الشرعيين.
شهادات عالميه تعترق بابداعات وقدرات راسم بدران
وصول الانسان للعالميه ليس امرا سهلا ابدا لانه يدخل في منافسات شاقة وطويله يشارك بها الالاف من الفنانيين المتميزين . خيث تمكن راسم بدران من التفوق عليهم مما جعله عنوانا لمؤلفات ومقالات وبرامج تدريبيه في العديد من الدول تقديراً لجهوده ومساهماته المعمارية العالمية،
فقد الف الفنان العالمي المبدع جيمس ستيل عام 2006، كتابا خاصا عن منجزات بدران أسماه عمـارة راسـم بـدران – روائية المكان والإنسان، عرض فيه خصائص تصاميمه المعمارية التي تعكس واقع الحضارة العربية الإسلامية المعاصر، من خلال المفهوم العمراني المرتبط بالأبعاد الاجتماعية والبيئية والثقافية ذات العلاقة الجدلية بين الإنسان والمكان والزمان.
واحتفت اكبر جامعه أكاديمية للعمارة في مومباي بالهند به تعنى بفروع الفن والعمارة والموسيقى والمسرح والتصميم الحضري والأدب والدراسات الثيولوجية والسينما، وهي أهم أكاديمية بالهند على غرار جمعية المعماريين بلندن (AA) .
كمتحدث رئيسي في برنامج اكاديمي يشارك به نخبة من رواد الهندسه المعماريه في القارة الهندية وتنادى معماريو مدينة مومباي الهنديه للاستماع الى محاضراته.
وبعد:
هذا هو المهندس المعماري راسم بدران الذي يمكن اختصار الابداع والتفوق والسمو والتميز والنجاح باسمه الذي حمل في ثنايا حروفه كل هذه المعاني ليصبح اسمه رمزا للعلو والفن المعماري الذي يغوص في التاريخ العربي والإسلامي المشرق ويقدمه للبشرية بأسلوب عصري حديث يكرس الماضي في الحاضر ويجعله يمتد للمستقبل في أبهى صوره وجمالياته.