اكتشف علماء فلك نجما متفجرا هائلا أو ما يعرف بـ”سوبرنوفا”، ربما يكون الأكبر في الكون على الإطلاق.
ولوحظ النجم المتفجر لأول مرة في يونيو/ حزيران من العام الماضي، لكنه لا يزال يشع كميات هائلة من الطاقة.
وفي ذروته، كان الانفجار أقوى من انفجار أي نجم “سوبرنوفا” تقليدي بمئتي مرة، وأنتج بريقا أقوى من بريق الشمس بنحو 570 مرة.
وربما يكون الجسم الذي تكون نتيجة للانفجار أكبر من حجم مدينة كبيرة مثل لندن، ومن المرجح أن يبلغ دورانه معدلات هائلة بنحو ألف مرة في الثانية الواحدة.
ونشرت تفاصيل هذا الاكتشاف العلمي في دورية جورنال ساينس العلمية.
ورصد العلماء هذا الاكتشاف، الذي سمي The super-luminous supernova أو سوبرنوفا فائق الإضاءة، على بعد 3.8 مليار سنة ضوئية من كوكب الأرض، وذلك باستخدام مشروع المسح الآلي الشامل للأجرام السماوية – السوبرنوفا المعرف اختصارا بـ (ASAS-SN).
ويهدف مشروع ASAS-SN إلى الوصول إلى إحصائيات أفضل عن الأنواع المختلفة من السوبرنوفا، ومكان حدوثها في الكون.
وشغف العلماء منذ وقت طويل بهذا النوع من الانفجارات الهائلة، نظرا لأهميتها في تفسير تطور الكون.
ولا تشكل هذه الانفجارات العناصر الكيميائية الثقيلة فقط في الطبيعة، لكن موجاتها الاهتزازية تعكر، أيضا، البيئة الفضائية وتثير الغازات والأتربة، التي يتكون منها الجيل التالي من النجوم.
ويقدر العلماء أن يكون حجم النجم مصدر هذا الانفجار هائلا للغاية، وربما يكون أكبر من حجم الشمس بنحو 50 أو 100 مرة.
ومثل هذه النجوم تبدأ ضخمة جدا، لكنها تفقد الكثير من كتلتها عبر الرياح التي تهب في الفضاء، وهكذا، تنهي حياة هذه النجوم بمرور الزمن، ومن المحتمل جدا أن تتضاءل في الحجم.
ويقول البروفيسور كريستوفر كوتشينيك، من جامعة ولاية أوهايو وعضو فريق الاكتشاف العلمي: “ربما كان صغيرا وقت نهاية حياته، أي ليس أكبر كثيرا من حجم الأرض، وربما كانت درجة حرارته مرتفعة للغاية وقد تصل إلى مئة ألف درجة على السطح”.
وأضاف: “وربما يكون قد تخلص من عنصري الهيدروجين والهليوم، تاركا فقط المواد التي احترقت وتحولت إلى الكربون والأكسجين”.
وهناك علامات تشير إلى أن هذا النجم المتفجر ربما في طريقه إلى التلاشي، وسيحاول العلماء خلال الأسابيع القادمة باستخدام تلسكوب هابل الفضائي أن يفهموا الآلية، التي تتحكم في هذا النجم المتفجر.
ويقول البروفيسور كوتشنيك: “إنه انفجار، والانفجارات في النهاية يجب أن تتلاشى، وإذا لم يحدث ذلك فإن تفسيرنا سيصبح خطأ، وفي هذه الحالة سيكون ذلك الجرم السماوي جسما فريدا من نوعه، وسأكون سعيدا إلى حد ما بدراسة هذا البديل”.