اكتشف علماء البيولوجيا الجزيئية من موسكو وبوشينو السبب الذي منع نجاح أحد الأدوية الواعدة في علاج السرطان، وقرروا “إحياءه” بدمجه بعقارين آخرين.
ونشر العلماء نتائج تجاربهم في مجلة “International Journal of Molecular Sciences”، وجاء فيها أن أجسام الإنسان والكائنات الأخرى متعددة الخلايا، طورت آليات عديدة تحميها من تراكم التحولات في الخلايا وتدمر التي يمكن أن تتحول إلى أورام خبيثة، قبل أن تبدأ بالتكاثر.
يبحث علماء البيولوجيا الجزيئية حاليا عن الطرق التي تسمح لهم بتنشيط “التعليمات” الوراثية في الخلايا السرطانية، التي تؤدي إلى تدمير هذه الخلايا دون اللجوء إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وكان علماء معهد البيولوجيا النظرية والتجريبية لأكاديمية العلوم الروسية في بوشينو يأملون في أن يساعد البروتين “TRAIL” “قاتل” الخلايا السرطانية، في علاج الأورام الخبيثة، وتمكنوا من إنتاج نظيره الصناعي “izTRAIL” الذي أثبت فعاليته في تدمير الأورام الخبيثة خلال الاختبارات السريرية. ولكن لاحقا، اكتشف الأطباء أن بعض الخلايا السرطانية تصبح مقاومة لهذا البروتين حتى في الاختبارات المخبرية خارج الجسم.
ودرس رومان فادييف وفريقه العلمي سبب حدوث ذلك، وتمكنوا من ابتكار دواء فعال مضاد للسرطان، أساسه البروتين “izTRAIL” الصناعي. واتضح من التجارب التي أجراها الفريق على الفئران المخبرية المحرومة من منظومة المناعة، أن تأثير هذا البروتين “القاتل” في الخلايا السرطانية يعتمد كثيرا، ليس فقط على الخصائص الداخلية للورم، بل وأيضا على حجم “الكثافة السكانية” داخل أنبوبة الاختبار والمسافة الفاصلة بينها.
ودفع هذا الأمر العلماء إلى التفكير بأن الخلايا السرطانية تصبح مقاومة لهذا البروتين بفضل “الحماية الجماعية” التي تمنع عمل جزيئات بروتين “izTRAIL”. واستنادا إلى هذا، قرر الباحثون إضافة نوعين آخرين من الجزيئات المضادة للسرطان: “sorafenib” و”iRGD” اللذان يمنعان “تقارب” الخلايا السرطانية من هذا البروتين.
وأظهرت نتائج اختبار هذا الدواء المركب، أنه يبطئ نمو الأورام السرطانية أو يقضي عليها تماما في أجسام الفئران.
كما يعتقد الباحثون أن مشكلات مشابهة قد تكون السبب في فشل مستحضرات طبية أخرى، لذلك يجب إعادة دراستها لرفع فعاليتها.