أعلن أحد خبراء الأورام أن إيجاد علاج لمرض السرطان بات أقرب من أي وقتٍ مضى. وقالت د. ريبيكا كريستيليت – الطبيبة بمستشفى جامعة لندن – إن التقدم في علاج ثوري يُدعى “العلاج المناعي” يحدث الآن بمعدل سريع، وبالتالي، فهذا الأمر “سيفيد المرضى، ويُحسن حياتهم بشكل كبير.”
تحدثت د. كريستيليت في مهرجان واي في نهاية الأسبوع قائلةً، “بدأنا التفكير في استخدام كلمة (علاج). وكطبيب أورام، فهذه كلمة لم نستخدمها من قبل. هذا لأننا دوماً ما نتحدث عن (تقليص) المرض، ولكن (علاج) كلمة لم تكن موجودة من قبل. مع بعض العلاج المناعي، استمر بعض المرضى في التحسن مع عدم معاودة المرض لهم مرة أُخرى. ولذا، فمن الواضح أن هذا ما كنا نسعى خلفه طوال الوقت. ومن وجهة نظري ومن وجهة نظر المرضى، فهذه لحظات مثيرة للغاية. فتلك الأدوية المناعية تُحدث فارقاً حقيقياً”.
وبحسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، فإن أحد أسباب نمو الخلايا السرطانية هو قدرتها على الاختباء من الجهاز المناعي، لكن على الرغم من ذلك، فالعلاج المناعي، يجعل جهاز المريض المناعي “يستيقظ” ليتمكن من محاربة السرطان.
بعض أنواع العلاج المناعي تترك علامات على الخلايا السرطانية، ما يجعل من السهل على الجهاز المناعي إيجادها وتدميرها، كما توجد أنواع أخرى تعزز الجهاز المناعي للعمل بشكل أفضل ضد السرطان.
العلاج فعال بشدة ضد سرطان الرئة والجلد، بالإضافة لسرطان الكلية والمثانة، والرأس والعنق؛ وهذه أكثر أنواع السرطانات عدوانيةً، حيث يصعُب علاجها للغاية. وتؤدي مُجتمعة لإزهاق مئات الآلاف من الأرواح كل عام.
ففي إحدى التجارب البريطانية، والتي أُجريت على مرضى بسرطان الجلد، تم إعلانهم كحالات ميؤوس منها، ثم عاد المرضى لأعمالهم مرة أُخرى ويُتوقع أن يعيشوا حتى سن الشيخوخة.
بعضهم قد لا يحتاج للعلاج مرة أخرى، والبعض الآخر يتطلب مجرد جلسات متابعة كل بضعة أسابيع أو أشهر.
د. كريستيليت التي تُدير برنامج اختبارات طبية تبحث في عقاقير المراحل المبكرة للسرطان قالت، إنه على الرغم من أن العلاج المناعي لم يُعتمد بعد من هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، فإنه وبمجرد ترخيصه سيساعد في إنقاذ حياة الآلاف من المصابين بالسرطان.
كا قالت إن في مجال اختصاصها في سرطانات أمراض النساء، يرى العلماء والأطباء تجاوباً مثيراً في التجارب الأولى للعلاج على الإنسان.
وكانت نصيحتها لمرضى السرطان، “إذا كنت ترغب في التفكير في العلاج المناعي، فيجب عليك مناقشة هذا الأمر مع طبيب الأورام الخاص بك. إسأل أين يمكنك الالتحاق بهذه التجارب، والحصول على هذه الأدوية. لا يجب عليك أن تُسافر، إذ ربما يمكنك الحصول على هذه الأدوية من مكان قريب. تأكد فقط من أن تحصل على المعلومات عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة. بعض الأدوية المناعية يمكن شراؤها من الصيدلية مباشرة، لكن من الأفضل أن تفعل ذلك من خلال تجربة سريرية في منطقة تم فيها ترخيص تلك العقاقير”.
وأوضحت د. كريستيليت أنه يتم توفير أدوية جديدة مجاناً للتجارب السريرية، حيث يحاول العلماء ومطورو الدواء الوصول للفوائد المُثلى من الأدوية الجديدة.
كيف يشفي العلاج المناعي مرضى السرطان؟
immunotherapy cancer
تستخدم أنواعٌ مختلفة من العلاج المناعي في علاج السرطان؛ وتشمل الأنواع الأتية:
الأجسام المضادة:
وهي أدوية تم تصميمها لتلتصق بأهداف محددة في الجسم، ما يمكن أن يسبب رد فعل مناعي يعمل على تدمير الخلايا السرطانية.
أنواع أخرى من الأجسام المضادة يمكنها أن “تترك علامة” على الخلايا السرطانية، حيث يكون من السهل لنظام المناعة إيجادها وتدميرها.
قد يتم الإشارة لهذه الأنواع من الأجسام المضادة أيضاً باسم العلاج المُستهدف.
نقل الخلايا بالتبني:
وهو العلاج الذي يحاول تعزيز القدرة الطبيعية للخلايا التائية لمكافحة السرطان. الخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء وجزء من الجهاز المناعي. يأخذ الباحثون خلايا تي من الموجودة بالورم، ثم يقومون بعزل الخلايا التائية الأكثر نشاطاً ضد السرطان، أو يقومون بتعديل الجينات لجعلها أكثر قدرة على إيجاد وتدمير خلايا السرطان. وبعد ذلك يقوم الباحثون بإنماء دفعات كبيرة من هذه الخلايا التائية في المختبر.
قد تخضع لعلاجات للحد من خلاياك المناعية. بعد هذه العلاجات، ستُحقن بالخلايا التائية التي تم زرعها في المختبر عن طريق إبرة في الوريد. عملية إنماء خلاياك التائية في المختبر يمكن أن تستغرق من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، اعتماداً على مدى السرعة التي تنمو بها.
السيتوكينات:
وهي البروتينات التي يتم صنعها بواسطة خلايا جسمك. كما تلعب أدواراً هامة في استجابة الجسم المناعية الطبيعية، فهى أيضاً مهمة في قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان. ويطلق على النوعين الرئيسيين من السيتوكينات اللذان يُستخدمان في علاج السرطان إسمي: إنترفيرون، وأنترلوكين.
BCG (عصيات كالميت جورين):
وهو العلاج المناعي الذي يستخدم لعلاج سرطان المثانة. وهو شكل ضعيف من البكتيريا التي تسبب مرض السل. عندما تحقن مباشرة في المثانة عن طريق القثطرة، تُسبب تلك العصيات استجابة مناعية ضد الخلايا السرطانية. كما يجري دراسة تأثيرها على أنواع أخرى من السرطان.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-d0R