ذكر بحث جديد أن علاجا للسرطان كان محل جدل في خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا NHS عام 2014 يسبب آثارا جانبية أقل على الأطفال من العلاج الإشعاعي التقليدي.
وقالت الدراسة، التي تم نشرها في صحيفة لانسيت أونكولوجي، إن العلاج الإشعاعي بالبروتون وسيلة فعالة للعلاج مثل العلاجات الأخرى.
ودرس الباحثون 59 مريضا تراوحت أعمارهم بين 3 و21 عاما خلال الفترة من 2003 و2009.
وفي عام 2014، قام والدا الطفل آشيا كينج الذي كان مصابا بالسرطان بإخراج ابنهما من مستشفى في هامبشاير ليحصل على العلاج في الخارج.
وقد دفع هذا التصرف الشرطة إلى مطاردتهم والعثور عليهم.
وآشيا، الذي كان في الخامسة من عمره وقت العلاج، شفي حاليا من السرطان، وذلك وفقا لما ذكرته أسرته في العام الماضي.
“نسبة مقبولة من السموم”
وكان جميع المرضى الذين شاركوا في الدراسة، التي اشرف عليها الدكتور تورون يوك من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، يعانون من أكثر أنواع الأورام الخبيثة انتشارا بين الأطفال ويطلق عليه ميدولوبلاستوما.
وتوصلت الدراسة إلى أنه وبعد 5 سنوات فإن معدل الناجين من المرض مماثل لمن تلقى العلاج الإشعاعي التقليدي بالاشعة السينية، ولكن الآثار الجانبية أقل على القلب والرئتين.
وقال دكتور يوك لبي بي سي راديو 5 “النتيجة الرئيسة التي توصلنا لها هي أن العلاج الإشعاعي بالبروتون له فعالية العلاج الإشعاعي التقليدي في شفاء المرضى، ومن المثير أيضا هو الحفاظ على معدلات الشفاء العالية مع وجود سميات أقل مما ينعكس في تحسن جذري في الحالة الصحية.”
وقالت الصحيفة “إن العلاج الإشعاعي البروتوني يؤدي إلى نسب مقبولة من السميات ويحتفظ بنفس معدلات الشفاء التي يوفرها العلاج الإشعاعي التقليدي، الأمر الذي يطرح استخدام الأسلوب الجديد كبديل للعلاج التقليدي.”
وقال الخبير المستقل البروفيسور جيليس ماكينا، رئيس قسم الأورام بجامعة أوكسفورد، إن البحث توصل إلى أن “الآثار الجانبية تقلصت بشكل جذري.”
وأضاف قائلا “لم يتم رصد آثار جانبية في القلب والرئتين، والتي تشاهد غالبا مع استخدام الأشعة السينية، ولم تشاهد سرطانات ثانوية في الوقت الذي نتوقع رؤيتها لدى المرضى الذين يعالجون بالأشعة السينية.”
ولكن الدكتور كيران برين، من مركز بحوث أورام المخ، قال إنه ما يزال هناك المزيد من البحوث التي يجب إجراؤها حول هذا العلاج.
وأضاف قائلا “وعلى المدى الطويل، نحن بحاجة إلى فهم الآثار التي ستتركها على الناس وهناك أشكال عديدة للأورام سواء في المخ أو أجزاء أخرى في الجسم.”
والعلاج الإشعاعي بالبروتون متاح في بريطانيا حاليا لعلاج سرطان العيون فقط، ولكن المرضى الذين يعانون أشكالا أخرى من السرطان يمكنهم التقدم بطلب تمويل من الخدمة الصحية الوطنية للعلاج في الخارج.
ومع ذلك،أعلنت وزارة الصحة أنه بداية من إبريل/نيسان عام 2018 سيتم توفير العلاج لأكثر من 1.500 مريض بالسرطان في مستشفيات بلندن ومانشستر، عقب توفير استثمار قيمته 250 مليون جنيه إسترليني.
ومنذ عامين أدى النزاع حول استخدام هذا العلاج ببريت ونجمه كينج، من ساوثسي في هامبشاير، إلى انتزاع ابنهما آشيا من مستشفى في ساوثهامبتون ضد نصيحة أطبائه.
وكان الوالدان يريدان علاج ابنهما بإشعاع البروتون في براغ، وهو الأمر الذي لم يوصي به فريق الرعاية الخاص بآشيا في ساوثهامبتون.
وأدى ذلك إلى إطلاق عملية مطاردة أمنية دولية لهما حيث تم اعتقالهما وسجنهما في مدريد.
وفي النهاية تم إطلاق سراحهما، وعولج آشيا، حيث وافقت الخدمة الصحية الوطنية على دفع التكاليف لاحقا.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-9JF