ربما لن تتردد في تجربة أي شيء لتخفيف الآلام الناتجة عن تصلب مفاصل الركبتين، من المرجح أن يدعم طبيبك الخاص استخدام علاجات أخرى قبل أن يوصيك باستبدال الركبة. ولكن على الرغم من أن نسبة كبيرة من العلاجات ليست فعالة، إلا أن الضجة المثارة حول جودة بعض الأدوية تبدو صحيحة.
إذن، ما الطريقة المثلى؟ يقول الدكتور إريك بيركسون، مدير «مركز الأداء الرياضي» بمستشفى ماساتشوستس العام التابعة لجامعة هارفارد: «يجب أن تتسلح بالمعرفة».
العلاج الطبيعي
* يوصي الأطباء أولا باستخدام حقن الكورتيزون ومسكنات الآلام كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل الإيبوبروفين. ولكن بيركسون يؤكد أن العلاج الطبيعي وفقدان الوزن هما الأكثر فعالية، مضيفا: «إن تقوية جميع عضلات جسمك من شأنه تقليل الحمل على الركبة أثناء ممارسة أي نشاط. لقد ثبت أن هذا الأمر له تأثيرات ممتازة على آلام الركبة والشعور بالآلام في المستقبل، وربما يعتبر أحد أفضل العلاجات لآلام الركبة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الوزن له تأثير كبير للغاية، حيث يمكن أن تبلغ القوة التي تضعها على ركبتك، 6 أضعاف وزن جسمك. لذا، ففقدان خمسة أرطال من وزنك فقط قد ينتج عنه تقليل الضغط الذي يتم وضعه على الركبة في كل خطوة تخطوها بنحو 30 رطلا» (الرطل 453 غرام تقريبا).
ويوصي بيركسون بالبحث عن اختصاصي علاج طبيعي يتمتع بخبرة في المرض الذي تعاني منه، بما لا يسبب زيادة في الإرهاق على ركبتك.
المكملات الغذائية
* يعتبر الكوندرويتين chondroitin والغلوكوزامين glucosamine من أشهر المكملات الغذائية الخاصة بآلام التهاب مفصل الركبة. تتواجد كلتا المادتين بشكل طبيعي في الجسم، حيث تساعد كبريتات الكوندرويتين على منع تدهور حالة الغضروف، بينما يقوم الغلوكوزامين بتحفيز عملية تكوين وإصلاح الغضاريف. ولكن، هل هناك جدوى من استخدام هاتين المادتين في شكل مكملات غذائية مشتقة من الحيوانات؟ يقول الدكتور بيركسون إن هناك كثيرا من الأدلة على جدوى استخدام هاتين المادتين، ولكن في نسبة معينة من المرضى، مضيفا: «أوصي باستخدام هاتين المادتين، نظرا لوجود القليل من الآثار السلبية لتجربة تناول المكملات الغذائية».
ولكن الخطر الحقيقي يتمثل في عدم خضوع مثل هذه المكملات الغذائية للاختبارات التي تجريها إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، لذا لا يمكنك أن تتأكد من حصولك على الشيء الذي تدفع للحصول عليه. ولكن بيركسون يوصي باستشارة الصيدلاني الخاص بك حول توصياته بهذا الشأن، مؤكدا أن المكملات الغذائية تستغرق نحو أربعة أسابيع لتصبح فعالة.
حقن المفصل
* وفي عملية الحقن المفصلي للمواد اللزجة التكميلية (Viscosupplementation) يتم حقن حمض الهيالورونيك hyaluronic acid في الركبة، حيث تتواجد هذه المادة بصورة طبيعية في سائل المفاصل الذي يقوم بتزييت العظام، مما يمكنها من الحركة بسلاسة فوق بعضها البعض. وفي الواقع، لا يزال العلماء غير متفقين على طريقة عمل هذا الدواء، ولكن الأمر الأهم هو حقيقة أن الدراسات لا تتفق حول ما إذا كانت عملية الحقن المفصلي للمواد اللزجة التكميلية لها أي فائدة من الأساس أم لا.
وفي الحقيقة، أفادت دراسة حديثة تم نشرها في مجلة «حوليات الطب الباطني» (Annals of Internal Medicine)، الصادرة عن «الجمعية الأميركية للطب الباطني»، أن حمض الهيالورونيك ليس فعالا وقد يتسبب في حدوث العدوى.
ويقول بيركسون: «على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق، يؤكد بعض مرضاي أن هذا الدواء يعتبر معجزة، لأنه يحميهم من الأعراض المؤلمة لهذا المرض. وبالنظر إلى انخفاض مستوى المخاطر الناتجة عن عملية الحقن، من المنطقي أن يحاول الشخص تجربة هذه العملية، إذا كان التأمين سيتحمل تكلفتها». عادة ما يغطي التأمين تكلفة هذه العملية، وإلا سيضطر المريض لدفع مبالغ باهظة، «تصل إلى 1.500 دولار تقريبا»، حسبما يؤكد بيركسون.
بلازما الصفائح الدموية
* وفيما يتعلق بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (Platelet rich plasma)، المعروفة اختصارا بـ«بي آر بي»، يقوم الأطباء باستخلاص الصفائح الدموية من دم المريض، ثم يقومون بحقن تركيزات متزايدة من الخلايا في ركبته. ويقول بيركسون: «تحتوي الصفائح الدموية على مئات من البروتينات التي تسمى عوامل النمو، والتي تستطيع تحفيز وتسريع استجابة الشفاء في الجسم، وهناك أدلة متزايدة على نجاح حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في جسم المريض، ولكن قد لا تنجح هذه العملية في بعض الحالات. على الرغم من أنني أقوم بعرضها على مرضاي، إلا أنها ربما تكون الخيار الأخير في هذا الصدد، حيث إن التأمين الصحي لا يغطيها، وهي في الواقع باهظة التكلفة».
تستخدم عملية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية أيضا في علاج إصابات الأوتار والعضلات والأربطة، ولكن لا يوجد هناك دليل قاطع حتى الآن على فعالية هذه الطريقة.
«الحقن المهيجة»
* تؤدي علمية البرولوثرابي (Prolotherapy)، إلى تحفيز الجسم على بدء عملية الشفاء الخاصة به، حيث يقوم الأطباء بحقن مادة مهيجة مثل الغلوكوز في الركبة، التي ربما تؤدي إلى تحفيز الجسم إلى استدعاء خلايا الشفاء الخاصة به إلى موقع الحقن. عادة ما تكون هذه العملية مرتبطة بالتدليك وممارسة التمارين الرياضية.
يقول بيركسون: «لا أعتقد أن هناك أية أدلة على فعالية مثل هذه الطريقة. من الممكن أن لا تجدي هذه الطريقة نفعا، وربما تسبب في حدوث عدوى. أنا أرى أن تكون هذه الطريقة بمثابة الملاذ الأخير إذا فشلت كافة المساعي الأخرى، ولكنني لا أوصى باستخدامها».
«الوخز بالإبر»
* يركز فن الوخز بالإبر (Acupuncture) الصيني القديم على بعض النقاط في جسمك حيث تتقاطع كميات كبيرة من النهايات العصبية، ثم تتم معالجة هذه النقاط عن طريق استخدام بعض الإبر الرفيعة وغير المؤلمة.
يقول بيركسون: «تعمل طريقة الوخز بالإبر جيدا في بعض الحالات، على الرغم من أنني لا أعتقد أن العلم يعرف تحديدا السبب وراء ذلك. يمكن تجربة هذه الطريقة إذا لم تجدِ باقي الطرق والأساليب نفعا معك».
يجب أن تتأكد من أن يكون الشخص المعالج بالوخز بالإبر الذي تلجأ إليه معتمدا من قبل «لجنة التوثيق الوطنية للوخز بالإبر والطب الشرقي الأميركية».
* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3As