مجلة مال واعمال

عقد من «الرقابة المدرسية» يُوثّق جودة التعليم في دبي

-

2679818

حققت الرقابة المدرسية على المدارس الخاصة التي تنفذها هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي منذ انطلاق أعمالها قبل 10 سنوات «عام 2008» نقلة نوعية في جودة التعليم، وساهمت في مضاعفة عدد المدارس الخاصة المتميزة والجيدة، وخلت الساحة التعليمية من المدارس الضعيفة، حيث بلغت نسبة زيادة عدد المدارس في دبي بشكل عام 250% من 2008 حتى 2017.

وقفت «البيان» على إنجازات الرقابة المدرسية خلال السنوات الماضية وما تحمله أيضاً خلال الفترة المقبلة من سياسات تعليمية جديدة وأبرزها سياسة التعليم الدامج لضمان سلاسة انتقال الطلبة من مرحلة إلى أخرى، وما يحتويه تقرير الرقابة المدرسية في دورتها العاشرة المنتظر من قبل شريحة كبيرة من أولياء الأمور والمدارس ذاتها للعمل على التوصيات التي خرجت بها فرق الرقابة وتحقيق مستوى أعلى مما هي عليه حالياً.

وتعكف الفرق المختصة حالياً في الهيئة على تطوير دليل استرشادي للمدارس الخاصة في إمارة دبي، على سياسة التعليم الدامج ليتم عقد حزمة من ورش العمل التدريبية تمهيداً للبدء في التنفيذ الكامل خلال العام الدراسي المقبل.

وكشفت فاطمة بالرهيف المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، عن موعد إعلان الرقابة المدرسية للدورة العاشرة في مايو المقبل التي تنتهي فرق الرقابة المدرسية منها في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، وتم التركيز على الجوانب الأساسية التي تمكن الطالب والبيئة التعليمية من إحداث فرق نوعي في التعليم. وأوضحت أن هذا العام ستشهد نتائج الرقابة إعلان نتائج تقييم تطبيق المدارس الخاصة لمنهاج التربية الأخلاقية ومحور الابتكار ومدى جاهزيتها وتوفيرها لاحتياجات أصحاب الهمم، فضلاً عن الوقوف على مدى تنفيذ المدارس لخطط تدعم القراءة من خلال توفير مصادر وبرامج تشجيعية للطلبة.

فاطمة بالرهيف: تطوير دليل استرشادي للتعليم الدامج العام المقبل

وأضافت إن فرق الرقابة قامت بعمل مسح شامل ضم عينة كبيرة من المدارس تم التركيز عليها فيما تقدمه للقراءة، وذلك لأن هناك ارتباطاً قوياً بين القراءة والاختبارات الدولية وما نسعى إلى تحقيقه من خلال الأجندة الوطنية.

وأوضحت أن الدورة العاشرة من الرقابة المدرسية التي انطلقت مطلع العام الدراسي الحالي، خضع فيها للرقابة 166 مدرسة خاصة تستقبل 269524 طالباً وطالبة، بينها سبع مدارس جديدة تخضع للرقابة لأول مرة، وركز المقيمون على ثمانية جوانب رئيسة، أبرزها مؤشر إنجاز أهداف الأجندة الوطنية، وانطلقت أعمال الدورة العاشرة من الرقابة المدرسية بدبي سبتمبر الماضي، وخلال تلك السنوات جمعت فكرة الرقابة المدرسية بدبي بين أفضل الممارسات الدولية المطبقة عالمياً، وبين خصوصية المجتمع المحلي وتنوع المنظومة التعليمية في إمارة دبي من حيث المناهج التعليمية المطبقة وتنوع الثقافات والجنسيات.

توقعات

وقالت المدير التنفيذي للجهاز إن المدارس الخاصة في دبي أظهرت قدرة على مواكبة الرفع التدريجي لسقف التوقعات المنتظرة منها في الرقابة المدرسية، ولقي هذا الجانب على مدى الأعوام الماضية صدىً إيجابياً لدى مدارسنا، لأنه يرتكز على تحليل دقيق لأدائها وينبع من حرصنا في هيئة المعرفة والتنمية البشرية على دفع جميع المدارس الخاصة، وتشجيعها على مواصلة تحسين جودة الخدمات والأنشطة التعليمية التي تقدمها لطلبتها، لتكون جميع مدارسنا صروحاً تعليمية متميزة إقليمياً وعالمياً.

ولفتت إلى أن المقيمين التربويين سيركزون على ثمانية جوانب تشمل مؤشر إنجاز أهداف الأجندة الوطنية، والتوقعات المنتظرة من المدارس الخاصة في تقديم الخدمات والأنشطة التعليمية للطلبة الإماراتيين، ومادة التربية الأخلاقية، وعمليات التخطيط والتدريس والتقييم والتعلم في مادة الدراسات الاجتماعية، والخدمات والأنشطة الموجهة للطلبة أصحاب الهمم وإنجازاتهم مع التركيز على تقييم ودعم التقدم الذي تحققه المدارس إزاء ترسيخ نظام التعليم الدامج الشامل والكامل فيها، وتطوير مهارات الابتكار في المناهج التعليمية، وتطوير مهارات القراءة لدورها في الارتقاء بالأداء الأكاديمي للطلبة.

وأفادت بأن جهاز الرقابة المدرسية ركز في دورته العاشرة على ضمان جودة أداء الطلبة المواطنين في المدارس الخاصة، لتمكين 90% منهم من إتمام تعليمهم في المرحلة الثانوية، ورفع نسب التحاقهم بالجامعات، كأحد أهداف الأجندة الوطنية.

وسردت بالرهيف أبرز ملامح التطور التي مرت من الرقابة قائلة: شهد العام الأول من الرقابة المدرسية في العام 2008 م تنفيذ عمليات الرقابة المدرسية في 109 مدارس خاصة بدبي، واستفاد منها 137675 طالباً وطالبة، وكانت الرقابة المدرسية في دبي تخطو خطواتها الأولى، وعاماً بعد عام ترسخت ثقافة جودة التعليم في المجتمع التعليمي، ومن ذلك الحين واصلنا العمل على رفع سقف المعايير عاماً بعد عام، لضمان ديناميكية التطور في الارتقاء بجودة التعليم في كل مدرسة على حدة.

وقالت إن المدارس بدأت مع فرق المقيمين التربويين من أجل بلوغ معدلات قياسية لجودة التعليم تواكب متطلبات الرقابة المدرسية، واعتبرت المدارس أن جودة التعليم أسلوب حياة، ومن خلال عام الرقابة الأول أتيح لأولياء الأمور معلومات شاملة وتفصيلية حول جودة التعليم في مدارس أبنائهم.

ولفتت إلى أن الدورة العاشرة من الرقابة المدرسية ركزت على مستهدفات الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، سواء على صعيد مؤشر الأجندة الوطنية ومستويات التحصيل الدراسي، ومدى قدرة المدارس الخاصة في دبي على توفير متابعة دقيقة للتقدم الذي تحققه نحو تحقيق الأهداف المطلوبة منها في الأجندة الوطنية، وتطبيق منهاج التربية الأخلاقية والخدمات والأنشطة التعليمية للطلبة الإماراتيين وإنجازاتهم وتطوير مهارات الطلبة في القراءة، وعمليات التخطيط والتدريس والتقييم والتعلم في مادة الدراسات الاجتماعية، والخدمات والأنشطة التعليمية لموجهة للطلبة أصحاب الهمم وإنجازاتهم وتطوير مهارات الابتكار في المناهج التعليمية.

وقالت بالرهيف، إن إطار عمل سياسة التعليم الدامج، والذي تم الإعلان عنه خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجاري 2017- 2018م، يلبي الطبيعة الفردية والمتشعبة للمشهد التعليمي في إمارة دبي الذي يضم مدارس من شتى أنحاء العالم، ويصل عدد المناهج التعليمية في مدارس دبي إلى 17 منهاجاً تعليمياً دولياً مختلفاً، فضلاً عن تنوع مزودي الخدمات التعليمية بمختلف مراحلها وأشكالها.

وتعكف الفرق المختصة حالياً على تطوير دليل استرشادي للمدارس الخاصة في إمارة دبي، ليتم عقد حزمة من ورش العمل التدريبية تمهيداً للبدء في التنفيذ الكامل خلال العام الدراسي المقبل.

وكشفت أن فريق التعليم الدامج بقيادة هيئة المعرفة والتنمية البشرية عمل على إعداد وتطوير الإطار العام لسياسة التعليم الدامج في إمارة دبي بالتشاور مع جميع الأطراف المعنية، وفي ضوء استراتيجية دبي لأصحاب الهمم 2020 وبما يواكب أفضل الممارسات العالمية بهدف ترسيخ لغة مشتركة ومنهجيات واضحة، وسنواصل العمل المشترك مع مختلف الجهات ذات العلاقة من أجل بلوغ الأهداف المستقبلية بأن تصبح دبي سباقة في منح الأشخاص أصحاب الهمم كامل حقوقهم بحلول العام 2020م.

ويستهدف إطار عمل سياسة التعليم الدامج في إمارة دبي ضمان عمليات انتقال سلسة ومرنة للطلبة أصحاب الهمم من مرحلة تعليمية إلى أخرى في رحلة التعلم، وتعكف فرق العمل المختصة في الهيئة بالتعاون مع شركائها على تطوير حزمة من اللوائح والإجراءات التنفيذية ذات العلاقة بعمليات تسجيل الطلبة وقبولهم.

تحول إلكتروني

وحول اتجاه مدارس خاصة في دبي إلى التحول الإلكتروني من خلال مناهج وكتب إلكترونية وحل الواجبات وغيرها بشكل إلكتروني وهذا توجه يحاكي تطورات التعليم، قالت بالرهيف إن التكنولوجيا باتت أمراً واقعاً في حياة كل منا، وتوظيفها في التعليم بات حقيقة في مدارسنا، ونحن نركز على ضمان مشاركة أولياء الأمور في رحلة تعليم أبنائهم.

وتنفذ المدارس الخاصة بدبي إجراء اختبارات مقارنة خارجية لطلبتها لمتابعـة التقـدم الـذي تحققـه كل مدرسة على حدة نحـو تحقيـق الأهداف المطلوبـة منهـا في الأجنـدة الوطنية لدولة الإمارات2021، لافته إلى أن تلك الخطوة التي انطلقت منذ 3 سنوات تستهدف ضمان التحضير الفعّال لمشاركة دبي في التقييمات الدولية، والوقوف على مهارات الطلبة، بالإضافة إلى دورها في مساعدة المدارس على وضع خططها وتحديد خارطة الطريق لها من أجل بلوغ أهداف الأجندة الوطنية.

تدريب

أكدت فاطمة بالرهيف أن اختبارات المقارنة الخارجية تعد بمثابة تدريب للطلبة، كونها تساهم بشكل فاعل في تقييم مهاراتهم، مما يساعد على الارتقاء بأدائهم في التقييمات الدولية الرئيسية TIMSS و PISA والتي تعد من مستهدفات الأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021.