أصدرت مجموعة جيه أل أل، كبرى شركات الاستثمارات والاستشارات العقارية الرائدة في العالم، أمس، تقريرها الخاص بأداء سوق دبي العقارية للربع الثاني من عام 2015 والذي يغطي الشرائح المكتبية والسكنية وتجارة التجزئة والضيافة.
مواجهة ضغوط
وفي معرض تعليقه على إصدار التقرير، قال كريغ بلومب، رئيس دائرة الأبحاث في مجموعة جيه أل أل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تواصل سوق دبي العقارية مواجهة ضغوط هبوطية خلال الربع الثاني من السنة. فقد ظل مؤشر الإيجارات السكنية ثابتاً نسبياً، في حين تراجعت أسعار البيع بمتوسط 8% سنوياً حتى 2015.
يأتي هذا في وقت تظهر فيه سجلات دائرة الأراضي والأملاك في دبي انخفاضاً بنسبة 69 % في عدد الصفقات السكنية خلال الربع الأول من العام مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014. كما أن تصحيح الأسعار بأرقام فردية يأتي في تناقض حاد مع التراجعات التي شهدناها في 2008 / 2009 ويمثل مؤشراً واضحاً على أن السوق في اتجاهه إلى مرحلة النضج. نتوقع أن يتراجع حجم الصفقات ومن ثم أسعار البيع خلال النصف الثاني من العام.
وفي ظل المعروض الجديد والزيادة المحدودة في صافي معدل الاستيعاب، فإن الشريحة التجارية تتسم بالاستقرار وينبغي أن تظل كذلك على المدى القصير والمتوسط. إنه من المتوقع دخول 1.2 مليون متر مربع من المساحة الإجمالية القابلة للتأجير إلى السوق على مدار العامين القادمين. تجدر الإشارة إلى أن الخطط التي أعلن عنها مركز دبي المالي العالمي الرامية إلى مضاعفة حجمه ثلاث مرات بحلول 2024 سوف تعزز وضعية دبي كمركز تجاري إقليمي وسيكون لها أثر إيجابي على أداء الشريحة المكتبية على المدى الطويل.
وتابع: كان أداء شريحة عقارات تجارة التجزئة مستقراً خلال الربع الثاني، دون أي زيادات ملحوظة في أسعار الإيجارات عبر مختلف أنواع المراكز التجارية. تباطأت أسعار عقارات تجارة التجزئة، لا سيما في شريحة العقارات الترفيهية، وهذا يرجع في المقام الأول إلى التراجع في أعداد السائحين الوافدين من روسيا، في حين أن المستوى الحالي لتشبع السوق في شريحة الأغذية والمشروبات من المتوقع له أن يمثل ضغطاً على تجار التجزئة ويدفعهم إلى تمييز عروضهم في ظل احتدام المنافسة.
الأقوى اقليمياً
وأضاف شهاب بن محمود، رئيس مجموعة الفنادق والضيافة في مجموعة جيه أل أل الشرق الأوسط وأفريقيا، تحافظ الشريحة الفندقية في دبي على مكانتها باعتبارها الأقوى في المنطقة، في ظل التراجع المستمر لمؤشرات النشاط، لا يزال الربع الثاني يعكس أثر التراجع في عدد السياح الوافدين من روسيا ومنطقة اليورو.
وقد كان من شأن التعديلات على متوسط سعر الغرفة في الليلة جعل تأثير معدل الإشغال بالمدينة محدوداً نسبياً، حيث استمر في نطاق المتوسط السائد على مدار السنوات العشر السابقة. انخفض سعر الغرفة في الليلة على مدار الربع الثاني من عام 2015 بنسبة 7.2% عن المتوسط السائد على مدار السنوات العشر السابقة، وذلك في ترجمة واضحة لاحتدام المنافسة، مما يبرز الحاجة إلى أن يركز ملاك الفنادق على الكفاءات التشغيلية.