“مال وأعمال” لم يقتصر تأثير الأزمة المالية العالمية على أسعار العقارات التي انخفضت في الكثير من دول العالم بنسب متفاوتة، بل إن هذا التأثير طال التوجهات الحالية للمستثمرين، فبعد أن كنا نرى تركز معظم المستثمرين في أسواق الإمارات والبحرين والأردن، بدأنا نسمع عن تحركات حثيثة نحو السوق التركية والسعودية والمصرية، وبالطبع إلى السوق العمانية، التي كانت وما زالت محل جذب واهتمام شريحة كبيرة من المستثمرين، بالإضافة إلى بعض الأسواق الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا.
وبحسب صحيفة “القبس” الكويتية فإن عدداً من المشاركين في معرض العقار والاستثمار والبناء يرون أن تركيا باتت محط اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين الكويتيين والخليجيين، فإن السوق الكويتية باتت تفتقد في ذات الوقت للمشاريع العقارية والسكنية بشكل لافت للنظر رغم الطلب الكبير على هذه المنتجات من قبل المواطنين الكويتيين.
من جهته أشار رئيس مجلس الإدارة في شركة دينار العقارية وائل الحمد إلى أن المستثمر عادة ما يبحث عن مردود لأمواله في أي مكان حول العالم، مشيراً إلى أن العامل السياسي في أي دولة يمكن أن يلعب دوراً في استقطاب المستثمر من عدمه.
وأضاف أننا يجب أن نفرق بين المستثمر قصير المدى والمستثمر طويل المدى، مؤكداً أن المستثمر طويل المدى هو الذي يبحث عن الفرصة المناسبة بالشكل الصحيح، وليس ذلك المستثمر الذي يبحث عن أرباح سريعة وآنية من دون تفكير وتأن.
وقال الحمد إن الدول التي تعاني من تبعيات الربيع العربي هي الدول المناسبة للاستثمار العقاري في الوقت الراهن، حيث إن أسعار العقارات في هذه الدول ستكون أكثر تنافسية، خاصة في ظل تحول أنظار المستثمرين إلى أسواق أخرى بعيداً عن هذه الأسواق.
وبين الحمد أن المواطن الكويتي يعي تماماً مدى أهمية ومصداقية الشركات العقارية في الكويت، فالعامل الذي أصبح يشكل عامل أمان بالنسبة للمواطن هو مصداقية الشركة قبل مصداقية المشروع الذي تطرحه.
قال نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كويت لإدارة المشاريع علاء أبو عليان، إن أزمة 2008 دفعت بالعملاء نحو رحلة البحث عن العقار الصحيح والسليم والعوائد الاستثمارية المجدية، خاصة أن البنوك لم تعد تقدم أرباحاً مجزية، وكذلك الحال بالنسبة لأسواق المال في المنطقة.
وأشار إلى أن المستثمر اتجه نحو السياحة الدينية في كل من مكة والمدينة، على اعتبار أن هذه السياحة تعد من أفضل الاستثمارات التي تدر عوائد سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل.
قال نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة أداء العقارية لؤي القطامي إن الدورة الحالية للمعرض كشفت عن توجهات المستثمرين في الوقت الراهن، والتي اتجهت في غالبها نحو الأسواق المستقرة، وذات الاقتصاديات الصحية والبعيدة عن المشاكل السياسية والأمنية.
وأضاف أن أهم الأسواق التي استقطبت اهتمام المستثمرين حالياً هي السوق العقارية السعودية، نظراً لأن نسبة من يملك بيتاً في السعودية لا تزيد على 20%، بالإضافة إلى السوق الإماراتية التي يمكن القول إنها استفادت كثيراً من مشاكل دول الربيع العربي، خاصة أن أغلب المستثمرين في دول الربيع العربي كانوا من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
قال الرئيس التنفيذي لشركة القصور الحديثة للحلول العقارية شريف منتصر إن هناك توجها كبيرا وواضحا للمستثمرين نحو السوق التركية، الأمر الذي دفع شركته إلى التركيز على هذه السوق من خلال طرح 6 مشاريع عقارية كبرى هناك.
وأشار إلى أن مشاريع الشركة في تركيا تقع في مناطق مختلفة، بدءا من مدينة كوشاداسي غرب تركيا، والتي تعتبر مقصدا لأكثر من نوع من السياحة، حيث البحر الصافي والرمال الناعمة والطبيعة الخلابة.
قال مدير فرع الكويت بشركة تبارك القابضة وليد صقر إن الإقبال على مشاريع الشركة في مصر أثبت أن الاهتمام بالعقار المصري ما زال موجوداً، على الرغم من الأوضاع الأمنية والسياسية والحالية في مصر.
وأكد أن تبارك طرحت خلال المعرض مجموعة من المنتجات العقارية التي كان من بينها مشاريع بالمعادي في مصر، ومنتجع سياحي في رأس سدر، ومزارع على طريق مصر إسكندرية، بالإضافة إلى مشروع كمباوند سكني في مدينة الرياض في السعودية يتألف من فلل وشقق سكنية فاخرة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1hN