أعلنت الحكومة، ممثلة بهيئة تنظيم قطاع الاتصالات يوم امس رسمياً، أنها ستمضي في اجراءات تجهيز وثائق وشروط عطاء سيكون تنافسياً مفتوحاً امام جميع المهتمين للحصول على ترددات تتيح تقديم خدمات الجيل الثاني والثالث والرابع، ما يعني امكانية ترخيص مشغل اتصالات رئيسي رابع لخدمات الاتصالات المتنقلة.
وأكدت هيئة الاتصالات يوم أمس بانه من المخطّط ان يجري تجهيز وثائق العطاء المتعلقة بترخيص الترددات الجديدة والاعلان عنها قبل نهاية شهر اذار ( مارس) المقبل، ما يعني ان الحكومة ستمضي في تنفيذ توجهها المعلن خلال العام الماضي لادخال مشغلين جدد الى قطاع الاتصالات، مستندة الى رأيها في ان سوق الانترنت عريض النطاق مايزال فيها فرص متاحة للنمو، فيما يرى مشغلون في القطاع بأن هذا التوجّه سيعود باثار سلبية على القطاع وتراجع ايراداته وتنافسيته.
وقالت الهيئة في بيان صحافي، وزعته على وسائل الاعلام يوم أمس، بأنّها استقبلت خلال الفترة الماضية ثلاثة طلبات اهتمام من شركات محلية تتعلق بتصريح الهيئة الذي صدر بداية الشهر الماضي، وشمل إتاحة وطرح رخص ترددات جديدة في مجالات الاتصالات المتنقلة واللاسلكية الثابتة بالحزم العريضة، في النطاقات الترددية (1.8، 2.1، 2.3، 2.6 ج.هـ).
وكانت فترة استقبال طلبات الاهتمام بخصوص ترخيص ترددات الاتصالات قد انتهت قبل اكثر من اسبوع بتاريخ السابع عشر من الشهر الحالي، حيث اكدت الهيئة بانها بناء على طلبات الاهتمام الثلاثة التي استقبلتها ستعمل خلال الفترة المقبلة على تجهيز وثائق عطاء تنافسي سيكون مفتوحاً امام الجميع (الشركات المهتمة او شركات الاتصالات الحالية) سيجري الاعلان عنها قبل نهاية شهر اذار (مارس) المقبل.
ولم تمدّد هيئة الاتصالات فترة استقبال طلبات الاهتمام بخصوص هذه الترددات الجديدة، رغم أن إحدى الشركات المحلية كانت طلبت تمديد هذه الفترة ومنحها وقتا إضافياً لدراسة الموضوع والحصول على إجابات لاستفسارات واستيضاحات حول ترخيص الترددات الجديدة.
وقال مصدر مسؤول في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات يوم امس بأنّ الطلبات الثلاثة التي استقبلتها الهيئة بخصوص الترددات الجديدة تركزت باهتمام في تقديم خدمات الجيل الثاني والثالث والرابع.
واشار المصدر – الذي فضل عدم نشر اسمه – الى ان طلبات الاهتمام هذه لا تعني ادخال مشغل جديد الى سوق الاتصالات، فالعملية ماتزال في مراحلها الاولية، حيث ستتبيّن جدية المهتمين بهذه الترددات من خلال العطاء التنافسي الذي تعمل الهيئة على تجهيز وثائقه.
وكانت هيئة الاتصالات قالت في وقت سابق بأن اتاحة الترددات الراديوية مدار البحث من خلال عملية تنافسية مفتوحة ستكون متاحة لجميع المهتمين سواء المرخص لهم الحاليين او من الراغبين بالحصول على رخصة جديدة لغايات تقديم خدمات الاتصالات ( الجيل الثاني، والثالث، والرابع، وخدمات الانترنت عريض النطاق الثابت)، ما يعني ان المجال سيكون مفتوحاً لدخول مشغل جديد واحد لغايات تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة، ومشغل واحد آخر لغايات تقديم خدمات الاتصالات اللاسلكية الثابتة بالحزم العريضة.
وفي الوقت الذي تمضي فيه هيئة الاتصالات لتنفيذ توجهها بادخال مشغل جديد الى سوق الاتصالات، يلقى هذا التوجّه معارضة شديدة من قبل مشغلي الاتصالات الرئيسيين الثلاثة، حيث كانت الشركات أبدت استغرابها من هذه التوجه وتحذيراتها الحكومة من هذه الخطوة حيث يرون بأن المنافسة بلغت أوجها في سوق الاتصالات المحلية، وبأن السوق لن تتحمل مشغلا جديدا في ظل انتشار كبير لخدمات الاتصالات، وانحدار الاسعار الى مستويات غير مسبوقة، وهي مؤشرات تنذر بحسب ما يرى المشغلون بعواقب سلبية على القطاع والتشويش على حالة المنافسة فيه.
وأبدت الشركات ايضا تحفّظها على توقيت توجّه الهيئة لطرح تراخيص ترددات جديدة، وفكرة دخول مشغلين جدد إذا ما لاقت هذه التراخيص اهتماماً من قبل مستثمرين مهتمين بسوق الاتصالات، مستندين في تحفظاتهم هذه الى الصعوبات المالية والتنافسية التي تشهدها شركات اتصالات لا سيما في سوق الانترنت السلكي (الواي ماكس)، الامر التي تمخض عنه خروج عدد من شركات الانترنت الصغيرة الفترة الماضية.
وكانت هيئة الاتصالات أعلنت بداية شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي رغبتها بالسير بإجراءات ترخيص ترددات راديوية باتباع أسلوب طرح العطاءات العامة من خلال عملية تنافسية مفتوحة بهدف منح رخص استخدام الطيف الترددي الراديوي في النطاقات (1.8، 2.1، 2.3، 2.6 ج.هـ)، حيث تتيح هذه الترددات تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة وخدمات الاتصالات اللاسلكية الثابتة بالحزم العريضة في المملكة.
ويشغل خدمات الاتصالات المتنقلة في المملكة ثلاث شبكات رئيسية هي؛ (زين، أورانج، وأمنية)، وهنالك أربعة مشغلين لخدمات الإنترنت اللاسلكي، فيما تظهر الأرقام الرسمية أن عدد اشتراكات الخلوي بلغت مؤخراً 8.6 مليون اشتراك بنسبة انتشار تتجاوز 138 % من عدد السكان، فيما تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت مؤخراً الـ4 ملايين مستخدم بمختلف تقنيات وخدمات الإنترنت.
وبحسب دراسات محايدة تعد سوق الاتصالات المحلية من الاكثر تنافسية مقارنة بأسواق المنطقة، وبوجود ثلاثة مشغلين أوصلت المنافسة فيما بينهم الأسعار والانتشار لخدمات الخلوي إلى مستويات غير مسبوقة.