رغم موافقة شركة فودافون البريطانية على شراء كل أصول شركة كابل اند وايرلس التي تنشط في مجال الهواتف الارضية ونقل شبكات التلفزة بالكابل مقابل مليار جنيه استرليني (تقريبا 1.6 مليار دولار) في صفقة هي الاضخم بين شركات الاتصالات المعروفة، إلا أن الصفقة تواجه مجموعة من الصعوبات.
وكابل اند وايرلس هي شركة بريطانية تمتد نشاطاتها الى استراليا ونيوزيلاندا وكندا وهونج كونج والهند.
وتواجه الصفقة عدة صعوبات من بينها قرار المساهمين في كابل اند وايرلس بان المعروض من فودافون قليل بالنسبة لنشاط الشركة والارباح التي تجنيها سنويا حيث اعلنت شركة “اوربس” التي تملك 19 بالمائة اسهم في كيبل اند وايرلس انها غير راضية عن الصفقة هذا بعد ساعتين فقط من اعلان فودافون و كيبل اند وايرلس عن اتمامها.
وقالت “أوربس” إن ثمن 38 بنساً انجليزياً للسهم الواحد يعد منخفضا للغاية وغير مقبول على الاطلاق لها.
وأضافت أن عرض فودا فون هو مغري للغاية لكن لمساهميها وليس لمساهمي كيبل اند وايرلس كما اوضحت ان العرض المالي لا يمكن ان يعبر عن القيمة الحقيقية للسهم الواحد في كيبل اند وايرلس ولهذا رفضت الشركة ان تعطي موافقتها على هذا العرض بانتظار زيادة قيمته غير ان اغلبية المساهمين وافقوا على العرض حيث فالت فودا فون انها تلقت موافقة 18,6 بالمائة من المساهمين على عرضها.
وفور إنتشار أنباء العرض ارتفع سهم كيبل اند وايرلس ليصل الى 36,9 بنسا كما ارتفعت قيمة سهم فودافون لتصل إلى 172 بنسا للسهم الواحد.
وأدى العرض الى اثارة مخاوف نقابة موظفي الاتصالات من فقدان وظائف بسبب الاستحواذ.
وقال اندي كير نائب السكرتير العام لمجلس مساهمي كيبل اند وايرلس “يبدو انه ستكون هناك صعوبات كبيرة مع فودافون التي تنوي اجراء تخفيضات وظيفية كبرى بسبب الضرائب و هذا ما يعني فقدان الكثير من الموظفين لأعمالهم، إضافة إلى أن كم الشكاوي التي سيتم تقديمها ضد فودافون بسبب تقليص العدد و هو الشيء الاخير الذي تريده شركة الاتصالات الشهيرة.
وأضاف “عندما يحدث استحواذ او دمج لابد من فقدان وظائف و بالنسبة لموظفي كيبل اند وايرلس فان القلق يعتريهم بشدة الان وان السبب الاساسي في هذه الخسارة يعود الى الرئيس التنفيذي الاسبق جون بلاتيرو وسياساته التي ادت لتدهور الشركة و عرضها للبيع هكذا”.
وانسحبت في وقت سابق الشركة الهندية ” تاتا ” للاتصالات من المنافسة حيث اعلنت ان قيمة التعويضات تعتبر كبيرة للغاية بالنسبة لها لتصبح بهذا فودافون المهتم الاوحد بالصفقة.
و سبب قوة كيبل اند وايرلس يعود الى انها تملك أكبر خط فايبر اوبتك للاتصالات التليفزيونية والهاتفية في بريطانيا بأكملها وحتى أكبر من شركة الاتصالات البريطانية “بريتيش تيليكوم”.
و تستخدم كيبل اند وايرلس شبكتها هذه لتأجيرها الى العديد من الشركات خاصة بريتيش تيليكوم و تصل خدمة الشركة بسهولة الى العديد من الدول البعيدة بل هي الوحيدة التي تزود بريطانيا بخدمة الاتصال الهاتفي والتلفزي مع استراليا و نيوزيلاندا و الهند و كندا من خلال الخطوط البحرية و الارضية التي توصلها بهذه البلدان.
ويقول نائب رئيس اتحاد مساهمي كيبل اند وايرلس ان فودافون تنوي ايقاف استخدام هذه التقنيات لغلاء ثمن صيانتها و الاستعاضة عنها بخدمة الاقمار الصناعية التي تتفوق فيها فودافون بشدة و هو حسب رأي نفس الشخص ما سيوفر لفودافون ( و هي اكبر شركة بريطانية للهواتف النقالة ) ربحية سنوية تصل الى نصف مليار جنيه استرليني.
و تدهورت اوضاع شركة كيبل اند وايرلس بشدة بعد قرار انفصالها عن كيبل اند وايرلس انترناشيونال و مقرها هونج كونج و ادى الكساد العالمي الى تراجع الارباح فتمت اقالة الرئيس التنفيذي الاسبق بلاتيرو وتم تجميد ارباح الأسهم.
وعبر فيتريو كولاو الرئيس التنفيذي للفودافون عن ارتياح شركته لشراء و الاستحواذ على كيبل اند وايرلس انترناشيونال قائلا ان الامر يؤدي الى انشاء كيان عملاق في مجال الاتصالات العالمية سواء بالمملكة المتحدة او في باقي انحاء المعمورة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-1tS