كشف المدير التنفيذي لمؤسسة الترخيص بهيئة الطرق والمواصلات في دبي رئيس لجنة المركبات الذكية، أحمد هاشم بهروزيان لـ«الإمارات اليوم» عن عزم الهيئة البدء في المرحلة التجريبية لتشغيل ما يعرف بـ«الوحدات المتنقلة المستقلة»، في موقع معهد «درايف دبي» لتعليم القيادة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك على عربة سيتم تجهيزها من قبل شركة «Next future» المصنعة لهذا النوع من المركبات، المكونة من مجموعة من العربات المتصلة، التي تتميز بقدرتها على الانفصال عما تتصل به من عربات أخرى للسير بشكل منفرد.
وأضاف أن الهيئة طلبت من الشركة إجراء تعديلات على مواصفات المركبة لتكون قادرة على العمل وفقاً لمتطلبات التشغيل في ظروف دبي المناخية.
وقال بهروزيان إنه تم اختيار موقع التجريب بعيداً عن نقاط الازدحام، لتتم تجربة المركبة في شوارع داخلية ومن دون وجود مركبات أخرى، إلى أن يتم تشغيلها لاحقاً تدريجياً في الشوارع العادية ضمن مناطق مخصصة لها، بعد التأكد من كفاءتها وضمان سيرها بأمان.
وأوضح أن «الوحدات المتنقلة المستقلة»، قادرة على التحرك بشكل ذاتي، ضمن مجموعة متصلة ممكن أن تنفصل عن بعضها خلال الحركة من دون أن تتوقف المجموعة، إذ إن العربة المنفصلة تتوجه بمفردها نحو موقع العميل الذي طلبها عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، من خلال التحاقها بأسطول الوحدات المتنقلة الذكية الأخرى، الموجودة ضمن مسار المواصلات العامة، عبر الالتحام بها أثناء سيرها نحو الوجهة التي يقصدها العميل.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من التجربة ستركز على كفاءة المركبة على مستوى دقة عمل الحساسات والناحية الميكانيكية والحركية، على أن تتم تجربتها في المراحل اللاحقة خلال عملها أثناء التحامها وانفصالها عن بقية الوحدات المتصلة بها.
ولفت إلى أن التقنية المتقدمة المستخدمة في تشغيل المركبة ستوفر إمكانية زيادة السعة باتصال عدد أكبر من الوحدات عند الحاجة إليها في مسار معين، وكذلك انفصال واحدة أو اثنتين منها عند مفترق طيق معين عن بقية المجموعة، لتتجه نحو منطقة أخرى من دون الحاجة إلى النزول والصعود من الوحدة أو «العربة»، الأمر الذي يختصر المدة الزمنية المطلوبة للتنقل عبر مسار فائق السرعة والسهولة في الاستخدام.
وقال بهروزيان إن الهيئة أبرمت اتفاقاً مع شركة «Next future» المصنعة لتلك الوحدات، تقوم بموجبه الشركة بإجراء تعديلات تطور من أداء الوحدات أو المركبات المذكورة، بما يتلاءم مع الظروف المناخية والجغرافية الخاصة بمدينة دبي، وتابع أن درجات الحرارة المرتفعة تفرض استخدام نوع معين من المواد في تصنيع تلك المركبات، لأنها ممكن أن تؤدي إلى تلف الأسلاك، كما أنها تؤثر في كفاءة عمل البطارية، وتلك أمور لم تكن الشركة المصنعة قد أخذتها بالحسبان.
وأكد أن الشركات تفضل تجربة منتجاتها من المركبات أو غيرها في دبي، لأنها تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة اليهم، ليس فقط من حيث ظروف البيئة المناخية وحاجة السوق، بل أيضاً من ناحية تلبية الذوق العام المرتفع ومتطلبات مستوى الحياة العالية الجودة، حتى إذا ما تم كسب تحدي دبي فإن ذلك يضمن نجاح عمل منتجات تلك الشركات في أي مكان آخر من العالم.
إلى ذلك أكد بهروزيان أن إنشاء مركز التحكم الموحد لأنظمة النقل في دبي سيعمل على دعم قدرات الهيئة في التخطيط لتشغيل مزيد من الأنماط المختلفة في مجال التنقل الذكي، مثل عربات النقل المستقلة والمركبة ذاتية القيادة والمركبة الجوية الذكية، نظراً إلى توفيره تقنيات متطورة تساعد في تتبعها ومراقبة مسارها بهدف ضمان تحركها بسلامة وأمان.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-jWj