مجلة مال واعمال

عراقية تتحول من بائعة خضروات إلى سيدة أعمال

-

349

بعد أن فقدت زوجها في أحد التفجيرات التي طالت العاصمة بغداد، وجدت الأم نفسها أمام مسؤوليتها الجديدة بحمل أعباء عائلة مكونة من عشرة، منهم طلبة وفتيات صغار السن، واضطرت إلى البحث عن عمل، ولكن السوق ليس به أية فرص متاحة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، فخطر ببالها فكرة جديدة؛ وهي شراء ستوتة (عربة صغيرة على ثلاث عجلات) مخصصة لبيع الخضار والفواكه كما تقول، السيدة العراقية سهام عبد الحميد والملقبة بأم محمود لـ “العربي الجديد”.
وتضيف أم محمود (50 عاماً) أنها انتقلت من بيع الخضروات إلى تجارة المواد الغذائية في سوق الجملة في منطقة العلاوي، وبعد فترة استطاعت أن تشتري متجراً صغيراً للبيع بالجملة والتجزئة”، لافتةً إلى أن “عمل المرأة في سوق جميعه من الرجال صعب جداً، ولكن الحاجة تجعل الإنسان يقفز على جميع المصاعب لتوفير لقمة العيش لهُ وللعائلة”.
ولم تستسلم أم محمود وأصرت أن تجد لها مكاناً بين كبار التجار، واستطاعت أن تصعد تدريجياً في عالم البيزنس. وعن مستويات البيع والشراء في سوق الجملة ونشاطها التجاري تقول، إن هناك حركة جيدة في سوق العلاوي وسط العاصمة بغداد، وأنا أبيع كميات جيدة من المواد الغذائية يومياً، ولكن الأحداث الأمنية وما يجري في محافظات شمال البلاد والأنبار وصلاح الدين انعكس بشكل كبير على بيع المواد الغذائية؛ لأننا نعتمد في مبيعاتنا على هذه المحافظات، وهناك نوع من تكدس المواد الغذائية، وخاصة الأرز والسمن والطحين بسبب حالة الركود التي يعاني منها السوق، وتتراوح أسعار بيع كيس الأرز بحدود 50 ألف دينار والطحين بنحو 20 ألف دينار، والسمن يتراوح بين 20 ألفا وصولا إلى 40 ألفا.

وأضافت أن دخلها المالي بدأ يرتفع مع توسع نطاق العمل، حيث امتلكت متجراً ثانياً في سوق جميلة، وتديره بالتعاون مع إحدى بناتها البالغة من العمر 17 عاماً.

وتبين أم محمد أن أكثر من ثمانية عمال من سكان العاصمة يعملون معها في متجرها في الشحن والنقل والتوزيع، وأنها تدفع لكل عامل منهم ما يقارب 15 دولارا يومياً، والسبب سعة النشاط التجاري لها بعد أن كانت تقود “ستوتة” صغيرة.