مجلة مال واعمال

عجلة دبي لن تتوقف عند «2020»

-

وردني مرة تعليق من أحد المتابعين على موضوع عقاري قمت بنشره على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان محتوى التعليق بالحرف الواحد كما كتبه صاحبه هو: «الأمر الذي يتخوف منه الناس في دبي هو بعد (إكسبو 2020).. ممكن رأيكم في هذا الموضوع، وماذا بعد (دبي 2020)؟».

الحقيقة عندما قرأت هذا التعليق، رغم أنني لم أتردد ثانية واحدة في الردّ عليه، بقي يدور في ذهني لوقت طويل كون أن هذا التعليق هو عينة صغيرة من التفكير السائد لدى مجموعة كبيرة من الناس حول ما بعد «دبي 2020».

ولا أخفيكم أمراً آخر أن الفكرة نفسها كنت قد سمعتها في مجالس عامة، لكن بطريقة أخرى توحي بأن سوق دبي العقارية ستتوقف عند انتهاء فترة المعرض الدولي المرتقب، كما أن الفكرة ذاتها تمت مناقشتها بالبند العريض على بعض المواقع الإخبارية، تحت عنوان «ما مصير عقارات دبي بعد 2020؟».

للحظة ما تخيلت أن إمارة دبي بحجمها وثقلها وبكل قطاعاتها وما تحويه تم بناؤها فقط لأجل معرض «إكسبو 2020 دبي»، وأن رحلة البناء التي بدأت منذ 1971 وقبل 50 سنة من الآن، يتم اختزالها في ستة أشهر فقط من عام 2020!! معقول؟

غير أني أقول لهؤلاء إن الإمارة التي تم بناؤها على ضوء مجموعة خطط منذ نشأتها لا يعجزها إيجاد خطط مستقبيلة جديدة تكسر توقعات محدودي التفكير بعد عام 2020، ولهم أقول كذلك إن «إكسبو 2020» بحد ذاته، يمثل إحدى تلك الخطط التي تبنتها دبي لتبهر العالم بإنجازاتها، فلماذا التخوف إذن من دبي بعد 2020؟!

كما أن هناك خطة تنموية شاملة ومستقبلية جديدة تسمى «خطة دبي 2021 الشاملة» التي تُعنى بالفرد والمجتمع والاقتصاد.

لذلك دائماً أقول عجلة دبي لن تتوقف عند 2020، ولا داعي للتخوف من دبي بعد 2020، بل بالعكس 2020 هو عام الفرص، ولأن الإمارة المبنية على الابتكار المتجدد والخطط المثمرة والهادفة كدبي، فإن على المرء ألا يخاف على مستقبله فيها.

سعيدون جداً لأننا نحتضن فعاليات أكبر معرض دولي في العالم «إكسبو» كأول بلد عربي وخليجي لم يمضِ على تأسيسه سوى 50 سنة، وتحضيراتنا للحدث تجري على قدم وساق، حيث احتفلنا قبل أيام قليلة ببداية العد التنازلي له، لكن هذا لا يعني أننا سنتوقف أو أن جهودنا ستنتهي عند تلك المرحلة، إذ إن الإمارة التي انبثقت من أعماق الصحراء لن تعرف المستحيل.