في زمنٍ يكثر فيه الكلام ويقل الفعل، تتوارى النماذج الحقيقية خلف ضجيج العناوين. لكن في عمق الجنوب الأردني، وتحديدًا من معان، تبرز عايدة محمد عبد الجليل آل خطاب كصوتٍ نسائي متجذر في الأرض، نابض بالإرادة، لا تسكنه الضوضاء بل تشغله القضايا.
ليست قصة عايدة رواية صعود فردي بقدر ما هي شهادة حية على قدرة المرأة الأردنية – حين تُمنح الفرصة – أن تكون صانعة قرار، ومُحرّكة تنمية، وحارسة للهوية المحلية والوطنية.
ليست قصة عايدة رواية صعود فردي بقدر ما هي شهادة حية على قدرة المرأة الأردنية – حين تُمنح الفرصة – أن تكون صانعة قرار، ومُحرّكة تنمية، وحارسة للهوية المحلية والوطنية.
من التعليم إلى التمكين
بدأت عايدة رسالتها في قاعات الصفوف، كمعلمة ومديرة ومشرفة تربوية، حيث رأت في التربية عمقًا استراتيجيًا لتشكيل الأجيال. لكنها لم تكتفِ بدور المربية، بل استجابت لنداء المجتمع المحلي، وخاضت غمار العمل العام، لتُنتخب عضوًا في المجلس البلدي، ثم مجلس المحافظة، وتصل إلى منصب رئيسة اللجنة المؤقتة لمجلس محافظة معان.
ليست مسيرتها انتقالًا في المناصب، بل في التأثير. لم تكن تُمارس الدور التنفيذي فقط، بل حملت همّ المنطقة، وتكلّمت باسم معان لا بصفتها، بل بأوجاع ناسها.
من التربية إلى اللامركزية… إلى القيادة الفعلية
لم تكتفِ عايدة آل خطاب بأن تكون شاهدة على التحولات، بل قررت أن تكون فاعلة فيها. بعد مسيرتها التربوية، خاضت غمار انتخابات اللامركزية، وفازت بثقة مجتمعها، ثم صعدت خطوة أبعد حين انتُخِبت – من قبل أعضاء ذكور – نائبًا لرئيس مجلس محافظة معان، في سابقة لم تشهدها المملكة من قبل. لم يكن هذا تكريمًا لكونها امرأة، بل اعترافًا ناضجًا بكفاءتها وإرثها وأسلوبها في العمل العام.
لاحقًا، اختارها الناس من جديد، ففازت بعضوية المجلس البلدي، لتتنقل بثقة بين مستويات الخدمة العامة. حتى جاء القرار الأرفع: تعيينها رئيسة للجنة مجلس محافظة معان، لتكون المرأة الوحيدة في المملكة التي تتبوأ هذا المنصب في دورة مؤقتة حسّاسة، تطلبت شخصية ذات حنكة وهدوء، وقدرة على بناء التوافقات.
لم تطلب هذا الموقع، لكنه جاءها لأنها أثبتت، مرة تلو الأخرى، أن القيادة لا تحتاج صخبًا، بل أثرًا، ولا تتطلب شعارات، بل سجلًا مليئًا بالفعل والمصداقية.
امرأة تُعيد تعريف القيادة
في بيئة تُحتكر فيها السلطة الرمزية والعملية غالبًا للرجال، لم تدخل عايدة المشهد بخطاب الصراع الجندري، بل بخطاب الفاعلية. فرضت حضورها بخبرتها لا بلون خطابها، واستحقت احترام كل من جلس أمامها.
لم تتحدث باسم المرأة فقط، بل تحدثت باسم العدالة، وكانت تمثّل الضعفاء قبل أن تمثّل النساء.
امرأة تعيد تعريف القيادة في زمن التحولات
من الفعل التربوي إلى الفعل التنموي
تجربتها التربوية انعكست بوضوح في مقاربتها للعمل السياسي والاجتماعي. فهي تؤمن أن التمكين لا يبدأ من الخطابات، بل من الميدان، من المدارس والمجتمعات، ومن تفاعل النساء مع قضاياهن بصوت عالٍ وعقل راجح.
ترأست جمعية زهرة معان، وأسست مركزًا تدريبيًا بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال، وأدارت حوارات تنموية محلية بديناميكية نادرة. لم تكن تنتظر الحلول، بل تبادر لصناعتها.
التمكين كأولوية وجودية
بالنسبة لآل خطاب، التمكين ليس بندًا في خطابات المؤتمرات، بل قضية وجودية تمسّ مستقبل المجتمعات. ولهذا، شاركت في العشرات من البرامج التي تستهدف تمكين النساء سياسيًا، وشاركت في كتابة وإعادة إنتاج الوعي النسوي المحلي من داخل السياق المجتمعي، لا المستورد.
قالت ذات يوم في ندوة مغلقة: “لا نريد تمكينًا يُمنح لنا، بل تمكينًا ننتزعه بالوعي والعمل، لا بالضجيج”.
امرأة تُعيد تعريف القيادة
في بيئة تُحتكر فيها السلطة الرمزية والعملية غالبًا للرجال، لم تدخل عايدة المشهد بخطاب الصراع الجندري، بل بخطاب الفاعلية. فرضت حضورها بخبرتها لا بلون خطابها، واستحقت احترام كل من جلس أمامها.
لم تتحدث باسم المرأة فقط، بل تحدثت باسم العدالة، وكانت تمثّل الضعفاء قبل أن تمثّل النساء.
أكثر من ثلاثين وسامًا وتكريمًا
تكريماتها تتجاوز الثلاثين، بين دروع وشهادات وعضويات فخرية في منظمات دولية وأكاديميات حقوقية وسلام. حصلت على أكثر من دكتوراه فخرية، ولكنها لا تتحدث عنها. ترى أن كل وسام هو تذكير بما لم يُنجز بعد.
شخصية مركّبة من الصلابة والإنصات
ليست عايدة تلك التي ترفع صوتها كثيرًا. صلابتها ناعمة، وعنادها هادئ. تُجيد فن الإصغاء، وتجيد أكثر فن اتخاذ القرار. تحترم الناس، وتُحسن بناء الجسور.
خاتمة لا تُغلق الباب
في المشهد الأردني، تُعد عايدة آل خطاب من القليلات اللاتي جمّعن بين التمكين، الفعل التنموي، والمشاركة السياسية الهادئة. حضورها ليس لحظة عابرة في زمن مضطرب، بل مسار طويل من التراكم والالتزام.
هي لا تبحث عن لقب… بل عن أثر. ولا تُنافس على الصوت العالي… بل على الفعل العميق.
من الجنوب جاءت… لكنها تتحدث باسم وطنٍ كامل يبحث عن نساء يشبهنها………….ممكن اضافتها بعد التربيه خاضت انتخابات اللامركزية وفازت ثم انتخبت من قبل الذكور نائب رئيس مجلس محافظة وهي كانت الأولى على مستوى المملكه ومن ثم عضو مجلس بلدي ومن ثم تم تعينها كرئيس للجنه مجلس المحافظة محافظة وهي الوحيده كمراه تم اختيارها لهذا المنصب اريد اضافة اللفقرة الاخيرة بطريقة ابداعية


