مجلة مال واعمال – دبي
مع بداية عام 2025، تتزايد التحذيرات من تفاقم التهديدات الصحية المرتبطة بالأمراض المعدية. من إنفلونزا الطيور إلى الحصبة وشلل الأطفال، باتت الأوبئة القديمة والجديدة تُشكّل مصدر قلق متصاعد.
تساهم عوامل متعددة مثل انخفاض معدلات التطعيم، انتشار المعلومات المضللة، والتغيرات السياسية في تعقيد المشهد الصحي العالمي.
إنفلونزا الطيور: تهديد متربص
شهد عام 2024 ظهور أكثر من 60 حالة إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور حول العالم، مع تسجيل الولايات المتحدة أولى حالات العدوى الشديدة.
رغم عدم وجود دليل حتى الآن على انتقال العدوى بين البشر في البلاد، يحذر خبراء الصحة مثل الدكتور مايكل أوسترهولم من أن استجابة الولايات المتحدة للأزمة كانت غير كافية.
ومع غياب استراتيجية شاملة، يبقى خطر تفشي الفيروس حقيقيًا. إذا تحور الفيروس أو أصبح أكثر قدرة على الانتقال، قد يواجه العالم كارثة صحية.
الحصبة: عودة غير مرحب بها
لم يكن مرض الحصبة ضمن التوقعات، لكنه عاد بقوة مع انخفاض معدلات التطعيم. سجلت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في عام 2024 أكثر من 280 حالة، وهو أعلى معدل خلال خمس سنوات. تنتشر الحصبة بسهولة بين الأشخاص غير المطعمين، في ظل تزايد الإعفاءات من التطعيمات المدرسية. يُخشى أن تؤدي المعلومات المضللة والتصريحات المناهضة للقاحات إلى تفاقم هذا الوضع.
شلل الأطفال: تهديد قديم يعود للواجهة
رغم اعتبار شلل الأطفال مرضًا من الماضي، فإنه لا يزال يشكل خطرًا. تستمر دول مثل باكستان وأفغانستان في مكافحة الفيروس، بينما تُظهر الولايات المتحدة استعدادًا ضعيفًا لعودة محتملة. حذر الدكتور أوسترهولم من أن جهل الأجيال الشابة بتأثيرات المرض قد يؤدي إلى تهاون في التعامل معه، مما يزيد من احتمالات تفشيه.
جدري القرود: تحديات جديدة
ما يُعرف الآن باسم جدري (MPOX) لا يزال يمثل تهديدًا، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر. ومع ارتفاع تكاليف لقاح Jynneos، قد يتجنب الكثيرون التطعيم، مما يُعرضهم للخطر. أُعلن مؤخرًا عن أول إصابة بسلالة أكثر عدوانية في كاليفورنيا، مما يُنذر بمخاطر إضافية.
مرض إكس: المجهول الذي يترصد
يشير مصطلح “مرض إكس” إلى أي مسبب مرضي مفاجئ قد يتسبب في جائحة مستقبلية. شهدت الكونغو مؤخرًا انتشار مرض غامض وُصف بمرض إكس قبل تحديده على أنه ملاريا شديدة. يذكرنا هذا السيناريو بالحاجة الملحة للاستعداد لأي تهديد غير متوقع.
خطوات الاستعداد
رغم هذه التحديات، هناك أمل. تبقى اللقاحات واحدة من أقوى الأدوات لمواجهة الأمراض المعدية. يمكن للجميع المساهمة من خلال:
- البقاء على اطلاع بالمعلومات الصحيحة.
- مكافحة المعلومات المضللة.
- تشجيع التطعيم.
عام 2025 قد يكون نقطة تحول في الوعي الصحي العالمي، إذا ما تحول القلق إلى عمل فعّال واستعداد مستمر.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JIJ
