أكد عاملون في القطاع السياحي أن سياحة المهرجانات تلقى رواجا واهتماما على مستوى العالم، خاصة لما تسهم به في تنمية اقتصادات الدول بشكل متنام وفعال خلال السنوات الاخيرة.
وقال هؤلاء ان الجهات المعنية والمتخصصة بسياحة المهرجانات أولت عناية خاصة خلال السنوات الماضية بهذا النوع من السياحة، وذلك لما لها من عوائد اقتصادية وتجارية وسياحية.
وقال الخبير في القطاع السياحي، عوني قعوار، إن أهمية سياحة المهرجانات تكمن في التعريف بالموروث الشعبي للمناطق التي تقام بها المهرجانات، وتشجع تسويق المنتجات اليدوية والصناعات التقليدية لتلك المناطق، بالاضافة الى ان المهرجانات تتيح الفرصة لايجاد فرص عمل للشباب.
وأضاف قعوار ان سياحة المهرجانات من أهم السياحات التي تؤثر ايجابا على القطاع في الأردن، حيث تستقطب السياحة المحلية أولا والعربية الى جانب جزء من الأجنبية في حال كانت إقامة تلك المهرجانات خلال الموسم.
وأشار الى أن المهرجانات التي تستقطب السياح الأجانب هي التي تضمن فعاليات أثرية وتراثية، في حين أن جميع أنواع المهرجانات تستقطب السياحة الداخلية.
وأوضح قعوار ان العالم اصبح يدرك الفوائد الاقتصادية للمهرجانات، الامر الذي أشعل حدة المنافسة بين الدول، ما جعلها تلجأ الى التحديث والتطوير المستمر والمتواصل لفعاليات وبرامج مهرجاناتها بهدف جذب واستقطاب أكبرعدد من الزائرين والمستثمرين من مختلف الدول.
وقال أمين عام وزارة السياحة والآثار، عيسى قمو، ان سياحة المهرجانات هي من أنواع السياحة الحديثة، وأصبحت تنمو بسرعة في السنوات الأخيرة، نتيجة لتطور العلاقات الدولية والاقتصادية والتجارية والصناعية والفنية، وحاجة الدول إلى عرض ما توصلت إليه في مختلف المجالات الحضارية على الدول الأخرى، بالاضافة الى انها منتديات ذات نشاطات متنوعة تتفاعل فيها كل عناصر العملية الإنتاجية الجاذبة للسياح، والتي تعكس الصورة الحضارية للدولة.
وأكد قمو أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأنشطة السياحية الجديدة في الأردن، كجزء من مكونات النشاط السياحي؛ حيث تحرص الوزارة على تفعيل المهرجانات بمختلف محافظات المملكة لسد الفجوة بين العاصمة والمحافظات وكهدف اساسي لاشراك المحافظات بالنشاطات السياحية.
وأوضح قمو أن سياحة المهرجانات أصبحت في الوقت الراهن نافذة الأردن التي يطل عبرها على الدول الأخرى، وعاملاً مهماً من عوامل التنشيط السياحي في الأردن؛ حيث تبنت تلك الفكرة وزارة السياحة والاثار مستثمرة كل عناصر ومقومات السياحة المنافسة المنفردة والمتميزة وكون الاردن يعتبر متحفا مفتوحا يزخر بكل انواع السياحة.
قال رئيس جمعية الفنادق الأردنية، ميشيل نزال، إن الأردن يعد مهرجانا ومتحفا مفتوحا ومتكاملا، فقد شهدت سياحة المهرجانات الثقافية نهضة قوية؛ إذ أقيم في الأردن العديد من المهرجانات المتنوعة، وساعد على ذلك موقع الأردن المتوسط بين دول العالم واستقرار الأوضاع السياسية الداخلية، بالاضافة الى تميز المهرجانات في الأردن بالتنوع لتناسب الأذواق المختلفة.
وأكد نزال على ان سياحة المهرجانات في الأردن تؤدي دورا مهما في تكوين الوجهات السياحية من خلال قدرتها على زيادة حجم الحركة السياحية على العديد من المواقع السياحية، وعلى المنشآت السياحية فيها، وذلك من خلال تجربة السياح القادمين للمهرجان أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بالاضافة الى أن الفعاليات والمهرجانات تساهم في توعية المجتمع الأردني وتصحح المفاهيم الخاطئة عن السياحة.
ولفت نزال الى أهمية وضرورة تفعيل وتنظيم المؤتمرات بالتزامن مع ضعف النشاط السياحي، وعندما لايكون في وقت الذروة، بحيث يتم استغلال المهرجانات والمعارض في الاوقات التي يشهد القطاع السياحي ركودا، ما يعني ان تقام هذه المهرجانات لتنشيط الحركة السياحية في الاوقات التي تتراجع فيها الحركة السياحية.
وأوضح نزال أن سياحة المؤتمرات تعتبر نشاطا اقتصاديا واجتماعيا ضروريا لتنمية مجتمعاتنا المحلية، ناهيك عن دورها في تعزيز الوطنية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتكوين الفرص الوظيفية، بالإضافة إلى مساهمتها في الأمن الداخلي، ورفع الاستثمار في المنشآت الاقتصادية والسياحية في المنطقة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية فيها.