مجلة مال واعمال

عالمية الشركات الإماراتية تعزز سمعة الدولة

-

10

أجمع قادة أعمال ومستثمرون أجانب على أهمية دور الدبلوماسية في تسهيل النشاط التجاري والاقتصادي والمعاملات التجارية عبر الحدود، لا سيما في المناطق التي تعاني من الاضطرابات وانخفاض مستوى الشفافية، أو المخاطر الأمنية.

وتابعوا أنه على الجانب الأخر فإن الدول تتأثر بسمعة شركاتها العاملة بالخارج، لافتين إلى أن نجاح الشركات الاماراتية وعالميتها عزز من السمعة الطيبة للدولة. جاء ذلك خلال أولى الجلسات الحوارية الرئيسية باليوم الثاني لفعاليات المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر 2015، الذي تستضيفه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، أمس، ويشارك فيه عدد من أهم الرؤساء التنفيذيين وكبار المدراء في المؤسسات المحلية والعالمية ووكالات الاستثمار ومؤسسات التنمية الاقتصادية.

وتحت عنوان «حيث يلتقي الشرق مع الغرب: الاستثمار الأجنبي المباشر والجيوسياسية»، قال بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة «الهلال للمشاريع»، وأحد المتحدثين بالجلسة، إن دولة الإمارات تختلف عن كثير من دول المنطقة، فيما تقدمه من دعم وتسهيلات لقطاعات الأعمال المختلفة، مشيداً بالدور الذي تلعبه السفارات الإماراتية حول العالم في مساعدة الشركات الإماراتية على الانتشار نحو الخارج والتوسع في الأسواق. وتابع إن سمعة الدول تتأثر كثيراً بشركاتها والعكس صحيح، حيث يمكن للشركات الناجحة أن تعزز سمعة دولها، معتبرا الإمارات مثالاً يحتذى به للدول الراغبة في تسهيل انتشار شركاتها خارج حدودها الإقليمية.

شراكات

وأشار جعفر إلى أن الشراكات المحلية مهمة للاستثمارات الأجنبية، ولذلك يجب النظر دائماً في البحث عن شريك محلي عندما ترغب الشركات في الانتشار بدول أخرى، مؤكداً أن الإمارات تقدم الكثير من المرونة والتسهيلات لمساعدة الشركات الإماراتية في التوسع الخارجي.

وطالب جعفر الشركات العاملة في الشرق الأوسط بالاستفادة من فرصة تواجدها في الخارج لتعزيز سمعتها، مضيفاً أن سيادة القانون والشفافية والحكومة المؤسسية الجيّدة وإمكانية إنفاذ العقود تعتبر من أهم العناصر للتجارة العابرة للحدود. وقال إنه يدرك أهمية تحقيق الأرباح بالنسبة للشركات، ولكن عليها بالمقابل أن تقدم منفعة متبادلة، من خلال خدمتها للمجتمع.

ومن جانبه، أكد موسى الموسى الرئيس والمدير المالي في الإمارات والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «داو كميكال»، أهمية وجود شركاء للشركات في المناطق التي تعمل فيها. وأضاف: «نتعاون مع السفارات لتسهيل دخولنا إلى الأسواق، ونستفيد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وهذا التعاون يساعدنا في الوصول إلى أسواق كثيرة في المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن شركته تحرص على الالتزام بالقوانين المحلية ومراعاة العادات والتقاليد، وتعمل على أن يكون لديها وكلاء أو شركاء في كل الدول التي تعمل فيها لأنهم يكونون أقدر على إدراك الاختلافات الثقافية والتعامل معها.

الاستقرار

وأضاف الموسى أن شركته قبل أن تدخل إلى أي سوق من الأسواق، تتأكد من الاستقرار السياسي، وكيفية ممارسة الأعمال، واحتمال وجود عقوبات على التجارة، فضلا عن التركيز في عملها على نقاط القوة والمجالات التي تمتلك فيها الخبرة والتخصص.

وأكد، في تصريحات خاصة على هامش المؤتمر، على امتلاك إمارة الشارقة لقاعدة تعليمية مميزة تعزز من عناصر جذب المستثمر، لافتا إلى أن شركته، تتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة للبحث عن أصحاب المواهب والمبدعين، لتوفير فرص العمل التي تتناسب مع طموحاتهم.

واضاف أنه رغم التحديات الاقتصادية العالمية إلا أن هناك فرصا استثمارية عديدة، إذ ساهم انخفاض أسعار النفط في رفع الطلب على المنتجات نهائية الصنع في الأسواق الناشئة المستوردة، خاصة في قطاعات المنتجات البتروكيماوية وتحديدا الخامات البلاستيكية نتيجة تراجع الأسعار، والتي تشهد حاليا نموا بالطلب.

فرص

واشار إلى أن الفرص الاستثمارية التي تتقدمها الامارات وخاصة في مجال المشروعات القائمة على الاستدامة سواء في استخدامات الطاقة أو المياه أو غيرها، خاصة مع فوز دبي باكسبو2020، ومشروعاتها الطموحة في هذا الشأن شركته، تعد واعدة لعدد كبير من الشركات، لافتا إلى أن اكبر شركات البحوث والابتكار العالمية نقلت مقراتها الإقليمية إلى الامارات.

ومن جانبها، أكدت سوبارنا سينغه، رئيسة قسم المعادن ونائبة رئيس التخطيط في شركة «إيسار»، في مداخلتها على أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول تعزز من العلاقات التجارية، مضيفة أن أساس الاستثمار الأجنبي المباشر يكمن في تقريب الاقتصاديات من بعضها البعض، وبالتالي تقريب الدول والشعوب من بعضها أيضاً، حيث يلعب النشاط التجاري والاقتصادي دوراً كبيراً في تعزيز التفاهم المتبادل والتناغم بين الثقافات.

وأشارت إلى أن تغيير السياسات والأنظمة القانونية وأحياناً تغيّر الحكومات أيضاً يحد من الاستثمارات، ولكن بالمقابل على الشركات تقبّل فكرة الاختلافات بين دولة وأخرى، والتعامل معها باعتبارها أمراً واقعاً.

وتابعت أن الدول المعروفة باضطراباتها السياسية مثل بعض الدول الإفريقية، فإن التوسع في الاستثمارات بها يمثل مخاطرة كبيرة للمستثمر من أن تختلف الانظمة وبالتالي تختلف السياسات التي تحكم الاستثمار، ولهذا فإن الدخول بها يعد مخاطرة كبيرة.

حوافز

وفي السياق ذاته، سلّط بادليسياه عبد الغني، الرئيس التنفيذي، إس آي إم بي – البنك الإسلامي (بيرها) الماليزي، الضوء على دور الاستثمار الأجنبي المباشر في النهضة الاقتصادية بماليزيا، والذي مكنها من تسجيل معدلات نمو تتجاوز 9% على مدى العقد الماضي، مشيراً إلى أن ماليزيا تتنافس مع جميع دول العالم في تقديم التسهيلات والحوافز الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، مضيفاً أن النشاط الاقتصادي يزيد من التفاعل والعلاقات الإيجابية بين الدول، مطالباً الشركات بتحقيق التوازن بين استثماراتها وعلاقاتها بالحكومات.

ومن جانبه، قال مشعل كانو، نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة كانو»، إنه تعلّم خلال مسيرته في عالم الأعمال ألا يدخل إلى دولة ويستحوذ على كل شيء فيها، وإنما يعمل على أن يكون لديه شريك محلي، يعرف السوق والعادات واحتياجات السكان.

وتابع أن المستثمر يبحث في المقام الاول على أعلى عائد للربح، ولكن عليه في الوقت نفسه أن يراعي القيم المحلية ويفيد المجتمع الذي يعمل به، مؤكداً أن التشريعات القانونية هي مفتاح التسهيلات التجارية، مطالباً الشركات بالقيام بالمزيد من أجل توفير الوظائف للشباب، داعياً إلى التركيز على استقطاب الشركات المحلية أكثر من الأجنبية، لأن الشركات المحلية هي التي ستجعل الاستثمارات الأجنبية تأتي من خلالها. أدار الجلسة فرانك جاردنر، مراسل الشؤون الأمنية في هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي».

باري جوهانسون: الشارقة بيئة مثالية للمستثمر الأجنبي

قال باري جوهانسون، رئيس مجلس إدارة جمعية الاستثمار الأجنبي المباشر، في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»، إن اختيار الشارقة لتكون أول مدينة عربية تستضيف المنتدى العالمي، وأول مدنية في منطقة الشرق الأوسط جاء نتيجة للحوافز الاستثمارية التي تطرحها الإمارة وتجعل بيئة مثالية للمستثمر الأجنبي.

وتابع أن الخطاب الحكومي المفتوح من قبل الإمارة للمستثمرين الأجانب إلى جانب وجود العديد من التسهيلات على صعيد السياسات الاستثمارية والبنية التحتية والسوق الاستهلاكي، مع تواجد اكثر مطارات العالم من حيث نسبة الاشغال، وثاني أكبر مطار لشحن البضائع بالعالم، فضلاً عن تواجد عدد من المناطق الحرة المجهزة للمستثمرين، فضلاً عن السوق الاستهلاكي سواء داخل الدولة أو المنطقة أو الإقليم، من خلال تواجدها كحلقة وصل بين أسواق آسيا وأوروبا وأفريقيا، كل هذا يدعم من عناصر الجذب أمام المستثمر الأجنبي.

وأشار إلى أن المنتدى جذب أكثر من 350 مستثمرا وقادة أعمال من مختلف دول العالم، وهو ما يعد نجاحاً كبيراً له، إذ يستهدف المنتدى خلق منصة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي بالدول لإتاحة الفرصة على تقريب وجهات النظر بشأن الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم مصلحة الطرفين.

وأضاف إن التاريخ التجاري القديم للدولة والإمارة أعطاها خبرة مميزة للتعامل مع المستثمرين، وخلق بيئة جاذبة ومناخ مفتوح للاستثمار الأجنبي.

وقال جوهانسبرج، إنه على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية الحالية من تراجع بأسعار النفط، والتباطؤ ببعض الأسواق، إلا أن الفرص الاستثمارية لاتزال واعدة في عدد من الدول، نتيجة تراجع تكلفة الإنتاج والنقل نتيجة تراجع أسعار النفط، وإن كان هذا التراجع يعد حالة عرضية وليس قاعدة عامة، إذ ستعاود الأسعار مرة أخرى تعافيها مع زوال أسباب التراجع.

ومن جانبها قالت كاثرين داوسون، رئيس كونواي إفينتس، الجهة المنظمة للمنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر، إن إمارة الشارقة تعد مكاناً مثالياً وبيئة استثمارية متميّزة لاستضافة المنتدى، والذي سيتطرق هذا العام إلى آراء المؤسسات الدولية وقادة الأعمال والاستثمار حول أهم القرارات التي تؤثر في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وتابعت أن اختيار الموضوع النقاشية لهذه الدورة من المنتدى جاءت محاولة لتقريب المسافات من خلال عنوانها «حيث يلتقي الشرق بالغرب»، بما يخلق بيئة استثمارية آمنه ومستقرة عبر المشاركة الواسعة لخبراء ومختصين في هذا الشأن من مختلف أنحاء العالم.

على أجندة المنتدى

يتضمن المنتدى في نسخته الثانية عشرة، والتي تختتم فعالياتها غداً، عدداً من الجلسات التي ستناقش موضوعات دقيقة لبيئة الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم، ومن أبرزها أهمية الدبلوماسية في التبادل التجاري عبر الحدود، والهجرة والقدرات، والموانئ والبنى التحتية، بما يعزز الشراكة بين الهيئات والشركات العالمية المهتمة بمجالات الاستثمار المختلفة.

ويأتي المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر ليحط رحاله في الشارقة للعام 2015 مسجلاً إنجازاً جديداً للإمارة، بعد إقامته خلال السنوات الماضية في كبريات المدن الرئيسية العالمية مثل امستردام، وبروكسل، ولندن، وفالنسيا، وبولونيا، وفيلينوس، وتالين، وشنغهاي، وفيلادلفيا.

اتجاه عالمي لإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الإنترنت

خلال الندوة الأولى لليوم الثاني للمنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي، والتي أقيمت تحت عنوان «التقدم التنافسي السريع: الاستراتيجيات التقنية في الأعمال»، قال السير تيم بيرنرز لي، مخترع الشبكة العنكبوتية، «إنه في ظل تزايد الضغوط لاختراق خصوصية المعلومات على شبكة الإنترنت، فإننا نعمل على مشروع لضمان الوضع القانوني لمستخدمي شبكة الإنترنت، حيث نسعى لإنشاء هيئة مستقلة تكون بمثابة الجهة التي من شأنها تحديد إمكانية قيام الحكومات بمراقبة شبكة الإنترنت».

وتابع خلال الجلسة التي أدارها فرانك غاردنر، مراسل الشؤون الأمنية في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن سيولة البيانات على شبكة الإنترنت يجعلها أكثر عرضة للاختراق. خاصة مع تزايد نسبة مستخدمي الشبكة إلى 40% من إجمالي سكان الكرة الأرضية، والتوقعات بارتفاع هذه النسبة مع تزايد الإمكانيات وتوفير أجهزة منخفضة التكلفة للوصول إليها.

وقال بيرنرز لي «في السابق كانت أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم لجمع معلومات، غير متاحة للجميع، ولذلك قمنا بالتفكير في إيجاد طريقة نقوم من خلالها الحصول على المعلومات بسهولة ويسر من مختلف أنحاء العالم، و فضلنا عدم الاحتفاظ بقائمة المواقع الإلكترونية على الشبكة انطلاقاً من إدراكنا التام بأن امتلاكها من جهة معينة سيجعلها قادرة على جني أموالٍ طائلة، ومن هنا رأينا أن تبقى الشبكة كما هي عليه، حيث يملك مستخدمها كامل الحرية بما يساهم في تنمية معارفه.