ما بين طائرتين مستأجرتين في العام 1985 إلى أسطول يتألف من 268 طائرة اليوم، 34 عاماً من الإنجازات سطرت وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وارتكزت على منهج عمل أساسه الابتكار والتميز والإبداع.
استمر نمو طيران الإمارات، جنباً إلى جنب مع النمو المذهل الذي تشهده دبي في مختلف الميادين، لتصبح ناقلة عالمية حديثة تحت القيادة الحكيمة والتخطيط المحكم لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة. وتخدم طيران الإمارات حالياً أكثر من 158 محطة في 85 دولة ضمن قارات العالم الست، بأسطول يضم أكثر من 268 طائرة حديثة.
طيران الإمارات تميزت منذ البداية باعتمادها على تطبيق أفكار إبداعية وابتكارات علمية في المنتجات والخدمات، جعلتها الأولى في مجال خدمة المسافرين، وأثبتت تميزها بسرعة فائقة وسجلت حضوراً عالمياً مميزاً في جميع أنحاء العالم، وانتشرت محطاتها لتغطي بلدان القارات الست، وفق أهداف محددة واهتمام بالغ بتقديم أفضل الخدمات المتطورة للمسافرين على جميع رحلاتها.
البداية
ترجع بداية قصة طيران الإمارات بعد أن قررت القيادة استكمال النجاح الذي حققه مطار دبي من خلال تأسيس شركة طيران وطنية، حيث طلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من موريس فلانجان الذي كان رئيساً لدناتا في ذلك الوقت المباشرة بوضع الخطط لتأسيس شركة طيران.
في 25 أكتوبر 1985 كانت الانطلاقة بطائرتين مستأجرتين من الخطوط الباكستانية، واحدة من طراز إيرباص A300 والأخرى بوينغ طراز 737، وكانت أبعد مسافة هي 4 ساعات طيران. وتوالت الوجهات بعد ذلك، إذ حصلت الناقلة على حقوق الطيران إلى العاصمة الأردنية عمّان ومدينة كولومبو والقاهرة ودكا، وجميعها كانت في عام 1986. ومنذ تلك الفترة بدأت طيران الإمارات التي تضم تحت جناحها أكثر من 80 شركة متخصصة في صناعة السياحة والسفر بشكل مدروس وبتخطيط متقن تحت قيادة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم بفرد أجنحتها على العالم وتنافس أعرق وأكبر شركات الطيران العالمية.
التوسع
نجحت طيران الإمارات خلال شهور في الحصول على حقوق رحلات إلى كل من عمان والقاهرة وكولومبو ودكا، وجميعها كانت في عام 1986. لكن جوهرة التاج للمحطات جميعها كان «هيثرو»، الذي كان يعد طموحاً لأي شركة طيران تريد تعزيز مكانتها العالمية، كما أنه يمثل أحد التحديات الرئيسة، باعتباره واحداً من أكثر مطارات العالم ازدحاماً، ودخوله ليس بالأمر الهين، وبدأت دبي محاولاتها لذلك في عام 1985، برغم وجود طيران الخليج كناقل وطني للإمارات في ذلك الوقت.
ثم بدأ التفكير في مطار جاتويك خياراً ثانياً، وحصلت بالفعل على حقوق الهبوط، وكانت أيضاً بداية لتنفيذ خطة الخمس سنوات التوسعية للناقلة التي بدأت من عام 1986 بإطلاق خدمات إلى ثلاث محطات جديدة، وهي جاتويك في 1987 وإسطنبول وفرانكفورت.
ومع هذا التوسع، كان لابد من زيادة عدد الطائرات، حيث توجهت الشركة بأول طلبية فعلية، ودخلت أول طائرة الخدمة في 3 يوليو من عام 1987، وهي من طراز إيرباص 304 – 310. وبعدها بأسبوع دخلت الخدمة بأول رحلة تجارية، وتبعها طائرة ثانية بعد ذلك بثلاثة أسابيع، وبنهاية عام 1988، وخلال فترة 38 شهراً من انطلاق عمليات الناقلة، نمت وجهات الشركة إلى 13 وجهة، مع دخول دمشق ضمن شبكة الناقلة.
لاعب عالمي
خلال عمرها القصير مقارنة بشركات الطيران العالمية برزت طيران الإمارات كعملاق في عالم الطيران والسياحة، تحت مظلتها 120 شركة وأقساماً عدة تحت مظلة مجموعة الإمارات، التي يعمل فيها 105286 شخصاً من 160 جنسية.
وتضم المجموعة حالياً، بالإضافة إلى الناقلة الجوية، قسماً عالمياً للشحن «الإمارات للشحن الجوي»، ودائرة مختصة بتنظيم العطلات والرحلات «الإمارات للعطلات»، وشركة عالمية لخدمات المناولة الأرضية «دناتا» ودائرة خاصة بتكنولوجيا المعلومات «مركاتور». وتجاوزت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن حاجز 63 ملياراً لتصل إلى 63.3 مليار طن كيلومتري متاح في نهاية السنة المالية 2018/ 2019، ما عزز مكانتها كأكبر ناقلة جوية دولية في العالم.
20 بلغ مجموع الأرباح التي قدمتها مجموعة طيران الإمارات لحكومة دبي منذ انطلاقتها حتى نهاية السنة المالية الماضية نحو 19.8 مليار درهم منها 7.6 مليارات درهم خلال آخر 5 سنوات، حيث تم إعادة ضخ هذه التوزيعات في الاقتصاد، ما ساعد على تمويل مشاريع البنية الأساسية، بما في ذلك مختلف مراحل توسعات مطار دبي ومطار آل مكتوم، وغيرها من مشاريع البنية التحتية.
58 تجاوزت أرباح مجموعة طيران الإمارات المجمعة منذ تأسيسها في 25 أكتوبر 1985 نحو 58 مليار درهم. ويتفق خبراء الطيران على أنه وعلى الرغم من أن طيران الإمارات مملوكة بالكامل لحكومة دبي، إلا أنها تطورت من حيث الإمكانات والمكانة من خلال المنافسة مع شركات النقل العالمية التي تستفيد من سياسة الأجواء المفتوحة التي تتبناها دبي. وتعامل حكومة دبي طيران الإمارات ككيان تجاري مستقل بالكامل، وهو ما أدى إلى نجاحها، ولم تتوقف خطوط الطيران عن تحقيق الأرباح السنوية منذ العام الثالث من بدء التشغيل، وذلك على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية.
الجودة
اعتمدت طيران الإمارات منذ رحلتها الأولى على عامل الجودة أولاً، وبذلك تكون قد وضعت معياراً جديداً لخدماتها التي تقوم على أسلوب مختلف في العمل، سواء للطيارين أم أطقم الضيافة، وكانت كلمة السر هي الجودة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتم تدريسها لجميع الموظفين، وجودة الخدمة هنا تعني خدمات الطعام والشراب والمعاملة وغيرها.