حذّرت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، السائقين من مخاطر وآثار الإرهاق والنعاس أثناء قيادة المركبة، اللذين يندرجان ضمن أخطر العوامل التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك، الذي تنخفض فيه معدلات التركيز عند بعض السائقين بسبب تغيّر أوقاتهم المعتادة.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة المرور والطرق في الهيئة، المهندسة ميثاء بن عدي، إن حملة «القيادة الآمنة في رمضان» تأتي ضمن خطة التوعية المرورية في المؤسسة، المبنية على استراتيجية السلامة المرورية في الهيئة، التي نحرص دائماً على ترجمتها إلى برامج وحملات توعية، موضحة أن حملة رمضان ستعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها إحدى أهم قنوات التواصل مع أفراد الجمهور، بالإضافة إلى توزيع نشرة توعية وهدايا رمضانية في محطات البترول، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للبترول، ومركز الأهلي لتعليم قيادة السيارات، وشركة يونيكاي.
وأوضحت أن اختلاف مواعيد النوم والعمل في رمضان قد يؤثر في تركيز السائقين، وبالتالي عليهم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، الأمر الذي يستدعي المزيد من الحذر والانتباه أثناء قيادة المركبة عند الخروج من العمل والعودة إلى المنزل، تجنباً لوقوع الحوادث المرورية، مؤكدة ضرورة إدراك الأفراد للمخاطر الناجمة عن قيادة المركبة إذا لم يكونوا في حالة ذهنية وصحية جيدة، لأن ضعف التركيز أو الشعور بالإعياء والتعب يرفع من فرص وقوع الحوادث المرورية، وأن القيم الفضيلة التي يحملها الشهر الكريم يجب أن تترك آثارها على سلوكيات الأفراد، بما في ذلك الالتزام بقواعد المرور، وعدم الاعتداء على حقوق مستخدمي الطريق.
وأكدت بن عدي أن أغلب الحوادث المرورية التي تقع في شهر رمضان تعود إلى عدم ترك مسافة أمان بين المركبات، مشيرة إلى وقوع 182 حادثاً خلال شهر رمضان قبل الماضي، أسفرت عن وفاة 13 شخصاً، و98 إصابة تفاوتت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، بحسب بيانات شرطة دبي، داعية السائقين إلى الالتزام بالمسافة الكافية، مع الحرص على أن يكون الجو مكيفاً داخل المركبة، كون الجو الحار يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والفتور، وأن يكون ظهر سائق المركبة مستقيماً ورأسه مرفوعاً أثناء القيادة.
ودعت سائقي المركبات الخفيفة والثقيلة إلى أخذ قسط كاف من الراحة قبل قيادة المركبة، والتوقف تماماً عند الشعور بالإرهاق الشديد أو النعاس والتثاؤب، حيث إن الاسترخاء والراحة لفترة بسيطة قد يساعدان السائق على إكمال رحلته بأمان، كما دعت السائقين إلى أن يوقفوا مركباتهم خلال فترة أذان المغرب لكي يفطروا، ولو بشكل بسيط قبل إكمال طريقهم.
وحذرت بن عدي من مخاطر الانحراف المفاجئ، كونه السبب الأول في وقوع حوادث مرورية خطرة ينتج عنها حالات وفاة، موضحة أن الإحصاءات والدراسات تشير إلى أن الانحراف المفاجئ تسبب العام الماضي في وقوع 572 حادثاً على مستوى دبي، شكلت 19.5% من الحوادث المرورية، بحسب البيانات الصادرة عن شرطة دبي، مؤكدة أن مؤسسة المرور والطرق ستركز بعد شهر رمضان، على تنظيم فعاليات مرورية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للهيئة في التوعية المرورية مثل شرطة دبي، لتحذير السائقين من مخاطر الانحراف المفاجئ، والتركيز على الطريق والتخطيط للوجهات قبل الشروع في قيادة المركبة.
وقالت إن حملة التوعية الخاصة بالانحراف المفاجئ تأتي ضمن الحملات والبرامج التوعوية التي شملتها استراتيجية السلامة المرورية في الهيئة، حيث تم تنفيذ الحملة عبر تصميم فيديو توعوي يوضح خطورة الانحراف، والإجراءات المناسبة والصحيحة التي تُجنّب السائقين مخاطر الانحراف أو الانتقال الفجائي من مسار إلى آخر ، وإن على السائقين التأكد دائماً من خلو المسار الآخر، ومتابعة المرايا الجانبية، والتحقق من المنطقة العمياء، واستخدام الإشارة الضوئية، والمحافظة على السرعة الثابتة أثناء الانتقال، موضحة أن مؤسسة المرور والطرق عملت على نشر الفيديو في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، والشاشات الإلكترونية في مراكز خدمة المتعاملين التابعة للهيئة، وفي مقصورات المترو، ومعاهد تدريب السائقين، إلى جانب صالات عرض السيارات.