الطبيبة السعودية، المتخصصة بأمراض نقص المناعة، مها المزيني، كانت ضمن أربع عالمات عربيات فزن بجوائز “لوريال- يونسكو من أجل المرأة في العلم” العالمية التي تمنح للنساء العاملات في مجال البحوث العلمية.
بين الولايات المتحدة الأميركية ومدينة الرياض، ترعرعت الطفلة السعودية، التي كبرت بعد ذلك وصارت عالمة، حاصلة على جائزة لوريال –يونسكو من أجل المرأة في العلم، مها المزيني.
وتعمل المزيني في مجال أمراض نقص المناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وأستاذة مشاركة في جامعة الملك سعود في الرياض، وقد استحقت التكريم بسبب أبحاثها التي تركّز على نوعَيْن مختلفَيْن من المرضى المُثبطين مناعياً، لا سيما المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
«حرصت المزيني على بث صفات النجاح في بناتها «ريما» التي تخصصت في الهندسة الكهربائية، «شادن» وتخصصها بيو تكنولوجي، «تالا» ولا تزال في مرحلة التعليم المدرسي، وكلهن وفق المزيني يخترن مجال شغفهن العلمي بإرادتهن الذاتية، من دون أن تدفع أياً منهن إلى دخول أو تجنب مجال بعينه.
تعمل مها أستاذة مشاركة في جامعة الملك سعود حيث تدرّس مادة علم الفيروسات في كلية العلوم الطبية التطبيقية. وقد حصلت على تقديرات مرموقة عدة على غرار منحة الزمالة في العام 2008 من مؤسسة دبي هارفارد للأبحاث الطبية، فضلاً عن الشهادة التي حصلت عليها من برنامج تدريب العلماء على إجراء البحوث السريرية العالمية في كلية الطب في جامعة هارفارد، ويُعترَف لمها أيضاً بتأسيس أوّل مختبر بحثي مصمّم للأبحاث الخاصة بفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز» في بلدها.
يتمحور مشروع مها لبرنامج الزمالة حول استكشاف المسارات المناعية والجزيئية المعنية بنقص المناعة لدى المرضى المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنوعَيْه الأوّل والثاني، وهي تعتزم تقديم مساهمة هامة في فهم هذه المسارات وتحديد تدخّلات علاجية جديدة تزيد من كفاءة جهاز المناعة مع الحدّ من ضعف المريض تجاه الأمراض المُعدية. ومن المتوقّع أن تكشف الدراسات عن كمية غير مسبوقة من المعلومات الجديدة المتعلّقة بالمسارات الجزيئية والوظيفية غير المُعترف بها سابقاً، التي تؤثّر في مناعة مرضى فيروس نقص المناعة البشرية، وسيعود ذلك بالفائدة على المنطقة الجغرافية التي تفتقر إلى المعلومات حول هذا الفيروس، مع المُساهمة في زيادة المعارف العالمية حول هذا المرض وطرح رؤى جديدة ذات صلة. وإذا نجحت أبحاث مها، والنجاح متوقع بإذن الله، فهي لن تُثمر عن بذل جهود سريرية متعدّدة لتصميم الاستراتيجيات التدخلية الهادفة إلى تعزيز وظائف المناعة فحسب، بل قد تساهم إلى حدّ كبير في تصميم وتطوير لقاحات ومستمنعات جديدة. كما تقترح مها مشروعاً بحثياً يُجرى بالتوازي مع الأبحاث التي يقوم بها العلماء في مستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد راغون للأبحاث حول فيروس نقص المناعة البشرية، وكلية الطب في جامعة هارفارد باعتباره فرصة فريدة لدراسة سوء الانتظام والنقص في النظام المناعي لدى مرضى من قارتَيْن مختلفَيْن يتمتّعون بخلفيات وراثية مختلفة.