توصلت دراسة حديثة إلى أن الوظيفة المرهقة تؤثر سلبا على الرجال ويعانون بسببها من مشاكل في القلب أكثر من النساء.
وتشير الأبحاث إلى أن الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب أكثر عرضة بمعدل ست مرات للموت المبكر، إذا كان لديهم عمل مرهق، حتى إذا استمروا في الحفاظ على لياقتهم وتناولوا وجبات صحية.
ولم يظهر ارتباط بين الإجهاد الوظيفي والوفاة المبكرة لدى النساء المصابات بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النمط الثاني.
ويرى العلماء أن أحد التفسيرات هو أن الرجال يكونون أكثر عرضة لانسداد الشرايين خلال حياتهم العملية أكثر من النساء اللواتي لديهن عادة فرصة أقل بكثير للتعرض لمشاكل القلب قبل انقطاع الطمث.
ويقولون إن تقليل ساعات العمل ووصف علاجات للسيطرة على الإجهاد للرجال الذين يعانون من أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النمط الثاني، قد يساعد في تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.
وقال كبير الباحثين، البروفيسور ميكا كيفيماكي، من كلية لندن الجامعية: “العمل هو مصدر شائع للتوتر في مرحلة البلوغ، ما يؤدي إلى استجابات الإجهاد الطبيعي التي تمت برمجتها في أجسامنا منذ أجيال مضت”.
وأضاف أن النتائج التي توصلوا إليها تعطي دليلا على وجود صلة بين الإجهاد الوظيفي وخطر الوفاة المبكرة لدى الرجال الذين يعانون من أمراض مثل أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والسكري، “ومن غير المرجح أن يؤدي التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول وحدها إلى القضاء على المخاطر”.
ونظر العلماء إلى بيانات 100 ألف شخص من المملكة المتحدة وفرنسا وفنلندا والسويد، بما في ذلك 3441 شخصا يعانون من أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
ونظر الباحثون إلى نوعين من الإجهاد في العمل، وهما “الإجهاد الوظيفي”، المتعلق بمتطلبات العمل المرتفعة والسيطرة المنخفضة عليها، و”اختلال الجهد والمكافأة” الذي تم تعريفه على أنه بذل الكثير من الجهد، مقابل الحصول على القليل من المكافآت.
ووجد الباحثون أنه من بين الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب، فإن أولئك الذين يعانون من الإجهاد الوظيفي لديهم خطر أكبر للوفاة المبكرة بنسبة 68% من أولئك الذين لم يكن لديهم هذا العامل.
ولم يكن هناك خطر لدى أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية ولا يشعرون بالتقدير في العمل. كما لم يكن أي نوع من إجهاد العمل مرتبطا بزيادة خطر الوفاة بالنسبة للنساء مع أو من دون هذه المشكلات الصحية.
يشير الباحثون إلى أن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يزيد من إنتاج الغلوكوز ويحد من تأثير الإنسولين، ما قد يؤدي إلى تشخيص أسوأ في مرض السكري.
كما يمكن أن يرفع ضغط الدم ويؤثر على تخثره، ما قد يزيد من خطر حدوث أمراض القلب لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل مستويات عالية من تصلب الشرايين.
ويقترح الباحثون إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد التدخلات المحددة التي قد تحسن النتائج الصحية لدى الرجال المصابين بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية أو السكري.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-qqv