خسرت القيمة السوقية للأسهم المحلية أمس 2.8 مليار درهم من قيمتها التي أغلقت عن مستوى 782 مليار درهم تحت ضغط من قطاعي العقار والبنوك على وجه التحديد وسط عمليات مضاربة بسيولة شحيحة ساهم في تشجيعها عدم اتضاح وجهة حقيقية للأسواق مما رفع من حالة الإرباك التي تسيطر على سلوك من تبقى من المتعاملين.
جني أرباح
وافتتح المؤشر العام لسوق دبي المالي على ارتفاع بداية الجلسة إلا أن استعجال جني الأرباح بدد مكاسبه وعاد به للإغلاق على انخفاض بنسبة 0.09 % عند 3926 نقطة في حين خسر المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية 0.85 % هابطا إلى مستوى 4631 نقطة مقارنة مع اليوم السابق. علما بأن خللا فنيا تكرر اكثر من مرة على موقع السوق دون أن يكون هناك حل جذري له استدعى الاعتماد على إحصائيات هيئة الأوراق المالية والسلع.
وكانت السلبية سيطرت على حركة سهم إعمار المنخفض الى 7.32 دراهم وسط تداولات نشطة وحديث عن تجربة نظام تداول آلي على السهم لا يعرف مصدره. ولحقت بقية غالبية بقية اسهم العقار بإعمار وانخفض داماك الى 3.53 دراهم وإعمار مولز 3.02 دراهم في حين ارتفع أرابتك الى 2.16 درهم عقب التراجع القوي الذي شهده في اليوم السابق. وعلى صعيد السيولة فقد تم تداول ما يقارب 256 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 550 مليون درهم نفذت من خلال 6323 صفقة.
وطالب عامر الشركات التي تكبدت خسائر كبيرة غير متوقعة تقديم خطط لاستراتيجية عملها خلال الفترة المقبلة من اجل تعويض هذه الخسائر وهو الأمر الذي يساهم في إعادة الثقة للمتعاملين ويؤدي إلى الاستقرار في تعاملات الأسواق بشكل عام.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 57 من أصل 126 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 17 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 30 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
شح السيولة
وقال هشام عامر الرئيس التنفيذي لشركة دلما للوساطة المالية إن الأسواق ما زالت تعاني من شح السيولة في ظل غياب المحافظ المحلية التي تكتفي بالمراقبة دون أن تأخذ دور المبادر في دعم الأسواق. مشيرا إلى أن النتائج السلبية التي أعلنت عنها شركات قيادية ساهمت في زيادة حالة الإرباك التي يعاني منها المستثمرون وادت إلى ارتفاع وتيرة الحذر بنسب أعلى من السابق مما يستدعي تحرك المحافظ لإعادة الثقة إلى التعاملات وبعكس ذلك فإن الوضع سيتواصل على الوتيرة نفسها.
سوق دبي
وكانت التعاملات في سوق دبي المالي بدأت على الأخضر عقب التراجع المسجل في اليوم السابق تحت ضغط من إعلان بعض الشركات عن بيانات سلبية عن النصف الأول من العام الجاري، وارتفعت وتيرة التحسن مع دخول سيولة ذكية استغلت فرصة انخفاض الأسعار إلى مستويات مغرية. ومع بلوغ الأسعار مستويات جيدة فقد تعرضت بسرعة إلى عمليات جني أرباح مما افقدها بعض المكاسب التي حققتها في النصف الأول من عمر الجلسة.
وهو الأمر الذي أعطى إشارة سلبية على السوق الذي ما زال غير قادر على تحديد وجهته وهو ما ساهم في تنفيذ المزيد من عمليات البيع بعد ذلك التي أدت إلى عودة المؤشر إلى نفس مستوياته في جلسة امس الأول تقريبا على الرغم من مواصلة بعض الأسهم الاحتفاظ بمكاسبها. وكان لافتا للنظر تواصل السلبية مسيطرة على حركة سهم إعمار دون مبررات حيث لم ينجح السهم في المحافظة على التحسن الطفيف الذي سجله بداية الجلسة وسرعان ما تخلى عنه حتى هبط إلى مستوى 7.28 دراهم قبل أن يغلق في النهاية عند 7.32 دراهم خاسرا نحو 1 % تقريبا من قيمته وسط تداولات بلغت قيمتها اكثر من 124 مليون درهم.
وعقب التراجع القوي في اليوم السابق عاد التحسن إلى سهم أرابتك المرتفع الى 2.22 درهم لكن اتضح أن غالبية السيولة التي دخلت عليه كانت تستهدف المضاربة الأمر الذي قلص من مكاسبه مغلقا في النهاية عند 2.16 درهم. كذلك فقد ارتفع سهم دريك أند سكل الى 71 فلسا إلى جانب ديار 76 فلساً وفيما عدا ذلك فقد تراجع سهم داماك الى 3.53 دراهم ولحق به في الاتجاه نفسه سهم إعمار مولز الى 3.02 دراهم .
وتواصل الأداء السلبي لقطاع الاستثمار حيث هبط دبي للاستثمار إلى 2.70 درهم بالإضافة الى سهم السوق 1.77 درهم كما تراجع دبي باركس الى 1.19 درهم وطيران العربية 1.56 درهم وارامكس 3.28 دراهم. وعلى النقيض من ذلك فقد ارتفع سهم بنك دبي الإسلامي الى 7.32 دراهم، علما بان أعلى قمة وصلها خلال الجلسة هي 7.44 دراهم لكن جني الأرباح دفعته للتخلي عنها في نهاية التعاملات.
وأسفرت الحصيلة النهائية للتعاملات عن إغلاق المؤشر العام للسوق على المربع الأحمر لكن ضمن هامش محدود عند 3926 نقطة بانخفاض نسبته 0.09 % علماً بان المكاسب كانت قاربت 1 % في فترة من فترات التداول لكن تعذر الاحتفاظ بها في ظل المضاربات وعمليات جني الأرباح السريعة.
وعلى صعيد السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة 402 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 198 مليون سهم نفذت من خلال 4882 صفقة. وواصل اللون الأحمر الاستحواذ على المساحة الأكبر من شاشة العرض بعدما أقفلت اسهم 18 شركة على تراجع من إجمالي اسهم 32 شركة جرى تداولها امس في حين ارتفعت أسعار اسهم 10 شركات ولم يطرأ تغيير على أسعار اسهم 4 شركات.
وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي فقد سادت السلبية وواصل سهم موانئ دبي فقدان المزيد من قيمته هابطا الى 22.52 دولاراً وتبعه سهم اوراسكوم الى 12.30 دولارا والإمارات ريت الى 1.15 دولار في حين ارتفع سهم ديبا الى 48 سنتا.
سوق أبوظبي
وعلى الاتجاه الآخر فقد تواصل التراجع في سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت ضغط من قطاعي العقار والبنوك واغلق المؤشر العام عند مستوى 4631 نقطة وبنسبة 0.85 % مقارنة مع اليوم السابق. وفي ظل عدم دقة البيانات التي تظهر على موقع السوق نتيجة خلل فني تكرر اكثر من مرة دون أن يكون هناك حل جذري للمشكلة من قبل السوق فقد جرى الاعتماد على الإحصائيات التي تصدرها هيئة الأوراق المالية والسلع والتي أظهرت أن قيمة الصفقات المبرمة في سوق العاصمة بلغت نحو 146 مليون درهم فيما وصل عدد الأسهم المتداولة 57 مليون سهم نفذت من خلال 1441 صفقة.
وجاء الضغط الأكبر على السوق من قطاع البنوك الذي انخفض مؤشره بنسبة تجاوزت 1 % تلاه مؤشر العقار الهابط بنسبة 1.6 % فيما تكبد مؤشر قطاع التأمين خسائر تجاوزت 2.5 % بحسب إحصائيات الهيئة. ومن إجمالي اسهم 25 شركة جرى تداولها تراجعت أسعار أسهم 12 شركة في حين ارتفعت أسعار أسهم 7 شركات واستقرت أسعار أسهم 6 شركات دون تغيير.
تداولات الأجانب
بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، في سوق دبي المالي 94.060 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 136.950 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، 73.760 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 54.050 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 24.590 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 34.180 مليون درهم خلال الفترة نفسها.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 192.400 مليون درهم لتشكل ما نسبته 47.800% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 225.180 مليون درهم لتشكل ما نسبته 55.940% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 32.770 مليون درهم كمحصلة بيع.