جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية… رحلة في التراث والعمل الخيري
يحتل الثوب الاردني بتصاميمه وأشكاله المتنوعة مكانة مرموقة في قلوب العديد من السيدات ويسعين الى اقتناءه وارتدائه في المناسبات كما يستعيد الناظر اليه عبق الماضي، ويجذبه الاسلوب العصري في تنفيذه حيث الحشمة والأناقة معا .
تتلألأ الخيوط الذهبية والحريرية المحاكة لتشكل من الثياب لوحات فنية تجذب الزائر الى جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية للتوقف امامها والعودة معها الى عقود طويلة انقضت.
وبلوحات فنية ورسومات وأشكال فريدة يرى المتجول داخل الجمعية الثياب الاردنية المطرزة , تزهو بألوان جذابة وتعبر عن دلالات شعبية قديمة ، الى جانب الاكلات التراثية الاردنية والتي تعدها سيدات منتسبات الى هذه الجمعية.
ان الناظر الى هذه الازياء يشاهدها وكأنها غدت الخيوط الزخرفية البسيطة والأشكال المتنوعة التي كانت تخيطها جداتنا وأمهاتنا على ثيابهن مادة جمالية تحتل في الأسواق السياحية والمعارض الفنية وعروض الأزياء مكانة رئيسة بعد ان تدخل خيال المصممين والفنانين في التطوير على الأشكال وتنويع الألوان والخيوط مع الحفاظ على روحية الموروث.
وتتخذ العديد من نسائنا من العمل في التطريز نوافذ للرزق يرسمن من خلاله ابداعات ولوحات فنية تحافظ على هذا التراث من الاندثار وهو ما تسعى اليه رئيسة جمعية تنمية وتأهيل المرأة الريفية صيتة الحنيطي الحديد من خلال استقطاب اكبر عدد من السيدات في الارياف للعمل في الجمعية وتوفير مصدر دخل لهن.
وتقول ام ابراهيم ” تعلمت حب الخير والإحساس في المجتمع من مجلس والدي ومن جدتي ووالدتي ولا زلت احافظ عليه حيث تمكنت وبحمد الله من السير على خطاهم وان اكون مساهمة حقيقة في المجتمع وهو ما حققته واسعى لتحقيقه”.
وحول الازياء التراثية تقول ام ابراهيم ان الثوب الاردني يعبر عن المكنون الجمالي في الأزياء التقليدية الأردنية المطورة مبينة ان ما تزخر به الطبيعة الاردنية مثل نباتات الدحنون الاحمر والسوسنة السوداء والأماكن الاثرية والتاريخية تلهمنا في التطريز مع ادخال بعض الاضافات الحديثة وبألوان جذابة.
وتشير الى ان هناك رسومات وكتابات يتم صقلها كتطريز اسم العروس والعريس على ( محرمة) الزواج بالخط الكوفي وابيات من الشعر اضافة الى تصميم (شالات) تحوي اسماء الزبائن او ابنائهن.
وتبين ان مثل تلك المطرزات تكشف عن المواهب والإبداعات الاردنية, وتعمل على تشغيل الايدي العاملة في هذا المجال, ويتم عرض هذه المنتجات في الجمعية, موضحة ان الجمعية عرضت منتجاتها في مختلف الدول من عربية وأجنبية.
وتقول صيتة الحنيطي الحديد “الاردنیات اصبحن یقبلن اكثر على ارتداء ھذه الازیاء المتمیزة التي حیكت بمھارة عالیة رغم كلفتھا الباھظة في بعض الاحیان لیقینھن بأن الثوب التراثي قطعة متمیزة وفریدة وتختلف عما عرض في الاسواق، بالإضافة إلى أنھا تعكس ھویتنا وثقافتنا” .
وبدت الحدید فخورة وھي تستعرض صورا لعروض الازیاء التي أقامتھا في مختلف دول العالم “لعرض ھذا الانتاج الحضاري والراقي”، حسب وصفھا مؤكدة “اعجاب جمیع من حضر ھذه العروض بھا واقبالھن على شراء قطع منھا لجمالھا واناقتھا وارتباطها بحضارة هامة”.
وحول المردود العائد على الجمعیة من تسویق الاثواب وبیعھا، قالت الحدید ان ھذا العائد یذھب لدعم الطلبة الفقراء في الكلیات والجامعات ومساعدة الاسر المحتاجة اضافة الى توفير مصدر دخل للسيدات اللواتي يقمن بتطريز هذه الاثواب.