أثارت مجموعة من التغيرات التي أحاطت بالاقتصاد العالمي في 2016 حفيظة صندوق النقد الدولي ، ولعل من أبرز هذه المتغيرات ظهور المرشح الجمهوري الى الانتخابات الاميركية “دونالد ترامب” وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
صندوق النقد الدولي اعتبر أن الضغوط المتزايدة نحو اتخاذ تدابير انغلاق تمثل تهديدا استثنائيا للنمو العالمي ، ومع استبعاد وجود أي كوارث اقتصادية وشيكة تلوح في الأفق أبقى الصندوق بلا تغيير توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لهذا العام (3.1% وكذلك لعام 2017 بنسبة 3.4% ، معيدا بذلك التأكيد على تقييمه الذي اصدره في تموز/تموز الماضي.
لكن الصندوق قال أن الاقتصاد العالمي بعد 6 سنوات من الأزمة المالية لا يزال يظهر مؤشرات “هشاشة” كبيرة ولا يبدو قريبا من استعادة النتائج الجيدة التي شهدتها سنوات بداية الالفية الثالثة.
وأشار الصندوق الى أن النمو البطيء المترافق مع استمرار البطالة والأجور الراكدة وعدم المساواة المتزايد، أدت حتى الآن إلى تغذية خطاب يتهم العولمة بأنها سبب كل الشرور ويدعو الى انغلاق اقتصادي.
المديرة العامة للصندوق “كريستين لاغارد” ذهبت أبعد من ذلك الأسبوع الماضي قائلة ان الانغلاق يشكل “خطأ اقتصاديا فادحا”.
وفي الولايات المتحدة يريد المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” إعادة فرض رسوم جمركية ويوجه سهامه باتجاه التجارة الحرة، وانتهى المطاف بمنافسته الديموقراطية “هيلاري كلينتون” الى اتخاذ موقف معارض لاتفاق التجارة الحرة الذي وقعته الولايات المتحدة مع 11 دولة في آسيا والمحيط الهادئ. واعتبر الصندوق أيضا أن التصويت البريطاني
في نهاية حزيران/يونيو لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي “جمع الشعور القومي في اوروبا” ويهدد بإعاقة التكامل في المنطقة ، ولفت الى أن “البريكست” ومستقبل العلاقات الاقتصادية بين بريطانيا والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي يواصلان تغذية الشعور بعدم اليقين.
و”تراجع زخم” الولايات المتحدة على خلفية تراجع استثمارات المؤسسات وارتفاع سعر صرف الدولار، وراجع الصندوق توقعاته للنمو لهذا البلد بنحو 0.6 نقطة الى 1.6% هذه السنة.
كما يتوقع تحسن الاقتصاد الصيني هذا العام بنحو 6.6% لكن صندوق النقد يخشى على الاقتصاد الصيني من ارتفاع ديون المؤسسات.