تؤكد مؤشرات قوية أن دولة الإمارات للعام الثالث على التوالي ستحافظ على مكانتها كرابع أكبر منتج للألومنيوم في العالم، حيث بلغ حجم إنتاج الإمارات خلال سبتمبر الماضي 220 ألف طن تشكل 4.4% من الإنتاج العالمي، و51.6% من الإنتاج الخليجي.
ووفقاً لأحدث إحصائيات المعهد الدولي للألومنيوم فإن الإنتاج العالمي من الألومنيوم خلال شهر سبتمبر الماضي بلغ 4.937 ملايين طن، واحتلت الصين كعادتها الترتيب الأول بإنتاج 2.751 مليون طن بنسبة 55.7% تليها منطقة الخليج بنحو 426 ألف طن بنسبة 8.6%، وتتقاسم منطقتا أميركا الشمالية وشرق أوروبا الترتيب الثالث بإنتاج 325 ألف طن لكل واحدة منهما وبنسبة 6.5%.
وتتوافق هذه البيانات مع إحصاءات تقارير المعهد الدولي للألومنيوم والمجلس الخليجي للألومنيوم ومنظمة الخليج للاستشارات الصناعية لعامي 2014 و2015 والتي اتفقت على أن الإمارات احتلت الترتيب الرابع عالميا في إنتاج الألومنيوم بنسبة 4.3% من الإنتاج العالمي للألومنيوم، ونسبة 53.3% من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي.
ولا يعد هذا الإنجاز سهلا في بيئة اقتصادية دولية مأزومة تعاني من تراجع الاستهلاك العالمي من الألومنيوم بنسبة لا تقل عن 6%، مقابل معروض كبير من الألومنيوم في الأسواق العالمية بسبب استمرار مصاهر الصين في زيادة إنتاجها بنسبة 35% علي الأقل خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى تراجع حاد في سعر الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة وصلت إلى 54.7%، وتباطؤ مقلق في نمو الاقتصاد الصيني العملاق وتراجع ملحوظ في نمو اقتصادات أوروبا.
وعلى الرغم من هذه التحديات فإن صناعة الألومنيوم الإماراتية مازالت في عنفوان قوتها، وتبيع منتجاتها بنسبة تجاوزت 91% من إنتاجها السنوي بنهاية أكتوبر الماضي، ولديها طلبيات وعقود تدفعها لزيادة إنتاجها من 2.4 مليون طن سنويا إلى 2.7 مليون طن سنويا بحلول عام 2020، كما تواصل الشركة بدأب تنفيذ استراتيجيتها الجديدة بأن تكون منتجاً عالمياً متكاملاً للألومنيوم بدءاً من التنقيب مروراً بالتكرير والإنتاج وانتهاء بالصناعات التحويلية.
أحلام تتحقق
«أحلامنا تتحقق على أرض الواقع»، بهذه الكلمات بدأ عبد الله جاسم بن كلبان الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الإمارات العالمية للألومنيوم وأحد رواد الصناعة في الإمارات حديثه لـ«البيان الاقتصادي»، متعجبا «من كان يصدق أن الإمارات التي تقع في بيئة صحراوية جافة تصبح الوجهة السياحية الأولى في المنطقة بلا منازع، ومن كان يصدق أن صناعة الألومنيوم ممثلة في شركة دوبال التي بدأت 1976 متواضعة تلد اليوم رابع أكبر منتج للألومنيوم في العالم؟
في ذاكرة عبد الله كلبان على مدار أكثر من 35 عاما تحديات كبيرة واجهتها ومازالت تواجهها صناعة الألومنيوم في الإمارات لكن «المهم أن تواجه وتطور ذاتك وأؤكد لك أن الإبداع التكنولوجي هو قلب الصناعة وأن روحها هم رجالها المخلصون».
تحديات كثيرة تواجهها الشركة في ظل حفاظها على مكانتها العالمية، وهي تحديات متنوعة منها ما يتعلق بجلب المواد الخام، وتوفير مصدر مأمون للطاقة، والعمالة الفنية عالية الكفاءة، والتطوير التكنولوجي المبدع، والعمل في بيئة دولية تنافسية بشكل شرس، البقاء فيها للأقوى تكنولوجياً ومعرفياً.
المواد الخام
يدخل في صناعة الألومنيوم 4 مواد خام وهي أكسيد الألومنيوم (الألومينا) والفحم البترولي المكلس (فحم الكوك) والقطران السائل وفلوريد الألومنيوم، وأهم هذه المواد الخام وأكثرها طلبا في مصاهر الألومنيوم الألومنيا والفحم البترولي، ويحتاج كل طن ألومنيوم مصهور نحو طنين من الألومينا.
يؤكد عبد الله كلبان أن الشركة خلال السنوات الماضية اعتمدت بصورة كلية على الأسواق العالمية لاستيراد المواد الخام، وحرصت على أن تنتقي من الأسواق العالمية أجود هذه المواد حتى يكون منتجها النهائي متميزا، ونستورد سنويا 5 ملايين طن من الألومنيا لإنتاج 2.4 ملايين طن ألومنيوم، كما كنا نحصل على الفحم البترولي من خلال 4 موردين عالميين وبالطبع كلفنا ذلك الكثير من المال والجهد.
إلا أن تغييراً جذرياً يحدث في الشركة منذ اندماج مصهريها (دوبال وإيمال) منتصف يوليو 2013 حيث تم إقرار استراتيجية عمل جديدة لا تركز على عمليات إنتاج الألمنيوم الأولى من المصهرين، بل امتلاك القدرة على التحكم بأجزاء رئيسية من سلسلة الإنتاج والتوريد الخاصة بها عالمياً.
خام البوكسيت
البداية والكلام على لسان عبد الله كلبان كانت من غينيا التي تضم أراضيها 7 مليارات طن من خام البوكسيت الذي يعد الأعلى عالميا من ناحية النقاء والجودة، وأسسنا شركة لاستخراج الخام من منجم ضخم بغينيا، وأنشأنا محطة حاويات لتوريد معدات التنقيب في المنجم وتصدير الشحنات الأولية منه، ورصدنا استثمارات بقيمة مليار دولار لهذا المنجم ومن المتوقع أن ينتج المنجم 12 مليون طن سنويا علما بأننا حصلنا على امتياز من غينيا بنحو مليار طن، وسيلبي الخام المستخرج من المنجم 40% من احتياجاتنا من الألومنيا، وفي طريقنا حاليا لإنشاء محطة حاويات جديدة في كوناكري لتصدير الخام عبر سفن عملاقة إلى الإمارات والصين والأسواق العالمية حيث سنخصص نسبة من الخام المستخرج للتصدير مما سيزيد من عوائدنا المالية.
ويكشف عبد الله كلبان النقاب عن تأسيس الشركة لمصنع جديد «سويادي» في الصين، عبارة عن مشروع مشترك مع شركة «سورون الصينية» لتوريد الفحم البترولي المكلس عالي الجودة، وبذلك تكون الشركة قد أمنت المواد الخام الرئيسية على مدار فترات طويلة.
الخطوة الثانية التي اتخذتها الشركة هي تأسيس مصفاة في مجمع مصهرها في الطويلة بمنطقة كيزاد، وكما يقول عبد الله كلبان راعينا في تصميم وبناء المصفاة الجديدة أن تكون وفقا لأحدث تكنولوجيا المصافي في العالم لرفع كفاءتها التشغيلية بنسبة لا تقل عن 20% من مثيلاتها في العالم، وسوف تستقبل المصفاة بعد تشغيلها خلال الربع الأول من عام 2018 خام البوكسيت الوارد من غينيا لتحويله إلى مسحوق الألومنيا، وستلبي المصفاة أكثر من 80% من احتياجات مصهر الطويلة في كيزاد من الألومنيا.
كثافة الطاقة
التحدي الثاني الذي تواجهه الشركة هو الطاقة الكثيفة التي تحتاج إليها مصاهر الألومنيوم، وهو تحد كبير أدى إلى توقف عشرات المصاهر في الصين عن العمل منذ ست سنوات، كما يشكل تحدياً كبيراً لمصاهر أخرى في المنطقة أبرزها مجمع نجع حمادي في مصر، وتتزايد صعوبة هذا التحدي عندما تمثل الطاقة الكهربائية المستهلكة نسبة عالية من إجمالي تكلفة إنتاج طن الألومنيوم حيث تصل إلى 35% في (مصهر ألبا البحرينية) و38.46% (مصهر نجع حمادي المصري).
في مصهر الطويلة بمنطقة كيزاد يشدد لنا يوسف بستكي نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات التشغيلية بالشركة أن الشركة تغلبت على تحدي الطاقة بشكل جيد، توربينات المصهرين العملاقة تعتمد على الغاز الطبيعي وهو طاقة نظيفة ولدينا محطات لتوليد الكهرباء بطاقة 5450 ميغاوات في المصهرين، ولدينا عقود طويلة الأجل مع حكومتي أبوظبي ودبي لتزويدنا بالغاز الطبيعي لمصهرينا، وشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك تنتج حاليا أكثر من 9 مليارات قدم مكعب معياري يوميا ولديها مشاريع توسعية لأكثر من 12 مليار قدم مكعب، كما أن أحد ملاكنا الرئيسين (مبادلة) لديه مشروع ضخم للغاز مع دولة قطر (خط غاز دولفين) بطاقة تصدير يومية تصل لنحو ملياري قدم مكعب، كما أن دولة الإمارات تطبق مشاريع في الطاقة النووية والشمسية بشكل خاص لرفع مساهمة الطاقة النظيفة من مزيج الطاقة إلى ما بين 27% و30%.
تكنولوجيا متطورة
ويضيف «لا نواجه على الإطلاق مشكلة نقص الطاقة، وهناك مشاريع تحويلية كبرى ستقام حول مصهر الطويلة وكلها مشاريع ضمنت لها الحكومة توفير احتياجاتها من الطاقة، فضلا عن أننا نستخدم تكنولوجيا متطورة لترشيد استخدام الطاقة فضلا عن أن أكثر من 85% من معدات المصهرين حديثة خاصة التوربينات الغازية العملاقة اللازمة لعمليات الصهر، ولدينا عقود مع كبار الموردين العالميين لمعدات المصاهر تلزمهم بإمدادنا بكل جديد في منتجاتهم، وكل ذلك أدى إلى أن تمثل الطاقة الكهربائية المستهلكة لدينا من إجمالي تكلفة إنتاج طن الألومنيوم نسبة تتراوح بين 25% و27%، وبذلك نقل بمقدار الثلث عن المصاهر الأخرى.
التحدي الثالث والأهم هو تحدي الابتكار والتطوير التكنولوجي المستمر في صناعة تشهد تطورات جذرية في تقنياتها ومعداتها وأساليب عمل مصاهرها، ويعود نجاح صناعة الألومنيوم في الإمارات وخاصة شركة الإمارات العالمية للألومنيوم إلى ابتكاراتها التكنولوجية المستمرة منذ عام 1990
وأكد الدكتور على الزرعوني نائب الرئيس التنفيذي مسؤول عمليات الإنتاج في الشركة أن عملية الابتكار بالشركة ليست وليدة اليوم بل امتدت لعقود مضت.
وقال: ركزت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم على الابتكار لعقود مضت، ما أسفر عن التطوير الداخلي لتقنيات اختزال الألمنيوم المتطورة، إن تقنيتينا من طراز DX+ وDX+ Ultra تحتلان مكانة مرموقة بين قائمة أكثر تقنيات خلايا اختزال الألمنيوم كفاءة، مقارنة مع التقنيات المشابهة حيث تقوم بكفاءة وفاعلية بإنتاج المزيد من معدن الألمنيوم باستخدام طاقة أقل وبانبعاثات بيئية منخفضة، كما تتمتع تقنيتنا الحديثة من طراز DX+ Ultra بطاقة إنتاجية مضاعفة لكل بوتقة صهر مقارنة مع تقنيتنا من طراز D18 التي تم تطويرها في الثمانينيات، حيث تمثل الطاقة الإنتاجية الأعلى لكل منطقة إنتاج ميزة كبرى لأي مستثمر. وقد بدأت عملية التطوير الداخلي للتقنية منذ مشروع التوسعة الأول في التسعينات.
250000
أكد سعيد العطار الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة الإمارات العالمية للألومنيوم أن الشركة سوف تتوسع في منطقة كيزاد الصناعية وستزيد قدرتها الإنتاجية إلى 250 ألف طن من الألومنيوم المنصهر سنوياً، وستعمل على توريد كميات إضافية إلى السوق الإماراتي لجلب صناعات تكميلية للاستفادة من التطوير الكبير الذي أحدثناه في مصاهرنا والتي لديها حالياً القدرة على العمل 24 ساعة وهي الأولى من نوعها في الإمارات، وتستطيع الاحتفاظ بالمعدن المنصهر لمدة 18 ساعة في درجة حرارة نحو 780 درجة مئوية.
مهندسات مواطنات يتصدرن العمل في المصاهر
تتصدر المواطنات العمـــل في مصهري الشركة في أبوظــــبي ودبي وتبـــوأت فيهما أعلى المنـــاصب القيادية الفنية. وتنتشر المرأة الإماراتية في كافة أعمال المصهرين بدءاً من تنظيم العقود والمشتريات إلى إمــداد خلايا الإنتاج بالطاقة.
وتتولى المهندسة نجيبة الجابري، المديرة في إدارة الهندسة والأصول في «إيمال» عمليات الإشراف على خط الإنتاج الرئيسي في مصهر الطويلة، الأطول في العالم، كما تتولى الإشراف على اختبار المعايير التكنولوجية الناظمة لعمل وحدات الإنتاج بطاقة عالية تبلغ 3.2 أطنان للخلية الواحدة، وتغذية كهربائية تفوق 95 بالمئة، ونقاوة تتجاوز 99.9 بالمئة للمعدن المنتج؛ دون أي مساومة على معايير الحفاظ على السلامة والبيئة.
وبدأت نجيبة الجابري حياتها العملية في دوبال ثم انتقلت إلى مصهر الطويلة لتتولى مسؤولية تشغيل خط الإنتاج الرئيسي للمصهر، كما تمكنت من تشغيل كل خلايا المصهر 444، وإضافة إلى نجيبة توجد بالمصهر مواطنات متميزات أثبتن قدرتهن الفائقة مثل شيخة الشحي مهندسة التحكم بالعمليات في مصهر الطويلة، التي تولت مسؤولية تجهيز الوحدة الإنتاجية الأولى من المصهر عند بداية تشغيله، وتعمل حالياً على التحقق من جهوزية وحدات الإنتاج وفق المعايير التكنولوجية لتقنية DX+ الإنتاجية المبتكرة التي طورتها دوبال. ويضمن إشراف المهندسة الشحي على مراقبة المؤشرات الحرارية والكهربائية تلبية معايير استدامة الوحدات الإنتاجية لزيادة إنتاجيتها وتعزيز شروط الأمان وتجنب حدوث أي تشققات أو تسربات فيها.
ويؤكد يوسف بستكي نائب الرئيس التنفيذي مدير العمليات التشغيلية بالشركة أن المهندسات الإماراتيات قمن بدور قيادي خاصة في أعمال توسعة مصهر الطويلة ليصبح أحد أكبر المواقع المنفردة لصهر الألمنيوم في العالم.
تحديات خارجية كبيرة
تواجه صناعة الألومنيوم في الإمارات تحديات خارجية كبيرة ومتنوعة، وتشمل تلك التحديات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي خاصة الاقتصاد الصيني، وتوافر كميات كبيرة من منتجات الألومنيوم في الأسواق العالمية، نتجت بشكل رئيسي عن زيادة إنتاج مصاهر الألومنيوم في الصين إلى 23 مليون طن العام الماضي بزيادة 6 ملايين طن مقارنة بعام 2012، إضافة إلى تراجع أسعار الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن من 3355 دولاراً للطن إلى ما بين 1718 – 1823 دولاراً وفق أسعار أمس، كما تشمل التحديات استمرار دول أوروبية في فرض رسوم جمركية على منتجات الألومنيوم الإماراتية.
وتتعاظم تلك التحديات في إطار استمرار شركة الإمارات العالمية للألومنيوم في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية لزيادة إنتاجها من الألومنيوم لتتخطى 2.7 مليون طن بحلول عام 2020. وقال سعيد العطار الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة الإمارات العالمية للألمونيوم إن الشركة تواجه تحديات هائلة لكنها تتغلب عليها، ووفقاً لآخر إحصاءاتنا فإن الشركة باعت 1.9 مليون طن من الألومنيوم الممتاز للأسواق العالمية أي بنسبة 91% خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر الماضي، ونصدر 88% من إنتاجنا إلى نحو 60 دولة في العالم وتشمل أسواقنا العالمية الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا وآسيا والاميركتين، ومعدل أداء الشركة مرتفع برغم التحديات، ودفتر طلباتنا مليء بعقود حتى نهاية العام، ونحن مستمرون في البناء على علاقات العملاء لزيادة نصيبنا من السوق محلياً وعالمياً.
الاستهلاك العالمي
ولفت العطار إلى أن الاستهلاك العالمي من الألومنيوم العام الحالي نما بنسبة 4% وهي نسبة أقل مما سجله الاستهلاك العالمي خلال العشر سنوات الماضية والتي بلغت 10 %، وتراجع نمو الاستهلاك العالمي يرجع بالأساس إلى تراجع نمو الاقتصاد الصيني مما شكل ضغطاً هائلاً على قطاع السلع عموما، وأدى إلى تراجع سعر طن الألومنيوم بشكل كبير في بورصة لندن للمعادن.
وقال: انخفاض سعر الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن يؤثر على عائدات صناعة الألومنيوم في العالم بصفة عامة وعلينا، كما أن بعض الدول الأوروبية مازالت تفرض رسوما بنسبة 80% على منتجات الشركة، وهي تولد مناخا غير تنافسي مع المنتجات والخدمات التي تباع بأسعار أعلى في الدول التي تطبقها مقابل الدول التي لا تطبقها، كما أن الصين مستمرة في زيادة إنتاجها من الألومنيوم وتصديره للخارج . وحاليا ينمو انتاج الألومنيوم في العالم بأعلى من الاستهلاك مما أدى إلى وجود وفرة في الطاقة الإنتاجية في أنحاء العالم.
تعزيز الإنتاجية
أفاد الدكتور على الزرعوني بأن الشركة تواصل بشكل مستمر ضخ استثمارات جديدة لتعزيز قدراتها الإنتاجية واستبدال الأصول القديمة، وقال: لدينا أصول تعتبر جديدة نوعا ما مقارنة مع بعض الأصول التي تعود إلى بداية تشغيل المصهر ولكن تمت ترقيتها وتطويرها على مدى عدد من السنوات، وسنواصل العمل على هذا الجانب، لضمان عمليات آمنة وفعالة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
ويؤكد الزرعوني أن الشركة تشجع كل موظف على الابتكار، ومن خلال توفير البرامج الملائمة، تتاح الفرصة لجميع العاملين لاقتراح الأفكار المبتكرة التي تنعكس إيجابا على أداء الشركة وتسهم في تنفيذ مهام العمل بطريقة أكثر سلاسة وانسيابية.
وأضاف «من خلال تطوير تقنياتنا، فقد قمنا تقريبا بمضاعفة إنتاجنا وفي نفس الوقت خفض استهلاك الطاقة المحدد من 15 كيلو وات في الساعة لكل 1 كيلو جرام ألمنيوم إلى نحو 13 كيلو وات في الساعة لكل 1 كيلو جرام ألمنيوم وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 13% في استخدام الطاقة، كما استثمرنا أيضا في تطوير محطات توليد الطاقة لتحقيق مستوى أكبر من كفاءة الأصول الحالية، فضلا عن تركيب التوربينات الغازية ذات الكفاءة العالية، التي تستهلك كميات أقل من الوقود.
وأشار إلى أن الشركة تستخدم أفضل تقنيات التحكم البيئية المتاحة (مراكز معالجة الغاز لخطوط الإنتاج، ومراكز معالجة الأدخنة لأفران تجهيز قضبان الآنود)، فضلا عن رصد انبعاثات الفلورايد والعينات. وقد تم قياس إجمالي الفلوريد لأحدث مشاريعنا خلال اختبارات أجرتها شركة خارجية مستقلة وكان أقل من 0.3 كجم / طن ألمنيوم – وهو المعيار الأفضل أداء في هذه الفئة، كما تسجل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم أيضا مستويات منخفضة جدا من معادل انبعاثات ثاني الكربون المشبع بالفلور عبر فترات وترددات تأثير الآنود المنخفضة جدا المكتسبة من برنامج نظام التحكم في البوتقة.
صناعة محلية من دون شريك أجنبي
تتميز صناعة الألمنيوم في الإمارات بأنها صناعة مملوكة بنسبة 100% للشركات والأفراد المواطنين بدون شريك أجنبي، فالشركة الأكبر والأضخم (الإمارات العالمية للألمنيوم) تملكها مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية الذراع الاستثمارية لحكومة دبي ومؤسسة مبادلة للتنمية «مبادلة» المملوكة لحكومة أبوظبي، عكس شركات الألمنيوم الخليجية الأخرى حيث تستحوذ شركة هيدرو النرويجية على 50% من شرطة ألمنيوم قطر (قطالوم) وشركة ريو تينتو إلكان الأسترالية على حصة 20% من شركة صحار للألمنيوم العمانية، وشركة ألكوا الأميركية على 25.15 % من شركة معادن للألمنيوم السعودية، وشركة سابك السعودية على حصة 20.62% من شركة ألمنيوم البحرين (ألبا).
وأعطت الملكية الوطنية الخالصة لشركة الإمارات للألمنيوم مزايا عديدة دفعتها للنمو سريعاً، خاصة مع قوة الإرادة التي اتصف بها حكام دبي وأبوظبي لتحقيق التميز عالمياً في صناعة الألمنيوم، وقد تجلت هذه الإرادة في أبهى صورها في ثلاث تواريخ مهمة؛ أولها عام 1975 بتأسيس المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم شركة دبي للألمنيوم «دوبال» في منطقة جبل علي باعتبارها شركة مملوكة لحكومة دبي، وثانيها عام 2007 بتأسيس شركة الإمارات للألمنيوم «إيمال» في منطقة الطويلة وهي شركة مملوكة لحكومة أبوظبي، وعام 2013 باندماج دوبال وإيمال في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بحضور ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
«العالمية للألومنيوم» تزيد حصتها في السوق المحلي لدعم الصناعات التحويلية
أكد عبد الله جاسم كلبان الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الإمارات العالمية للألومنيوم على أن الشركة ستزيد حصة السوق المحلي من إنتاجها بنسبة 51% خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم صناعات الألومنيوم التحويلية لتكون شركة الألومنيوم الخليجية الأولي في هذا المجال. ونوه إلى أن الشركة تخصص حاليا 380 ألف طن من إنتاجها السنوي للسوق المحلي تشكل نسبة 12% من إجمالي إنتاجها البالغ 2.4 مليون طن، وتوجه هذه الكميات إلى 20 عميلا رئيسيا للشركة داخل الإمارات.
وأشار إلى أن الشركة سترفع حصة السوق المحلي إلى 575 ألفاً سنويا خلال الثلاث سنوات المقبلة بما يشكل زيادة بنسبة 51.3% لدعم الصناعات التحويلية التي ستتزايد بشكل ملحوظ، خاصة مع تزايد عدد مصانع الألومنيوم التحويلية بجوار مصهر الشركة في منطقة الطويلة. وأكد عبد الله كلبان أن الشركة تكثف حاليا جهودها لجذب مستثمرين عالميين لإقامة مشاريع لصناعات الألومنيوم التحويلية في منطقة كيزاد الصناعية بسبب رخص المعدن السائل المصهور، والأرباح الكبيرة لهذه الصناعات إقليمياً وعالمياً، إضافة إلى الاستفادة من المزايا الكبيرة التي تمنحها منطقة كيزاد وميناء خليفة للمستثمرين الأجانب، وقرب مصهر الطويلة من ميناء خليفة الأمر الذي يسهل تصدير منتجات الألومنيوم.
الاعتماد على جوانب الابتكار والتطوير الداخلي
أوضح الدكتور على الزرعوني أن الابتكار في الشركة يجري على عدة مستويات. أولاً هناك ادارة متخصصة يترأسها مواطنون تضطلع بمهام تطوير تقنيات خلايا اختزال الألمنيوم، حيث تم الاعتماد على جوانب الابتكار والتطوير الداخلي منذ أول مشاريع التوسعة في التسعينات. ومن بين المناطق الأساسية الأخرى، «مركز الامتياز» في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم حيث يتم وضع البرامج البحثية بالتعاون مع المعاهد الأكاديمية المحلية والدولية والتي من بينها تعاون الشركة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبدأ نشاطه في عام 2015 بتنفيذ تسعة من طلاب المعهد لمشروعات هدفت إلى تحسين كفاءة الطاقة بمحطة توليد الكهرباء في عمليات شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جبل علي، ومن المتوقع أن تبلغ وفورات نفقات الطاقة المحققة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم نحو 4.5 ملايين درهم سنويا. أما المستوى الثالث من مستويات الابتكار فيتمثل في برنامج اقتراحات الموظفين الذي يزاول نشاطه منذ العام 1981 ويعد واحداً من أطول برامج اقتراحات الموظفين عمراً في العالم. وقد نجح البرنامج على مر السنين في تطبيق 200 ألف فكرة بوفورات حوالي 70 ألف دولار أميركي، منذ تدشينه.