لمركز الريادي وأيقونة الصفقات المليارية الضخمة والكلمة البارزة بالاقتصاد العالمي والتي صنفت مؤخراً بالمرتبة الأولى في استبيان المدن الأكثر جاذبية لرواد الأعمال على موعد مع صفقة مليارية جديدة.
وكشفت وكالة بلومبرج العالمية أمس، عن نية شركة أوبر العالمية الاستحواذ بنحو 3.1 مليار دولار (نحو 11.4 مليار درهم) على منافستها الأولى في المنطقة وهي شركة كريم التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لها.
اهتمام ودعم
ويعد اهتمام شركة عالمية كبرى بحجم أوبر، دليلاً على النجاح الذي حققته شركة كريم انطلاقاً من دبي، لتمثل مصدر منافسة حقيقياً للشركة العملاقة بالمدن التي تغطيها أنشطة الشركة التي وجدت في دبي البيئة الداعمة للنجاح.
وتدعم الصفقة شركة المملكة القابضة السعودية والتي يرأسها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال والتي تمتلك 7% من شركة كريم، وفي عام 2016 اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي “السيادي السعودي” حصة في أوبر بقيمة 3,5 مليار دولار.
نجاح متوقع
وتوقع المستشار الاقتصادي لدى شركة ريتش القابضة، أن تنجح أوبر في الاستحواذ على كريم؛ ومن ثَمَّ خلق كيان عملاق يفوق 3 مليارات درهم.
وأكد أنه إذا تكللت عملية الاستحواذ بالنجاح، فسيسيطر الكيان الجديد على سوق هذا النوع من النقل بالإمارات والشرق الأوسط والذي سيقوم بتقديم خدمات بطابع عالمي.
وبيّن أن ذلك الاستحواذ سيرفع من القيمة السوقية لأوبر العالمية والتي تتهيأ لعمل أحد أضخم الاكتتابات في العالم.
وأشار إلى أن ذلك الاستحواذ جيد، وبدلاً من المنافسة بين الشركتين على الحصة السوقية من دعاية وإعلانات وغيره، سيتم التركيز على تطوير أعمال الكيان الجديد بالإمارات ومنطقة الشرق الأوسط من توصيل الطعام وعمل عقود شهرية مع الشركات وغيرها من خدمات جديدة.
ولفت إلى أن ذلك الاستحواذ سيمكن الكيان الجديد من منافسة شركات التوصيل الكبرى بالمنطقة مثل “فيدكس” و”أرامكس” و”دي إتش إل”.
نقرة زر
ويتزامن الإعلان عن الصفقة الضخمة مع توجه حكومة دبي وأبوظبي إلى توفير كافة الخدمات التي تستهدف تسهيل كل سبل الراحة للمواطنين والوافدين الذين يستخدمون وسائل النقل.
وأعلنت هيئة النقل والطرق بإمارة دبى في ديسمبر الماضي، أنها أطلقت خدمة تاكسى بالشراكة مع كريم، المتخصصة في خدمات التوصيل عبر تطبيق الهاتف المحمول.
ووقعت دائرة النقل في أبوظبي، ممثلة بمركز النقل المتكامل، اتفاقية تعاون مع شركة كريم، لتشغيل تقنية ربط الركاب بالسائقين بطريقة سهلة وذكية، وذلك تلبية لاحتياجات المتعاملين في البحث عن حلول نقل ذكية وآمنة، وفقاً لقوانين عمل مركبات الأجرة والليموزين في إمارة أبوظبي.
وفي نوفمبر الماضي، وقعت دائرة النقل بإمارة أبوظبي، ممثلة بمركز النقل المتكامل، اتفاقية تعاون مع شركة أوبر الرائدة في التقنية، والتي توفر تطبيقاً للحصول على وسيلة مواصلات بنقرة زر.
وبموجب الاتفاقية، يتمكن المواطنون وأبناء المواطنات من القيادة على التطبيق باستخدام مركباتهم الخاصة وفقاً للضوابط والشروط.
أول مواطن
وأعلنت شركة أوبر، في فبراير الماضي عن بدء أول مواطن إماراتي قيادة سيارته الخاصة عبر منصة الشركة لنقل الركاب بأبوظبي، ضمن المجموعة الأولى من المواطنين الذين انضموا إلى تطبيق أوبر بالإمارة، وذلك بعد إعادة إطلاق التطبيق أواخر العام الماضي بعد إيقافه في أغسطس 2016 بسبب مخالفة القواعد والأنظمة للإمارة.
وأصبحت أبوظبي الإمارة الأولى؛ حيث يستطيع الإماراتيون استخدام سياراتهم الخاصة للقيادة على منصة أوبر.
سرعة البرق
منذ انطلاقها في سان فرانسيسكو عام 2010، حققت شركة أوبر Uber، إقبالاً كبيراً كبديل منافس للنقل الجماعي والخاص، ما أدى إلى انتشارها بسرعة البرق في 200 مدينة حول العالم منها فرنسا وكندا وسيول ولندن وغيرها، حتى وصلت في الأعوام القليلة الماضية إلى ست مدن في الشرق الأوسط في كل من دبي وأبوظبي وجدة والرياض والدوحة وبيروت.
وانطلقت أوبر في دبي عام 2013، بتطبيق أوبر بلاك للسيارات الخاصة والفاخرة عند الطلب، وأعقب ذلك الكشف عن أوبر إكس للسيارات الاقتصادية التي تضمن للركاب تنقلاً سلساً.
وفي المقابل، انطلقت شركة”كريم” المتخصصة في حجز السيارات وخدمات النقل والتوصيل عبر تطبيق الهواتف الذكية في دبي عام 2012.
وتعمل شركة كريم حالياً في 90 مدينة بأكثر من 15 دولة، وتتعامل مع أكثر من 30 مليون مستخدم وما يزيد على مليون سائق.
وحصلت الشركة مؤخراً على لقب «يونيكورن» بعد أن تخطى رأسمالها المليار دولار.
“أرض المواهب”
وتعتبر البيئة الداعمة للأعمال في دبي أحد أهم مقومات التميز الذي حققته كمركز لاستقطاب المشاريع الواعدة والمبدعة من مختلف انحاء العالم، وذلك في ضوء الدعم الكبيرة الذي توليه الحكومة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتشجيع المستمر للإبداع وجذب المواهب، وهو المبدأ الذي أقره حاكم دبي في المبادئ الثمانية التي أعلنها مطلع العام الجاري كأساس للحكم في دبي، والتي جاءت متضمنة مبدأ ينصّ على أن دبي هي “أرض المواهب”.
ويشير المبدأ إلى أن استمرار تنافسية دبي مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار، بما يستدعيه ذلك من ضرورة مواصلة تجديد السياسات والإجراءات بشكل مستمر لتأكيد جاذبية الإمارة للمواهب، وبناء الحياة الأفضل بدبي لأصحاب الأفكار الأفضل.
صفقات كبرى
وللإمارة تاريخ مع الصفقات الكبرى التي يهتم بها مستثمرو العالم، حيث تأتي تلك الأنباء بعد نحو عامين من إتمام عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، أحد أكبر المواقع للتسوّق عبر شبكة الإنترنت على مستوى العالم، الاستحواذ على سوق دوت كوم أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والتي بدأت أيضاً من دبي.
والنجاح الذي حققته دبي في هذا المجال ليس وليد الأمس، ولكنه نتاج عمل وجهد كبيرين ورؤية استراتيجية، حيث أعلنت شركة “ياهو” العالمية في الربع الثالث من العام 2009 الاستحواذ على موقع مكتوب دوت كوم أكبر موقع عربي للبريد الإلكتروني في صفقة.
وأشارت بعض التقديرات في هذا الوقت إلى أنها وصلت إلى نحو 85 مليون دولار، واعتبرها الطرفان آنذاك بمثابة إشارة البدء لدخول قطاع تقنية المعلومات العربي مرحلة العالمية.
وأرجعت ياهو في ذلك الوقت إقدامها على هذه الصفقة إلى عدة أسباب في مقدمتها نجاح الموقع العربي، الذي اتخذ من مدينة دبي للإنترنت مقراً له، في تأسيس أكبر مجتمع معلوماتي عربي على الإنترنت.
فيما جاءت هذه الخطوة بعد 9 سنوات فقط من انطلاق الموقع الإلكتروني المجاني باللغتين العربية والانجليزية الذي تأسس في دبي في العام عام 2000، ليبلغ عدد المشتركين في الموقع قبيل إتمام استحواذ شركة ياهو عليه 16.5 مليون مشترك