مجلة مال واعمال

صغار المستثمرين فريسة “سهلة” لهوامير سوق السعودية

-

حذر اقتصاديون من مغبة الانسياق نحو أخذ قروض بنكية في سبيل الدخول في سوق الأسهم دون أن تكون للمستثمر الصغير أي دراية أو خبرة في هذا المجال.

وكشف اقتصاديون عن انسياق المستثمرين في سوق الأسهم، لاسيما صغار المساهمين خلف المكاسب التي تشهدها السوق خلال الأسابيع الماضية، والاقتراض من البنوك بمبالغ كبيرة، محذرين من عملية الرهن، بهدف الدخول في السوق، لكيلا تتكرر نكسة 2006 والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في مؤشر السوق قبل أن ينهار، ويخسر الكثير من المساهمين ملايين الريالات.

ودعوا إلى أن ينتهج المساهمون أسلوب التعامل مع شركات الوساطة المالية، والتي تكون لديها الكثير من الخبرات والدراية في التعامل مع سوق الأسهم، مبدين استغرابهم من وجود أكثر من مليون محفظة استثمارية تدار من قبل أشخاص أغلبيتهم لا يتمتعون بالخبرة الكافية في التعامل مع السوق، ما يجعل جل تلك المحافظ معرضة للخسائر، وفقاً لصحيفة “الاقتصادية” السعودية.

وقال الدكتور فاروق الخطيب، محلل مالي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، إن سوق الأسهم يشهد ارتفاعاً في المؤشر في الثلاثة أسابيع الأخيرة شهدت تطورات إيجابية في السوق، والمؤشرات كانت جيدة، والكثير من المساهمين حققوا أرباحاً، ولكن مسألة الدخول في معترك سوق الأسهم من قبل من تعرضوا لهزة عام 2006، مرة أخرى من دون خبرة أو دراية بالتعامل في هذا السوق هذا أمر خاطئ؛ لأن العملية تحتاج إلى خبرة كافية، في مسألة توقيت البيع والشراء، وبالتالي تحقيق الأرباح، وكل هذه الأمور هي أمور فنية، قائمة على التحليل والدراسة لا يعرف خباياها إلا من له خبرة في التعامل مع هذا السوق.

وحذر الخطيب من مغبة الانسياق نحو أخذ قروض بنكية أو الرهن في سبيل الدخول بسوق الأسهم، نتيجة التحسن الملحوظ فيه، من دون أن تكون للمستثمر الصغير أي دراية أو خبرة في هذا المجال، ولا يمنع أن يكون الاقتراض البنكي في مبالغ قليلة وغير مبالغ فيها، لأنه لو حدث أي انتكاسة في سوق الأسهم، وهذا أمر وارد الحدوث، سوف يكون هذا المستثمر من أكبر ضحاياه وسوف تعاد ذكرى انتكاسة 2006.

وعدّ أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، الخسائر التي تعرض لها المضاربون في سوق الأسهم عام 2006 إلى أن الكثير منهم اجتهد وهو ناقص للخبرة في التعامل بالسوق، ولم يترك الأمر لشركات الوساطة المالية التي تعرف كيف تتعامل مع سوق الأسهم، وقال: ”لك أن تعرف أن السعودية من أكثر الدول التي يوجد بها محافظ مالية، قدرت بأكثر من مليون محفظة مالية، وهذا أمر غير طبيعي، وغير جيد في ذات الوقت، ويعد دليلاً على عدم الاستعانة بخبرات تلك الشركات المتخصصة في التعامل مع سوق الأسهم، وكان هذا السبب الرئيسي في تكبد الكثير من المضاربين في سوق الأسهم لخسائر فادحة في ذاك الوقت”.

ومن جهته قال الدكتور علي التواتي، محلل مالي ومستشار اقتصادي، ”لابد أن تكون هناك احترازات ودراية في التعامل مع سوق الأسهم، والذي يشهد نمواً وارتفاعاً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، وأن عملية الاقتراض من البنوك بغية الدخول في سوق الأسهم يجب أن تكون محسوبة، وعدم الانسياق خلف المكاسب التي يشهدها السوق، لأنه مثل ما ارتفع مؤشر السوق وفق معطيات معينة، فإنه من الممكن أن يكون هناك انخفاض متوقع في أي وقت.

وحول قلة التعامل مع شركات الوساطة المالية في سوق الأسهم من قبل المستثمرين، قال التواتي: ”هذه أحد الأسباب الرئيسية التي تعرض المستثمرين للخسائر الفادحة، لأن الكثير منهم يدخل في سوق الأسهم وهو ليس متسلحا بالخبرة والدراية الكافية، وبالتالي معرض وبنسبة كبيرة للخسارة التي قد تؤثر عليه كثيرا، بعكس لو كان الأمر منوطا إلى تلك الشركات والتي لديها أناس لديهم الكثير من الخبرة والمعرفة في كيفية التعامل مع السوق، وبالتالي نسب حدوث الخسارة تنخفض وبشكل كبير، على الرغم من احتمالية حدوثها”.