اعتمدت هيئة الصحة في دبي مشروع إنشاء شعبة لعلاج أمراض العمود الفقري في مستشفى دبي، بكلفة تشغيلية تبلغ 10 ملايين درهم للتجهيزات الطبية، إضافة إلى توفير الكوادر البشرية من أطباء وممرضين وفنيين، وذلك في مقر المستشفى، وفق رئيس الشعبة الدكتور جمال يوسف الملا، الذي أكد استقبال المرضى في الشعبة الجديدة، خلال الربع الأول من العام المقبل.
وأفاد الملا بأن الشعبة الجديدة، هي الأولى من نوعها في مستشفيات الهيئة، وستضم فريق عمل متعدد التخصصات، وتقدم خدمات تشخيصية وعلاجية نوعية لمعظم أمراض العمود الفقري، الطارئة منها والمزمنة، مشيراً إلى أن العمل جارٍ حالياً لتجهيزها وإمدادها بأجهزة طبية متطوّرة، في مجال التشخيص والعلاج. كما يعمل المستشفى على استقطاب كفاءات عالية ومتنوعة للعمل فيه، فضلاً عن التعاون مع مراكز طبية عالمية لاستقطاب أطباء زائرين من ذوي الخبرات الكبيرة، لتغطية نواحٍ مختلفة من أمراض العمود الفقري.
وقال إن فريق العمل يشمل أطباء متخصصين في مجال العمود الفقري، بخلفيات تخصصية مختلفة، من جراحة عظام وإصابات وجراحة الأعصاب، إضافة إلى الشريك الرئيس المتمثّل في قسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، بجانب مختصين في تقويم العمود الفقري، والطب النفسي، فضلاً عن أطباء الأشعة والتخدير لمعالجة الآلام.
ولفت إلى أن أهم ما يميّز الشعبة الجديدة، هو أنها تسعى إلى التشخيص الدقيق، خصوصاً لمن يعانون آلام الظهر المزمنة، التي يشكّل المصابون بها الجزء الرئيس من المراجعين، وتقديم العلاج المناسب لهم، إضافة إلى استيعاب أكبر عدد ممكن من مرضى العمود الفقري، وإسهامها في تعزيز السياحة العلاجية، من خلال استقطاب المرضى من الدول المجاورة، لتلقي أفضل الخدمات العلاجية.
وذكر الملا أن أبرز مسببات آلام الظهر عالمياً، يتمثل في قلّة الحركة، والسمنة وتقدّم العمر، لافتاً إلى أن «الابتعاد عن المسببات، واتباع نمط حياة صحي، من مطالب الحياة».
وأوضح أن 80% من أفراد المجتمع يتعرّضون، في مرحلة من مراحل حياتهم لآلام الظهر، ومعظمهم يتعافون عقب تلقيهم العلاج المبدئي، إلا أن 5% منهم يعانون آلاماً تستغرق أكثر من ستة أسابيع متواصلة، تستنزف فيها الموارد الصحية والمجتمعية.
وأفاد بأن 65% من أمراض العمود الفقري، تتركز في مرض التآكل الغضروفي للعمود الفقريل 13% للإصابات الطارئة، و3% للأمراض الخبيثة، ونسبة 5% للالتهابات. وتذهب نسبة 7% إلى الانحناءات بين الأطفال والبالغين.
وأكد الملا أن كثيراً من مرضى العمود الفقري، الذين يعانون آلام الظهر بشكل رئيس، يواجهون مشكلات في التشخيص وتحديد العلاج المناسب لحالاتهم، ما يدفع الأطباء أحياناً إلى اعتماد التدخل الجراحي بشكل مباشر، دون إعطاء مهلة لسبل العلاج الأخرى.
وشرح: «توجد برامج علاج مشتركة بين العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل والعلاج النفسي للأمراض، بشكل مكثف للمرضى ذوي المعاناة المزمنة، التي تنعكس سلباً على نوعية حياتهم، ويمكننا تطوير هذه البرامج، وتقديمها مع تطوير القسم».