مجلة مال واعمال

«صحة دبي» تقضي على الأمراض الوراثية بــ «الجينوم»

-

image

بدأت هيئة الصحة في دبي، تنفيذ مشروع «الجينوم»، بهدف توفير قاعدة بيانات للقضاء على الأمراض الوراثية والتنبؤ بالأوبئة المستقبلية التي يمكن أن تصيب الأفراد، وفق منسق عام مبادرة دبي «X10» في الهيئة، مي الدوسري، التي أوضحت أن نقص المختبرات والمختصين في الأمراض الجينية أبرز التحديات التي تواجه المشروع.

وأوضحت الدوسري، أن الهيئة ستتمكن من خلال مشروعها المبتكر، من تصميم علاج فردي لكل حالة تعاني مرضاً وراثياً، بدلاً من استخدام بروتوكول موحد للحالة المرضية، فضلاً عن المساهمة في القضاء على عبء الأمراض الوراثية، والإسراع في اكتشاف الأمراض ودعم الأبحاث ونقل المعرفة عبر الأمم.

وتابعت «يمكن المشروع أيضاً من التنبؤ بالاضطرابات والأوبئة المستقبلية، التي يمكن أن تصيب الفرد في المستقبل، كما يوفر للمختصين فهماً أفضل للتأثير البيئي في التغيرات الجينية»، مؤكدة أن «من أبرز التحديات التي تواجه القطاع المعني بالمشروع عدم توافر المختبرات المختصة بالدراسات الجينية، والمختصين في علم أمراض الجينات الوراثية».

وأكدت أن «المشروع اعتمدته الهيئة ليكون ضمن مبادراتها الطموحة لمبادرة دبي

( X10)، التي ستسبق من خلاله العالم بـ10 سنوات، حسب توجه الحكومة».

وذكرت الدوسري، أن «مشروع (الجينوم) يستهدف الكشف عن التغيرات في الجينات والكروموسومات والبروتينات التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض وراثية، إذ إنه يتيح للباحثين استخلاص نتائج تمكنهم من القضاء على الأمراض المزمنة والسرطانات، فضلاً عن الوقاية من هذه الأمراض تجنباً للإصابة بها، ما يقلص العبء المالي المترتب على علاجها بالشكل التقليدي»، لافتة إلى «سعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى استكشاف حلول مبتكرة في استقطاب مختبرات علم الجينات في دبي ورفع مستوى كفاءة الكوادر الطبية، ويستهدف المشروع جميع سكان إمارة دبي».

وأشارت إلى أن «فكرة المشروع جاءت من الحاجة الشديدة إلى توفير قاعدة بيانات وراثية، ودعم الأبحاث واستشراف المستقبل، عبر تحديد القابلية الوراثية لإصابة الفرد بالأمراض المزمنة أو السرطان، كذلك تصميم مسار لعلاج الأمراض المزمنة مبني على البيانات الوراثية لكل فرد، وتبني مفهوم نمط معيشي صحي وفقاً للدارسات الوراثية لكل فرد على حدة».

وتابعت «من الأسباب التي دعت إلى تبني الهيئة لهذا المشروع سعيها لمواجهة العوامل الخارجية ذات التأثير في صحة الأفراد، مثل السمنة، والعرضة للأمراض الجينية غير المعدية مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، كذا تقليل العبء المادي المصاحب لمعالجة هذه الأمراض المزمنة، والحد من حالات الوفيات التي تنتج عنها».

وأضافت «هناك العديد من النتائج المتوقعة من مشروع (الجينوم)، تتمثل في تصميم علاج لكل حالة وراثية عوضاً عن استخدام بروتوكول موحد للحالة المرضية (التطبيب الشخصي)، والقضاء على عبء الأمراض الوراثية، والإسراع في اكتشاف الأمراض ودعم الأبحاث ونقل المعرفة عبر الأمم، والتنبؤ بالاضطرابات المستقبلية والأوبئة، وفهم أفضل للتأثير البيئي في التغيرات الجينية».

وذكرت أن «مشروع الجينوم سيلعب دوراً مهماً في جعل دبي، والإمارات بوجه عام، تسبق العالم بـ10 سنوات، من خلال تحقيق تنافسية في الاقتصاد المعرفي بعلم الجينوم، والريادة في علم الجينات، وتحقيق السيادة على مستوى المجالس العالمية للأخلاقيات والتشريعات في علم وصناعة الجينات، وخفض العبء المادي في علاج الأمراض، وتمكين صناع القرار في التخطيط المستقبلي للاستراتيجيات الصحية، كما ستصبح الإمارات أول دولة تمتلك التركيبة البيولوجية الأساسية لسكانها، وأول قاعدة بيانات وطنية جينية للبحث والتطوير المستقبلي».

وأشارت إلى أن الجينوم سينعكس إيجاباً على حياة الفرد من خلال تحسين جودة الحياة، وإبطاء عملية الشيخوخة، والحد من الإعاقات الجينية، والقضاء على الأمراض المزمنة، وتعزيز هدف الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

ويتم مشروع الجينوم بالتعاون بين الهيئة ومؤسسات ومختبرات متخصصة في علم الجينات محلياً وعالمياً، والمؤسسات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وأكدت الدوسري، أن الهيئة سخرت كل طاقتها واتخذت جميع التدابير الممكنة لتنفيذ المشروع الطموح، وحدّدت جهات داخلية عدة لتكون مسؤولة عن تنفيذه، وتضم إدارة المختبرات وعلم الجينات، ومركز دبي للحبل السري والإدارات المتخصصة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة علمية متخصصة في علم الجينات.