كشف قائد فريق الابتكار بهيئة الصحة في دبي، الدكتور بسام محبوب، عن استحداث استراتيجية للابتكار، وإنشاء منصة تفاعلية لرصد الأفكار المبدعة وتحويلها إلى أبحاث تطبيقية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية.
وأوضح محبوب، أن الهيئة أسست مرحلة جديدة تعتمد على الابتكار ولغته، ومفاهيمه، وتطبيقاته، وممارساته، وأساليبه، بما يواكب تطلعات دبي ورؤيتها المستقبلية.
وأشار إلى أن الهيئة شكلت فريقاً أعلى للابتكار والسعادة والمستقبل، لدعم توجهاتها الرامية إلى تسخير مفاهيم الابتكار في توفير خدمات صحية فائقة المستوى، وتقديم نموذج صحي من الطراز الأول يحتذى به عالمياً.
وأكد محبوب أن الصحة من أكثر القطاعات المتصلة بالابتكار، خصوصاً في التجهيزات والمستلزمات الطبية، وأساليب التشخيص والعلاج والوقاية، مشيراً إلى أن الهيئة لديها خطة ليست مرتبطة بمرحلة أو زمن محدد، لكنها مرتبطة بإنجاز وإنتاج ونتائج متواصلة، وهذه الخطة منبثقة من استراتيجية الهيئة، ومستمدة من رؤية دبي.
وأوضح أن استراتيجية الابتكار لدى الهيئة ترتكز على عملية تسهيل وتحسين مجمل الخدمات التي توفرها، بالشكل والمستوى اللذين يحققان رضا المتعاملين وثقتهم وسعادتهم، لافتاً إلى أن أول مسارات الاستراتيجية هو تحسين الخدمات، والثاني استخدام تكنولوجيا المعلومات التطبيقية عن بعد والذكاء الاصطناعي، والثالث استشراف المستقبل في ما يخص الاختراعات والاكتشافات والابتكارات الجديدة التي تنعكس بالإيجاب على حياة المرضى والمتعاملين وأفراد المجتمع بشكل عام، وعلى رأسها تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وفي ما يتعلق بخطوات تنفيذ المسارات الثلاثة وآلية تطبيقها أفاد محبوب، بأن الهيئة تستند في عملية التنفيذ إلى مبادرتين رئيستين، الأولى تفعيل منصة الاقتراحات لتكون منصة رئيسة لحصد الأفكار المبتكرة وترقيتها، عبر مجلس استشاري للابتكار، يضم في عضويته متخصصين من الهيئة ومن الجامعات والقطاع الخاص، إلى جانب ممثلين عن المرضى.
ولفت إلى أن دور المجلس يعتمد على استخلاص الأفكار وتنقيحها، ووضع السياسة العامة لتطبيقها، مع الأخذ في الاعتبار آراء الأطراف المعنية والشركاء الاستراتيجيين للهيئة، موضحاً أن المهمة الرئيسة للمجلس تحويل الأفكار إلى أبحاث تطبيقية، بالتعاون مع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة والمتخصصة في الصحة الرقمية.
والمبادرة الثانية تعتمد على تحفيز المتخصصين على إجراء البحوث الطبية المرتبطة بالابتكار والاكتشافات، مع التركيز على إيجاد حلول عملية وناجعة لأي تحديات قد تصادف الهيئة في توجهاتها، وذلك بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية.
وفي ما يتعلق بـ«مسرعات دبي المستقبل» المتعلقة باستراتيجية الابتكار، أكد محبوب أنها تعد الأساس في فكر وتوجهات الهيئة، وتعد نقلة استثنائية تعمل عليها الهيئة ضمن استحداث نموذج صحي عالمي يحتذى. وأكد اهتمام الهيئة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تمثل ثورة علمية وتقنية حديثة، خصوصاً في مجال الطب، وتعمل الهيئة على تحقيق السبق في إنتاج مميز، يشمل في البداية تخصصات جراحة الفم وزراعة الأسنان، والأطراف الاصطناعية، وكل ما له علاقة بتحضير المريض قبل العمليات الجراحية بمختلف مستوياتها، وأهمها العمليات الكبرى والدقيقة المعقدة.
وأشار محبوب إلى أن منصة الاقتراحات لا تقتصر على المنتسبين للهيئة فقط، إذ إن منهجية الابتكار نفسها تعتمد على مجموعة من الشراكات مع الجامعات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة حتى المرضى، والمجتمع بمؤسساته وأفراده، مؤكداً أن الهيئة تفتح الباب أمام الجميع من أجل حصد أكبر وأفضل عدد ممكن من الأفكار المبتكرة، القابلة للتنفيذ، والتي تصب في النهاية في خدمة المرضى، وجمهور المتعاملين، وتعزز أهداف استراتيجية (2016 ـ 2021).