بعد بحث طويل عن فكرة مشروع لإطلاقه من خلال تمويل تحصل عليه من برنامج “انهض” بقيمة 250 الف دينار، وجد فراس صبحا في “كاسات الكرتون” فرصة للدخول الى سوق متخم بالمشاريع والافكار.
وتمكن صبحا، من أن يصبح رجل أعمال بعد أن بدأ بتأسيس مشروع صناعي يقوم على الاستثمار بـ”كاسات الكرتون” بالمنطقة التنموية في محافظة معان، سعياً منه لتوفير 30 فرصة عمل لأبناء المحافظة.
يشار الى ان محافظة معان سجلت أعلى معدل للبطالة، بنسبة بلغت 9ر21 بالمئة ، حسب دائرة الاحصاءات العامة. ويوضح صبحا أن “هذا المشروع الذي سأطلق عليه اسم (الكأس البلاتيني) سيدر عليّ دخلا جيدا، وان “صناعة كاسات الكرتون ستحقق نقلة نوعية في مسيرة حياتي المهنية”.
ويضيف صبحا “بعد دراسة اقتصادية لهذا المشروع اكتشفت أنني أحتاج الى تمويل قد يصل الى مبلغ 250 الف دينار، ولم أكن أمتلك إلا مئات الدنانير حينها، لكن عددا من أصدقائي وجهوني نحو برنامج (انهض) لطلب قرض مالي”، ليحصل بعد اقل من شهر على الموافقة بدعمها بمبلغ 250 الف دينار. وتم إطلاق برنامج انهض انسجاماً مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في محاربة البطالة، من خلال دعم ثقافة التشغيل الذاتي، وإنشاء المشاريع الإنتاجية، في مختلف القطاعات التشغيلية.
وجاء إطلاق البرنامج استناداً إلى عدة اجتماعات عقدها جلالة الملك عبد الله الثاني، مع مجموعة من الشباب من أصحاب المشاريع والأفكار التشغيلية من خريجي برامج مركز تطوير الاعمال، بهدف إيجاد حلول للتحديات التي تواجههم، واستجابة للتوجيه الملكي السامي، قررت الحكومة تشكيل لجنة توجيهية لتطوير برنامج تمويلي متكامل لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب، بما يضمن تأهيل المتقدمين عبر برامج التدريب التي تمكنهم من التقدم للحصول على القروض الميسرة، فضلا عن متابعة المشاريع تحقيقاً لمبدأ الاستدامة، وتبلغ موازنة برنامج (انهض) مائة مليون دينار ممولة من قبل البنك المركزي الأردني.
ويتم إخضاع المتقدمين إلى برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة بإشراف مركز تطوير الأعمال BDC وتمويل من منظمة الامم المتحدة للطفوله اليونيسف، تؤهلهم للدور الإداري والريادي ليتمكنوا من قيادة مشاريعهم بالمنهج الأمثل وزيادة فرص النجاح أمام تلك المشاريع.
كما تشمل هذه المرحلة عمل دراسة جدوى اقتصادية تقدمها مراكز تعزيز الإنتاجية “إرادة” التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومرحلة القرض الميسر تتم بالشراكة مع البنك المركزي الأردني، والبنوك التجارية والإسلامية؛ يحصل المتقدم بعدها على قرض ميسر يمكنه من البدء بتنفيذ مشروعة. وبين نايف استيتية الرئيس التنفيذي لمركز تطوير الأعمال BDC ” ان برنامج انهض يسعى للنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال استغلال الطاقات الكامنة لدى الشباب وتحويلها الى مشاريع ريادية مبتكرة تواكب احتياجات العصر وتوفر فرص استثمارية خاصة في المناطق التي تفتقر لفرص العمل ، ونحن فخورون بالشراكة التي جمعتنا مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات منظومة ريادة الأعمال وأيضا المنظمات الدولية الداعمة حرصا منا على تكاثف الجهود للخروج ببرامج متكاملة يعتبر الأول من نوعه في الأردن في توفير محطة واحدة لكل ما يلزمه الرياديين من دعم تقني وفني للخروج بمشاريع ريادية مبنية على أسس سليمة تضمن ديمومتها. وتنتشر فرق برنامج “انهض” في المحافظات الاردنية لعقد دورات التاهيل وكسب المهارات المالية للمشاركين في البرنامج.
ففي عجلون لم تتوقف احلام ، ايمان المومني بعد اكمالها الماجستير في المصارف الاسلامية رغم عدم تمكنها من اكمال حلمها الدراسي بالحصول على شهادة الدكتوراه للظروف المالية القاسية التي تعاني منها اسرتها حالها كحال معظم ابناء القرى الاردنية.
ايمان خرجت من بوتقة التفكير بالوظيفة الى امتلاك مشروعها الخاص عند تقديمها لبرنامج “انهض” فكرة مشروع ” منطاد سياحي ” في منطقة اشتفينا بمحافظة عجلون ، يقل السياح بجولات سياحية في المنطقة لمدة ربع ساعة ، وبتكلفة تقديرية للمشروع الذي يمر بمراحله الاخيرة لدراسة الجدوى الاقتصادية تتراوح من 15- 20 الف دينار .
وحول الدورات التدريبية التي تقدم للمشاركين في برنامج “انهض ” قالت المومني ، “ان هذه الدورات عملت على صقل شخصية مختلفه عن سابقتها، واخرجت مكنوناتنا الداخلية وغيرت من اسلوب تعاملي مع الاخرين وصولا الى بيتي بالاضافة الى تعزيز الثقة باهمية مشروعي وتطوير مهاراتي لتطويره”.
البنك المركزي الاردني وبصفته الجهة المسؤولة عن تمويل مشاريع المبادرة اكد تخصيص سقف تمويلي بقيمة 100 مليون دينار ليتم إقراضه للبنوك بسعر فائدة يبلغ 1بالمئة سنوياً، لتقوم البنوك التجارية والإسلامية بإعادة اقراضها او تمويلها للشباب الأردنيين المشاركين في البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي “انهض” من خلال تطوير منتج اقراضي او تمويلي جديد تحت مسمى (قرض التشغيل الذاتي “انهض”).
وحدد البنك المركزي ان يكون الحد الاعلى لقيمة التمويل 50 الف دينار وان لاتقل قيمته عن 5 الاف دينار ، موضحا ان للبنك المركزي الموافقة على رفع الحد الأعلى للتمويل ليصل إلى 250 الف دينار بناءً على طلب المستفيد وفي ضوء دراسة البنك للجدوى الاقتصادية للمشروع وعدد فرص العمل المستحدثة.
ويمنح البنك المركزي التمويلات للبنوك بسعر فائدة ثابت طيلة عمر التمويل يبلغ 1 بالمئة سنوياً على أن تعيد البنوك اقراضه للمشاريع المؤهلة بسعر فائدة ثابت، متوقعا ان يتراوح من 5ر3 – الى 5ر4 بالمئة سنويا،ولأجل سبع سنوات كحد اقصى من ضمنها فترة سماح لا تتجاوز سنة واحدة كحد أقصى.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-ztm