تراجعت أسعار النفط في العقود الآجلة، لتنزل من أعلى مستوياتها منذ مطلع السنة الذي سجلته في الجلسة السابقة، مع انحسار تأثير حالات تعطل الإمدادات من نيجيريا وكندا بفعل ارتفاع المعروض من مناطق أخرى.
وتمّ تداول خام «برنت» عند 49.05 دولار للبرميل بانخفاض 23 سنتاً عن التسوية السابقة. وانخفض الخام الأميركي في العقود الآجلة 16 سنتاً إلى 48.15 دولار للبرميل.
وكانت عقود الخامين بلغت أعلى مستوياتها في ستة أشهر لتصل إلى 49.75 و48.76 دولار للبرميل على التوالي خلال التداولات في الجلسة السابقة، مستفيدة من التوقف غير المتوقع لنحو مليوني برميل يومياً من الإنتاج في نيجيريا وكندا.
لكنّ محللين حذروا من أن زيادة الإمدادات من دول أخرى قد تؤثر سلباً في الأسعار فور انحسار حالات تعطل الإنتاج. وأظهرت بيانات أن الصادرات الإيرانية تتعافى بأسرع مما توقعه المحللون.
وأشار مصدر الى إن صادرات النفط الإيرانية تتجه إلى الارتفاع هذا الشهر إلى 2.1 مليون برميل يومياً، أي أعلى بنحو 60 في المئة عما كانت عليه قبل سنة مع عودة الشحنات الأوروبية إلى نصف مستواها تقريباً قبل فرض العقوبات.
وزادت عمليات الشحن في نيسان (أبريل) نحو 15 في المئة على تقديرات من «وكالة الطاقة الدولية»، في وقت سابق من الشهر الجاري عند 2.3 مليون برميل يومياً.
وقال رئيس استشارات الأخطار السياسية لدى مجموعة «أوراسيا غروب»، إيان بريمر، والذي تحدث أخيراً إلى تنفيذيين أن السعودية تخطط لزيادة إنتاجها في الأشهر المقبلة للضغط. وتابع أن زيادة الإنتاج قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع الإيرادات من خطة «أرامكو» المزمعة لبيع أسهم. وأضاف أنه تم الحديث عن زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يومياً.
لكن بيانات رسمية أظهرت أن صادرات النفط الخام السعودية تراجعت قليلاً إلى 7.541 مليون برميل يومياً في آذار (مارس)، من 7.553 مليون في شباط (فبراير).
ووفقاً لبيانات «معهد البترول الأميركي» فإن مخزون النفط الخام في الأسبوع المنتهي في 13 الجاري انخفض بمقدار 1.1 مليون برميل إلى 541.9 مليون برميل، في حين توقع محللون انخفاضه 2.8 مليون برميل. وأشار المعهد إلى أن مخزون الخام في نقطة تسليم العقود الآجلة في كوشينغ بولاية أوكلاهوما زاد 508 آلاف برميل.
إلى ذلك، توقع الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الفرنسية، باتريك بويان، أن يبقى الطلب على الخام قوياً العام الحالي ما يدعم الأسعار لكنه استبعد أن تستعيد السوق توازنها في نهاية السنة. وأبلغ لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي أن نمو الطلب على النفط زاد بقوة في 2015 بنحو 1.8 مليون برميل يومياً أي نحو اثنين في المئة في عام واحد.
وقال: «هذا العام، يتوقع الخبراء نمو الطلب نحو 1.2 مليون برميل يومياً». وأضاف «أنا وفريقي نتوقع 1.4 مليون برميل يومياً وهو ما يظل قوياً ويعني أن السوق تستعيد توازنها، لكنها لن تتوازن بالكامل بنهاية السنة، غير أن هذا سيدعم الأسعار نوعاً ما».
ورأى بويان أن السوق تتلقى إمدادات جيدة وأن المشاريع التي قررتها شركات النفط قبل نحو ثلاث سنوات أو أربع عندما كانت الأسعار عند نحو 100 دولار للبرميل، يُتوقع أن تدخل الإنتاج بحلول عام 2020. وقال «لكن الاستثمارات تراجعت بحدة ولا نجهّز إنتاجاً جديداً لعامي 2019 و2020»، مضيفاً أن الاستثمارات انخفضت من نحو 700 بليون دولار في 2014 إلى 400 بليون هذه السنة.