طوكيو – بكلمات يغلفها حنين الشوق للوطن والاهل تتحدث الطالبة الأردنية الوحيدة في شمال شرق اليابان عن أيامها في بلاد الشمس المشرقة التي سافرت إليها ساعية وراء حلم راودها منذ سنوات لتتميز في تخصص طبي نادر ولتعود بعد الحصول عليه إلى وطنها تحمل شهادة هي الأولى من نوعها.
شهد الصرايرة الطالبة الأردنية الوحيدة ومن بين عرب معدودين بقوا في المنطقة بعد ان ضربها الزلزال المدمر وامواج التسونامي العالية العام الماضي، قالت لـ”الغد” أنها وصلت إلى اليابان بعد أقل من شهر واحد فقط من الحادثة.
وتحضر الصرايرة لنيل درجة الماجستير في تخصص الخلايا الجذعية والأنسجة عن طريق تعريضها لمحفزات خاصة تكسبها صفات الخلايا المقصود علاجها.
وتقول إن العلم كله متجه حاليا لعلاج الأمراض عن طريق الخلايا الجذعية التي ما يزال الأردن بحاجة لتطوير مهارات متخصصين بهذا المجال.
وتشير إلى أنها حصلت على منحة لدراسة هذا التخصص من السفارة اليابانية في عمان عن طريق برنامج التبادل الثقافي، بعد ان تفوقت في تخصص التقنيات الحيوية والهندسة الوراثية من جامعة العلوم والتكنولوجيا العام 2008 تبعها تدريب لمدة سنة في المركز الوطني للسكر والغدد الصم.
وتبين الصرايرة ان اختيار الجامعة اليابانية التي تدرس هذا التخصص فيها، وهي جامعة توهوكو في منطقة سنداي في الجزء الشمالي الشرقي من اليابان، سببه ان مختبر هذه الجامعة هو من اكتشف هذا النوع من الخلايا والموجودة في جسم الانسان البالغ ولها القدرة على التحول لأي نوع من خلايا الجسم البشري.
ويركز بحث الصرايرة على علاج مرض السكري عن طريق الخلايا الجذعية باستخدام هذه الخلايا عن طريق تعريضها لمحفزات لتحويلها إلى خلايا بنكرياس.
وتقول الصرايرة ان أول صعوبة واجهتها مجرد أن وطئت أرض اليابان هي اللغة لان الغالبية العظمى لليابانيين لا يتكلمون الانجليزية ما كان يدفعها أحيانا لاستخدام الاشارات للتفاهم مع محيطها سواء لايجاد نوع طعام مناسب أو للوصول إلى أي مكان تقصده. وتشير إلى انها بدأت تعلم اللغة اليابانية قراءة وكتابة، مشيرة إلى أن هذه اللغة تتضمن 3 اساليب هي الهريغانا والكاتيكانا إضافة إلى الكانجي.
أما عن طبيعة العيش في المجتمع الياباني، فتقول الصرايرة إنه لايختلف كثيرا عن المجتمع الأردني كونه مجتمع محافظ ويحترم الانسان ويقدره، مشيرة إلى ان زملاءها يحاولون قدر الامكان التواصل معها لأنهم يدركون أهمية نجاحها في دراستها لتحقيق حلمها بنيل شهادة في هذا التخصص.
وتقول الصرايرة “كنت اعرف قبل مجيئي أنني ساواجه صعوبات عديدة إلا ان ما يهوّن عليّ هذه المتاعب هو إدراكي بأني في نهاية الطريق سأحقق حلما طالما سعيت إليه منذ ايام دراستي في الجامعة ولأنني سأكون الأولى في الأردن التي تحمل هذا التخصص”. وتبين الصرايرة التي تسافر لأول مرة بمفردها، ان اهلها طالما شجعوها على استكمال دراستها في جامعة مرموقة بالتخصص الذي ترغبه، وعلى الرغم من مخاوفهم التي نتجت في اعقاب الزلزال إلا انهم عادوا إلى تحفيزها على مواصلة السير باتجاه حلمها.