“ساما” على محال الصرافة.
واستغلت تلك المحال، عدم وجود صرافين معتمدين بشكل كاف، إلى تنفيذ عمليات للصرافة بجانب أنشطتها التجارية، مما عده متعاملون ماليون خطرا محدقا في تفاوت أسعار الصرف، خصوصا أن الكثير من هؤلاء المعتمرين والقادمين من بلدان بعيدة لا يفقهون في فروق سعر الصرف، وبالتالي أضحت الأمور عشوائية في ظل عدم وجود رقابة صارمة تحد من تنامي هذه الظاهرة.
وذكرت صحيفة الاقتصادية السعودية أنه من خلال جولة ميدانية حول المنطقة المركزية للمسجد الحرام، وجد محلان للصرافة، الأول مهمته الأساسية تحويل المبالغ العمالة إلى بلدانهم، وتحويل العملات إلى الريال السعودي والعكس، أما الآخر وبحسب جيرانه فهو يفتح يوما ويغلق أسبوعا، في ظروف غير معروفة، وقد تكون أسباب إغلاقه عدم تقيده بشروط مؤسسة النقد.
يقول، حامد الحبيب، يعمل في أحد محال الذهب، “عملية تحويل العملات ليست مهمتنا، ولكن اضطررنا إلى عملية التحويل بعد أن وجدنا الكثير من محال الصرافة تغلق أبوابها، فأصبح هناك عجز من قبل المعتمرين والزوار في عدم استطاعتهم الشراء، فعمدنا إلى قبول عملاتهم بعد أن تقصينا أسعار الفروق بين تلك العملات وبين الريال السعودي”.
وأضاف الحبيب “أصبحت لدينا دراية في عملية تحويل العملات، خصوصا أننا وجدنا هناك ربحا معقولا، إضافة إلى أننا نقدم خدمة للمعتمرين والزوار، لكي يتمكنوا من الشراء بالريال السعودي، خصوصا أن هناك محال لا تقبل سوى الريال في تعاملاتها مع الزبائن”.
ويلتقط الحديث عمران عبد الحي، أجنبي ويعمل في بيع الملابس، يقول “من أين لنا أن نحول العملات التي نأخذها من المعتمرين، وأصبح لدينا تكدس من تلك العملات، فمن ثم كان ولا بد من الإقدام على عملية تحويل المبالغ من المغادرين للسعودية إلى بلدانهم، فيعمدون إلينا لإعطائنا الريال السعودي مقابل عملاتهم الأجنبية”.
وتسال عمران، عن عدم وجود محال للصرافة خصوصا أن مكة المكرمة، ووجود المسجد الحرام فيها، وبالتالي توافد ملايين البشر إليها من كل حدب وصوب، يجعلها سوقا جاذبة لمحال الصرافة، أسوة بتلك الدول التي يكثر فيها توافد السياح، وتجد بها مئات المحال لتحويل العملات النقدية فيها”.
وطالب متعاملون في قطاع الصيارفة في مكة المكرمة، مؤسسة النقد بمنح التراخيص للصيارفة، خصوصا أنه لا يوجد في السوق سوى خمسة صيارفة، لا يستطيعون احتواء السوق الذي توقعوا أن يكون نسبة صرف العملات فيه مرتفعة عن الأعوام السابقة نظرا للمشاريع التوسعية التي تشهدها مكة المكرمة، الأمر الذي يزيد من أعداد المعتمرين والزوار.
وقال عادل ملطاني، شيخ صيارفة مكة المكرمة، إنه بات من الضروري الإسراع في منح التراخيص للصرافين، حيث إن سوق الصرافة في مكة المكرمة، يعد من أكبر الأسواق في السعودية نظرا لتوافد المعتمرين والزوار وكذلك الحجاج، ووجود خمسة صرافين فقط، سيخلق سوقا سوداء في السوق من خلال المحال التجارية أو غيرها، والذين يستغلونها العمالة الوافدة التي تعمل فيها في التلاعب وزيادة أسعار الصرف، خصوصا أن القادمين إلى مكة المكرمة من مختلف الجنسيات قد يكونون لا يفقهون في أسعار الصرف، ومن هذا المنطلق يتم الاستغلال من جانب هؤلاء العمالة.