لفت مشاركون في معارض الأغذية التي انطلقت في دبي، وتشمل «غلفود للصناعة» ومعرض الشرق الأوسط للحلويات والوجبات الخفيفة بالإضافة إلى مهرجان المأكولات المتخصصة ومعرض المأكولات البحرية سيفكس، إلى أن الشركات العاملة في صناعة وتجارة الأغذية بدأت بتغيير بوصلة صادراتها لمواجهة تقلبات أسعار صرف العملات العالمية.
ففي حين شكلت الصين تحدياً للبعض هذا العام، سمحت قوة الدولار أمام اليورو بنمو صادرات بعض الشركات إلى الولايات المتحدة، كما ساعد فقدان العملة الأوروبية 20% من قيمتها أمام الدولار الأميركي منذ بداية العام الماضي بزيادة تصدير البضائع من جميع أنحاء منطقة اليورو.
وأشار البعض في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إلى أن الأسواق لم تشهد حتى الآن وفورات أو انخفاضاً ملموساً في التكاليف الإضافية كنتيجة لانخفاض أسعار النفط، مع توقعات بتغير الواقع في المستقبل القريب من خلال خفض تكاليف التعبئة والتغليف والنقل.
شركات صغيرة
وأشار آدم سوفير، الرئيس والشريك المؤسس في جوي اند سيفس، إلى أن التقلبات في أسعار صرف العملات تمثل تحديا لاسيما للشركات الصغيرة التي تحاول ان تقوم بأعمال التصدير. وأضاف موضحاً: «في ظل هذا الواقع نقوم حاليا بتوزيع اعمال التصدير لدينا عبر مجموعة من الدول.
وفي نفس الوقت شكلت اعمال التصدير الى الصين تحديا كبيرا لنا هذا العام، حيث سمحت قوة الدولار الأميركي لأعمال التصدير لدينا بالنمو في الولايات المتحدة الاميركية، وفي المقابل تأثرنا كثيرا في مناطق أخرى ولكن طالما اننا نتمتع بالمرونة اللازمة والاستباقية في اعمالنا يمكننا التغلب على صعوبات التقلب في الأسعار.».
وأشار من جانب آخر إلى أن دبي ومنطقة الشرق الأوسط من اهم الأسواق للشركة لغايات التصدير والاعمال المتعلقة بالغذاء كما ان جودة المتاجر المتخصصة ومحلات التجزئة في الإمارة مشهود لها على عدة صعد وهنالك طلب كبير على المنتجات الممتازة والتي تمثل عنصرا مهما جدا للشركة.
وأضاف: تمثل المعارض التجارية المتخصصة في قطاع الأغذية بدبي جزءا مهما جدا من خطتنا التسويقية واستراتيجية تطوير الاعمال لدينا، ولا توجد طريقة اكثر فاعلية للقاء عملاء محتملين سيما لأهداف التصدير. كما انه من الجيد حضور هذه المعارض للتعرف على آخر الابتكارات والتوجهات العالمية في قطاع الأغذية.
نمو المبيعات
وأوضح سوفير أن قطاع الوجبات الخفيفة التي لا تتضمن الشيبس/ البطاطا والمكسرات يشهد نمواً هائلاً داخل المملكة المتحدة وتبلغ قيمته حاليا 1,6 مليار جنيه استرليني سنويا – نمو بمعدل 35% على مدى خمسة أعوام، وأضاف: «لقد شهدنا طلبا متزايدا على منتجاتنا من الفشار بمعدل 200% سنويا منذ نشأة الشركة عام 2010، ما يعكس حجم نمو القطاع.».
وحول أبرز التوجهات في مجال الوجبات الخفيفة قال سوفير: «يعد الابتكار هو المحرك الرئيسي لأعمالنا، وقد ظهر جليا الطلب المتزايد على منتجات قطاع الفشار ونكهاتها المبتكرة ككل في ظل رغبة المستهلكين في تجربة كل ما هو جديد. صنف المستهلكون في السابق الفشار كمنتج غذائي إما مالح أو حلو.
إلا أننا آثرنا أن نقدم للمستهلكين نكهات مميزة جديدة تجمع بين المالح والحلو في آن واحد وذلك تلبية لمختلف الأذواق والرغبات. وفي الوقت الذي يعتبر منتج الفشار بالكاراميل منتجاً أساسياً للشركة، تنامى الطلب بشكل كبير على بعض النكهات الأخرى كزبدة الفول السوداني والطوفي والقرفة.».
وأضاف: «لقد رأينا أيضا تحولا كبيرا نحو الوجبات الخفيفة الخالية من الغلوتين التي أصبحت تشهد نموا كبيرا في الطلب، الأمر الذي ساهم في تعزيز منتجات قطاع الفشار على حساب منتجات أخرى كالبطاطا المقلية / الشيبس.».
وأشار إلى أن الشركة ستطلق خلال مشاركتها في المعرض بدبي الكثير من نكهات الفشار الجديدة بما في ذلك العسل والسمسم المحمص، الزنجبيل لاتيه والكابتشينو، وأضاف: نحن في طريقنا أيضا إلى أن نعرض علامتنا التجارية الجديدة وهي عبارة عن مجموعة من صلصات الكراميل. ست نكهات مذهلة لهذه الصلصة التي تستخدم أيضا في منتجات الفشار حيث يجري تعبئتها بأوان مميزة. وتستخدم صلصة الكاراميل بنكهاتها المختلفة في الايس كريم، والبانكيك، والمخبوزات المنزلية، أو الاستمتاع بطعمها على حدة.
قطاع الفنادق
من جانبها قالت أولغا ميرتوفا، مدير التسويق لدى شركة لا ماركيز إنترناشيونال إن قطاع الفنادق من اكثر القطاعات تضرراً بتقلبات أسعار الصرف، حيث تعاني اقتصادات روسيا ورابطة الدول المستقلة والصين وغيرها من الأسواق الاوروبية من مصاعب جمة، وكان لهذا الأمر تأثير كبير على قطاع السفر – وهو ما يمثّل تحدياً لأصحاب الفنادق عندما تشكّل هذه الأسواق جزءاً كبيراً من المسافرين القادمين إلى دول المنطقة.
واليوم تشهد مستويات المنافسة ارتفاعاً حادّاً مع زيادة بناء الفنادق في إطار استعداد دبي لاستضافة معرض اكسبو 2020. وأضافت: نتيجة لذلك، يعاني أصحاب الفنادق من انخفاض هوامشهم بسبب خفض أسعارهم، وهو ما يدفعهم إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بأسعار المشتريات الخاصّة بمنشآتهم، بما يشمل الأطعمة والمشروبات.
تدفق المشترين
وحول مشاركتها في معارض الأغذية بدبي قالت ميرتوفا: «بالإضافة إلى إشغالنا لمساحة عرض من 120 متراً مربعاً لاستعراض أهم المنتجات والخدمات التي نقدمها، فإننا في لا ماركيز إنترناشيونال نسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف خلال المعرض.
أولاً، نحن نتوقع تدفقاً جيداً للمشترين ذوي النوعية الجيدة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي ككل. ثانياً، سنقوم بإطلاق عدد من المنتجات الجديدة. ثالثاً، نحن نهدف لتعزيز أسهم علامتنا التجارية من خلال المشاركة في أحد أهم المعارض في القطاع واستعراض منتجاتنا وخدماتنا أمام عملائنا الحاليين والجدد».
دور هام
وفيما يتعلق بالدور الذي تلعبه دبي في قطاع الأغذية المحلي والإقليمي والعالمي قالت ميرتوفا: «تعد دبي مركزاً تجارياً رئيسياً لمناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأقصى. وتلعب الإمارة دوراً هاماً في مجال التجارة بما يشمل قطاع المأكولات والمشروبات.
ويتم سنوياً إعادة تصدير آلاف الأطنان من المواد الغذائية والمشروبات من دبي إلى المناطق المذكورة، الأمر الذي يعني أنها تمثل أيضاً مركزاً لأحدث التوجهات في القطاع». «ونحن في لا ماركيز إنترناشيونال، نمتلك محفظة واسعة من العملاء في جميع أنحاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب آسيا. واستطعنا نيل ثقة جميع هؤلاء العملاء هنا في دبي لأنهم وجدوا في منتجاتنا وخدماتنا قيمة مهمة لأعمالهم في مختلف الدول».
واضافت ميرتوفا: «يعدّ الوعي الصحي المتنامي لدى العملاء واحداً من أهم توجهات القطاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذا نشهد مستويات متزايدة من الطلب على المنتجات الخالية من الجلوتين واللاكتوز والبدائل الصحية الطبيعية التي لا تنطوي على مواد حافظة كيميائية».
لافتة إلى أن شركة لا ماركيز إنترناشيونال ستقوم بإطلاق منتجات جديدة متنوعة تشمل مفهوم المقاهي الفريد والمخصص لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي والمبني على أساس استخدام المنتجات الصحية والمنتجات الخالية من الجلوتين وزيت النخيل والمواد المعدلة وراثياً وملونات آزو الصناعية، حتى إن بعض المنتجات ستكون خالية من اللاكتوز، بالإضافة إلى المياه العذبة الفريدة التي تعد الخيار الأول للعديد من السقاة حول العالم وطهاة المطاعم الحائزة على جائزة نجمة ميشلان العالمية المرموقة. فضلاً عن اثنتين من آلات صنع القهوة الجديدة (بالشراكة مع المورد من ألمانيا، شركة دابليو إم إف).
تكاليف تشغيلية
من جانبه قال طوني إنجهام، الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة مكنايت المحدودة إن أسعار صرف العملات العالمية تلعب دوراً هاماً في عمليات الاستيراد والتصدير ضمن أي قطاع، ولا يشكّل قطاع المأكولات البحرية استثناءً لهذه القاعدة، فهي في نهاية المطاف هي عبارة عن سلع حالها كحال الفولاذ أو الذهب او النفط».
وحول أثر تراجع أسعار النقط قال «لم نشهد حتى الآن وفورات أو انخفاضاً ملموساً في التكاليف الإضافية كنتيجة لانخفاض أسعار النفط، وهو ما نأمل أن يتغير في المستقبل القريب من خلال خفض تكاليف التعبئة والتغليف والنقل».
وأشار إنجهام إلى أن دبي تعد بوابةً إلى باقي أسواق الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وتتميز بقوة قطاعات التجارة الدولية والسياحة. وقد حققت المأكولات البحرية المستوردة إلى الدولة مستويات كبيرة من النمو، وخصوصاً المنتجات الفاخرة مثل سمك السلمون الاسكتلندي المدخن».
وحول التوجهات الرئيسية في الأسواق قال إنجهام: يشهد قطاع المأكولات البحرية توجهين رئيسيين. أولاً، قطاع التجزئة الذي يعتمد مبدأ الحسومات والذي يشهد نمواً سنوياً، وتقدم أهم العلامات التجارية من خلاله طيفاً متنامياً من المنتجات البديلة والأقل ثمناً. ثانياً، لقد شهدنا نمواً في قطاع المنتجات الفاخرة مع رغبة المستهلكين واستعدادهم لشراء منتجات عالية الجودة عوضاً عن طيف المنتجات البديلة والأقل ثمناً.
ويتبوأ قطاع المأكولات الفاخرة في خدمات الطعام مكانةً رائدةً فيما يتعلق بالابتكار والتطوير، وذلك اعتماداً على طرق الانتاج التقليدية القديمة، إذ تحظى المنتجات والأساليب الحرفية القديمة بمستويات إقبال كبيرة ومتنامية. وأوضح أن الشركة ستطلق خلال المعرض مجموعة منتجاتها من سمك السلمون الاسكتلندي المدخن والمعد وفق الطرق التقليدية القديمة.
فوائد إيجابية
وبدوره أكد آصف والي، مدير شركة ديوك أوف دلهي أن دبي تشكل بوابة حيوية لتوزيع المنتجات إلى سائر منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مؤكداً أن الشركة حققت الكثير من الفوائد الإيجابية من خلال مشاركتها في المعارض الغذائية المتخصصة في دبي، ومن هناك كانت مشاركتها في دورة هذا العام.
وأشار إلى أن منتجات الشوكولا في أسواق الشرق الأوسط وشمال افريقيا ستحقق مبيعات تصل إلى 5.8 مليارات دولار بحلول 2016، أي بنمو وقدره 61% مقارنة مع مبيعات العام الجاري.
صادرات
بلغت قيمة الصادرات الغذائية من دبي العام الماضي 9.7 مليار درهم بزيادة نسبتها 4 % مقارنة بعام 2013 حيث سجلت قيمة الصادرات 9.3 مليار درهم. و ذكر تقرير أعدته مؤسسة دبي لتنمية الصادرات ان قطاع الأغذية في دبي يشكل نحو10 % من الإنتاج الصناعي بالإمارة استنادا على أداء القطاع خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2014.
واكد التقرير ان صناعة الأغذية في إمارة دبي حققت مكاسب نوعية ونموا في طلبات التصدير لدى الأسواق المستهدفة خلال العام 2014 ويأتي نمو الإنتاج في هذا القطاع الحيوي تزامنا مع زيادة الطلب في الأسواق المستوردة للمنتجات المحلية . وتشير الإحصاءات إلى أن إعادة التصدير من دبي في القطاع قد ارتفعت بمعدل10 % في العام 2014 مقارنة بإجمالي 10.6 مليار درهم حققته إعادة التصدير في العام 2013.