مجلة مال واعمال

شركاتهم الأكثر إنتاجية.. فلنتعرف على عادات عمل الأوروبيين

-

181921- إنتاجية أكبر

هناك عادات عمل صحية على كل شخص يسعى لحياة مهنية ناجحة وحياة شخصية مرضية أن يتعلمها.

بطبيعة الحال العادات الصحية هذه لا تأتي من أميركا، لأنها عادات العمل هناك غير صحية على الإطلاق، بل تأتي من أوروبا وتحديداً أوروبا الغربية.

هذه العادات أثبتت بأنها تجعل الموظف أكثر نشاطاً وحماسة وبالتالي أداء الشركات يتحسن بشكل جذري، ناهيك عن واقع أن الشخص يعيش حياته بشكل مرضٍ وذلك لأنها قائمة على إيجاد التوازن المثالي بين الحياة المهنية والحياة الشخصية.

في عالمنا العربي عادات العمل الخاصة بنا تشبهنا، فإما الخمول وعدم القيام بشيء أو العمل من دون توقف، فلا حلول وسط بل تطرف بالإتجاهين. وبالتالي لعلنا بأمس الحاجة لتعلم هذه العادات كي نتمكن من النجاح مهنياً والإستمتاع بحياتنا خارج ساعات العمل.

وضع الحدود الواضحة

في أوروبا هناك قوانين تمنع أي شركة من جعل موظيفها يعملون لأكثر من ٤٨ ساعة أسبوعياً أي ٨ ساعات يومياً في حال كانت أيام العمل هي ٦ أيام في الأسبوع. ساعات الدوام هذه تتقاطع مع ساعات الدوام في عالمنا العربي لذلك لا داع للبقاء في المكتب لساعات إضافية بل غادره فور إنتهاء الدوام.

أيام الإجازة

كل شخص يحق له بإجازة سنوية مدفوعة، مدة الإجازة السنوية تختلف بين شركة وأخرى ولكنها بشكل عام لا تقل عن ١٥ يوماً. في السويد مثلاً يحق للموظف بإجازة سنوية مدفوعة مدتها ٥ أسابيع والكل يأخذها كاملة أما في فرنسا وفنلندا فالإجازة السنوية هي ٤٠ يوماً.

في عالمنا العربي كما هو واضح الإجازة أقل بكثير ومع ذلك الغالبية لا تأخذها كاملة وذلك إما بسبب ضغوطات العمل أو لأن بعض الشركات تعوض عن أيام الإجازة المتبقية ببدل مالي. سواء كان هناك أي بدل مالي أم لم يكن عليك أن تستغل إجازتك السنوية كاملة. الموظف الذي يحصل على ما يحتاج اليه من راحة والذي يبتعد عن أجواء العمل لبعض الوقت هو موظف سعيد ومنتج.

عمل أقل .. إنتاجية أكبر

في العام ٢٠١٥ وضمن لائحة الشركات الأكثر إنتاجية كان الغلبة للشركات الأوروبية.. وفي الواقع ٩ من أصل الشركات العشر في اللائحة كانت أوروبية.

الإنتاجية ترتبط وبشكل مباشر بالنقطة أعلاه والخاصة بالإجازة والراحة والإبتعاد عن أجواء العمل. في إستطلاع للرأي شمل عاملين من دول مختلفة، تبين بأن غالبيتهم يتخوفون من الإجازات الطويلة لانهم سيعودون وعشرات المهام بإنتظارهم.. لذلك هم يفضلون الإستمرار بالعمل رغم التعب على أن يذهبوا في إجازة ليعودوا الى فوضى عارمة.
ولكن كل الخبراء يؤكدون بأن هذه المقاربة غير فعالة، لأن الموظف المنهك والذي يشعر بالتوتر بسبب ضغوطات العمل لن يتمكن من إنجاز مهامه بفعالية.. بينما الموظف الذي يبتعد عن أجواء العمل ثم يعود فهو سيتمكن من إنجاز كل المهام المتراكمة بوقت أقل وبنتائج أفضل.

مغادرة المكتب خلال يوم العمل

في فرنسا، إسبانيا، اليونان وعدد كبير من الدول الأوروبية فإن فرصة الغداء هي لساعة وأحياناً أكثر ولن تجدون موظفاً واحداً يتناول طعامه أمام شاشة الكمبيوتر.في كندا قامت إحدى الشركات بإصدار قانون داخلي يمنع تناول الطعام في المكتب وذلك لحث الموظفين على مغادرة مكاتبهم وتناول الطعام خارجاً. السبب هو أن الخروج من المكتب له أثره الكبير على الإنتاجية.. فساعة الغداء هذه التي يقوم الشخص خلالها بالإبتعاد كلياً عن أجواء العمل ويقوم خلالها بالتواصل والدردشة مع الاخرين لها أثرها الكبير الإيجابي على الإنتاجية.

في حال كانت الشركة التي تعمل فيها لا تمنحك ساعة للغداء بل نصف ساعة مثلاً قم بإستغلالها للخروج من المكتب والقيام بنزهة خارجاً ولو لفترة لا تزيد عن ١٠ دقائق. البشر بطبيعتهم لا يمكن الجلوس طوال اليوم وإرغام أنفسهم على القيام بذلك يؤثر سلباًعلى صحتهم البدنية والنفسية. الخروج ولو لمدة زمنية قصيرة يحفز التفكير الإبداعي كما أنه يجعلك تشعر بالنشاط ويقلص نسبة إصابتك بالسمنة.

التوازن بين الحياة المهنية والشخصية

الأوربيون يفهمون تماماً معنى التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. وبينما نحن نمضي ساعات ونحن نتحدث عن أهمية هذا الامر إلا أننا لا نطبقه بأي شكل من الأشكال. صحيح أن الامر هو نتيجة فهم تراكمي لبعض جوانب الحياة، ولكن يمكننا تعمله وتطبيقه. في فرنسا مثلاً عرف يعتمده الكل هو أنه لا يجب السماح لأي جزئية من حياة الفرد أن تهيمن على الأخرى.. حياتك كوالد لها مساحتها وحدودها ودورك كزوج له وقته ومساحته وكذلك الأمر بالنسبة لحياتك كموظف.

ما على كل شخص فعله هو وضع الحدود والإلتزام بها بغض النظر عما قد يطلبه المدير سواء تعلق الأمر بساعات عمل إضافية أو غيرها من الامور. الخطوة التالية هي بتعليم النفس الإعتياد على مبدأ «نسيان» كل ما له علاقة بالعمل بعد مغادرة المكتب.. وبالتالي لا يمكنك جلب عملك الى المنزل ولا التفكير حتى بمشاكل العمل بعد مغادرتك.. كل ما له علاقة بالعمل يبقى في الشركة وبالتأكيد يمكنه الانتظار حتى اليوم التالي.

المحافظة على العلاقات مع الأصدقاء والقيام بنشاطات مختلفة سواء بعد الدوام أو خلال عطلة نهاية الأسبوع هامة لانها تجعلك تشعر بأنك حي وبأنك لا تعيش من أجل أن تعمل.. فالقاعدة هي النقيض كلياً أنت تعمل من أجل أن تعيش.. ولتكن هذه الحياة مرضية وسعيدة مهنياً وشخصياً.