تشكل زيارة رئيس وزراء الهند إلى الدولة تتويجاً لعلاقات راسخة وشراكات فاعلة في مختلف المجالات ولعل ابرزها الطيران والخدمات اللوجستية.
ووفقاً لتقرير حديث فإن كلا الدولتين ترتبطان بأكثر من 750 رحلة طيران تسيرها 4 شركات طيران وطنية و3 شركات طيران هندية مما يوفر فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات التجارية وخاصة فيما يتعلق بانسياب البضائع والسلع وحركة الشحن الجوي والمسافرين.
وقال التقرير ان الرحلات الجوية تغطي اليوم مختلف المدن في الدولتين بما يدل على أن الحركة الجوية بين البلدين تستحوذ على الجزء الأكبر من الحركة الجوية بين دول الخليج العربي والهند.
وتنشط شركات الطيران العاملة بين الدولتين في توفير خيارات مرنة للمسافرين والشحن الجوي من خلال اكثر من 750 رحلة طيران إلى مختلف الوجهات في الإمارات والهند. كما توفر هذه الرحلات قيمة اقتصادية كبيرة وخاصة كميات الشحن الجوي التي عززت خلال السنوات الماضية من احجام التجارة البينية.
خيارات واسعة
وتوفر الرحلات الجوية المباشرة بين الإمارات والهند خيارات واسعة وممتعة للسفر للكثير من المسافرين ليس فقط للتنقل بين الدولتين ولكن ايضا للتنقل داخل الهند أيضا عبر الإمارات.
ويؤكد الكثير من المسافرين ان رحلات الطيران المباشرة بين كل من الهند والإمارات والتي لا تزيد بين بعض الوجهات عن ساعتين تعد اسرع من التنقل بين المدن الهندية عبر وسائل المواصلات العامة.
ويوضح ان اختيار رحلات الطيران عبر مطارات الدولة يأتي في ظل توفر رحلات مرنة وسهلة إلى مختلف مدن الهند مقابل صعوبات فنية ولوجستية للمواصلات هناك الأمر الذي يعزز من خيار السفر الجوي رغم ما يحمله من تنقل بين دولتين.
ومع بداية العام الجاري أعلنت طيران الإمارات عن تعزيز عملياتها إلى مدينة كالكوتا الهندية بإضافة رحلة جديدة إلى جدول رحلاتها الأسبوعية، وتوفير خدمة الدرجة الأولى لأول مرة على هذه الوجهة.
وأضافت الناقلة ابتداءً من 29 مارس المقبل، رحلتها الـ13 الأسبوعية بين عاصمة ولاية البنغال الغربي ومقرها الرئيس في دبي. وتوفر الخدمة الجديدة للركاب خياراً مناسباً للسفر من دبي إلى وجهات عدة ضمن شبكة طيران الإمارات بما فيها 37 وجهة في أوروبا و17 في الشرق الأوسط و20 محطة في أفريقيا. وسوف يصل عدد رحلات الناقلة مع انطلاق الرحلة الجديدة إلى 186 رحلة أسبوعياً إلى وجهاتها العشرة في الهند.
وقال أحمد خوري، نائب رئيس أول العمليات التجارية لغرب آسيا والمحيط الهندي: «بدأت طيران الإمارات تشغيل خدمتها إلى كولكاتا في 26 مارس 2006 لتشكل الوجهة السابعة للناقلة في الهند. ومن ذلك الحين، نجحنا في نقل اكثر من 1.6 مليون راكب و 55.260 طناً من البضائع من وإلى هذه الوجهة. ومع مرور 9 سنوات على انطلاق خدمتنا إلى كولكاتا، يسرنا أن نوفر خدمة أسبوعية جديدة أمام ركابنا بالإضافة إلى توفير خدمة الدرجة الأولى لعملائنا الراغبين بتجربة منتجاتها المميزة».
ايه 380
وخلال العام الماضي بدأت طيران الإمارات تسيير طائرات ايه 380 إلى مدينة مومباي التي كانت أولى محطتين في شبكة خطوط طيران الإمارات منذ بدء عمليات الشركة في عام 1985. وترتبط مومباي ودبي بشراكة قوية في العديد من الجوانب التجارية والثقافية. وقد نقلت طيران الإمارات على مدى السنوات الماضية أكثر من 44 مليون راكب بين الهند ودولة الإمارات، وقد صادف أن مومباي أصبحت المحطة رقم 29 ضمن شبكة المدن التي نخدمها بطائرات الإيرباص A380.
ويعمل في أطقم الخدمة الجوية لدى طيران الإمارات أكثر من 850 مضيفاً ومضيفة من الهند، يتحدثون عدة لغات هندية إقليمية.
شراكة
اما الاتحاد للطيران فترتبط بشراكة استراتيجية مع ”جيت آيروايز” حيث تستحوذ رحلات الناقلتين على اكثر من 21%. من السوق الهندي.
ويقول الرئيس التنفيذي لـ”الاتحاد للطيران” جيمس هوجن، ان “جيت آيروايز” تشغل في الوقت الراهن المرتبة الأولى على صعيد الشركاء، بالحصص الأكثر مساهمة بالعائدات، والمسافرين لـ”الاتحاد للطيران”، كما أن الهند في الوقت الراهن تعد السوق الأولى، من حيث أعداد الزائرين الدوليين القادمين إلى أبوظبي.
وأضاف “حققت إستراتيجية شراكتنا القيمة لشركة جيت آيروايز بما يتجاوز 2.5 مليار دولار، وتؤدي كذلك إلى تقليل التكاليف التشغيلية، وزيادة عوامل الكفاءة للناقلتين، مع المساهمة بقوة في الاقتصاد الهندي”.
ويوضح رئيس مجلس إدارة “جيت آيروايز” ناريش غويال انه وبالاشتراك مع الاتحاد للطيران، نشغّل في الوقت الراهن 4300 رحلة دولية شهرياً، بما يعني توفير رحلات متبادلة مع الهند أكثر من أي شركة طيران أخرى، مع تقديمنا لشبكة وجهات محلية وعالمية لا نظير لها للضيوف، إضافةً إلى قدرات ربط هي الأفضل والأكثر راحة للضيوف على الأرجح”.
مزيد من الرحلات
وخلال الأشهر الستة الأولى 2015، نقلت “الاتحاد للطيران” ما يزيد عن 235 ألف مسافر عبر شبكة “جيت آيروايز” داخل الهند من خلال الشراكة بالرمز بين الناقلتين، في حين أضافت “جيت آيروايز” ما يصل إلى 182 ألف مسافر إلى شبكة رحلات “الاتحاد للطيران”.
لكن الناقلات الوطنية لا تزال تتطلع إلى المزيد من الرحلات مع وجود الطلب القوي ومنها ”الاتحاد للطيران” التي لا تزال مقيّدة في الوقت الحالي بالاتفاقية الجوية الثنائية الموقعة بين الدولتين، والتي تقضي بتسيير 28 رحلة جوية أسبوعية من دولة الإمارات إلى الهند.
ويقول جيمس هوغان ان قائمة المدن الثماني التي ترغب الشركة في تسيير رحلات جديدة إليها من أبوظبي، هي: بانغلور وتشيناي وحيدر أباد وكاليكات وأحمد أباد وأمريستار وجابور وكلكتا’. وأضاف: ”هناك طلب ضخم على الرحلات الجوية بين الإمارات والهند، ومن المتوقع لهذا الطلب أن يزداد أكثر في المستقبل، للمشروعات المستقبلية الطموحة في مجالات العقارات والبنية التحتية في أبوظبي. كما أن تحرير أسواق الطيران من شأنه أن يعود بالفوائد الكثيرة على المستهلكين والاقتصادات الإقليمية على حد سواء، وآمل أن تتاح الفرصة لشركة ”الاتحاد للطيران” للوصول إلى المدن الناشئة في الهند”.
تجدر الإشارة إلى أن ”الاتحاد للطيران” تقوم في الوقت الحالي بتسيير ثماني رحلات من أبوظبي إلى مدينة مومباي عاصمة الهند التجارية وإلى نيودلهي العاصمة السياسية، و3 رحلات أسبوعياً إلى مدينة تيروفانانتابورام (تريفاندرام) و4 رحلات إلى كوتشي (كوتشين)، وستتم زيادة الخطوط المتوجهة إلى كيرالا لتتحول إلى رحلات يومية بدءاً من شهر أكتوبر المقبل، الأمر الذي سيؤدي إلى رفع عدد الرحلات الأسبوعية التي تقوم ”الاتحاد للطيران” بتسييرها من أبوظبي إلى الهند إلى السقف الأعلى البالغ 28 رحلة أسبوعية.
9 شركات
من جهة اخرى يشير مدير احدى وكالات السفر في الدولة إلى انه وعلى سبيل المثال فإن المسافر داخل الهند قد يحتاج بين 8 إلى 10 ساعات او اكثر للتنقل بين مدينتين في الهند لكنه قد يختصر هذا الوقت إلى النصف في حال قرر السفر إلى الإمارات عبر الطائرة ومن ثم عبر رحلة ربط إلى المدينة الاخرى في الهند حيث تتوفر امامه خيارات عديدة ومتنوعة توفرها اكثر من تسع شركات طيران وهي طيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران والاتحاد للطيران والباقي للشركات الهندية وعددها 4 شركات. فضلا عن خيارات السفر التي توفرها الناقلات الاخرى عبر رحلات الترانزيت في مختلف مطارات الدولة.
اتفاق
خلال العام الماضي وقعت الإمارات ممثلةً بالهيئة العامة للطيران المدني، اتفاق خدمات نقل جوي مع الهند تحدد الإطار القانوني العام الذي يتيح للبلدين تمكين الناقلات الوطنية التي يتم تعيينها من كلا البلدين للقيام برحلات منتظمة سواء كانت مملوكة أو مستأجرة على كل النقاط المتفق عليها، وعلى هذا الأساس تم تعيين طيران الإمارات، وطيران الاتحاد، والعربية للطيران، وفلاي دبي وطيران رأس الخيمة كناقلات وطنية، كما قامت حكومة الهند بتعيين ناقلاتها الوطنية.
موانئ دبي شريك استراتيجي في الصناعة البحرية
تتواجد موانئ دبي العالمية في الهند منذ سنوات لكن احدث مشاريعها كان خلال العام الماضي حيث قام وزير الشحن البحري الهندي، جي كان فاسان، بوضع حجر الأساس لمشروع موانئ دبي العالمية الجديد في ميناء جواهر لال نهرو خلال حفل رسمي، بحضور رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم.
تعمل “موانئ دبي العالمية” على تسريع تنفيذ المشروع، حيث ستبدأ المحطة التشغيلية مع بداية 2015 من خلال استثمار “موانئ دبي العالمية” 200 مليون دولار في بناء المحطة الجديدة بطول 330 متر بمحاذاة محطة “نافا شيفا العالمية للحاويات. ويعد ميناء جواهرلال نهرو” البوابة الرئيسية للهند.
وتدير موانئ دبي ايضا محطة فالاربادام البحرية منذ عام 2011 وهي أول مركز متخصص في إعادة الشحن البحري على مستوى الهند.
حجر الأساس
وكان حجر الأساس لهذا الاستثمار قد وضع في بالعام 2005 وهو مشروع مشترك بين القطاع الخاص، متمثلاً في موانئ دبي العالمية والحكومة الهندية، ويضم مؤسسة الحاويات الهندية «كونكور» كشريك استراتيجي.
وبلغت تكلفة محطة فالاربادام الدولية ـ التي تعرف بموانئ دبي العالمية – كوتشين، وتعتبر أكبر محطة حاويات في الهند، تتم إدارتها من قبل مشغل واحد ـ ما يزيد على 600 مليون دولار أميركي.
وتنتقل خلال الأسابيع المقبلة مع افتتاح المحطة الجديدة كل عمليات مناولة الحاويات في محطة راجيف غاندي القريبة إلى موانئ دبي العالمية-كوتشين، فيما يتوقع تحويل المرفق القديم من قبل هيئة ميناء كوتشين إلى منشأة مخصصة لمناولة أحجام أكبر من البضائع السائبة غير المشحونة في حاويات. وتم تطوير موانئ دبي العالمية – كوتشين على ثلاث مراحل، بحيث تتيح المرحلة الأولى، التي تضم رصيفًا بطول يزيد على 600 متر وغاطس بعمق 14.5 متر مناولة، عدداً من أكبر سفن الحاويات في العالم، التي تتميز بطاقة 10 آلاف حاوية نمطية «قياس 20 قدمًا».
طاقة
تصل طاقة المحطة في المرحلة الأولى إلى مليون حاوية نمطية سنويًا، مع إمكانية زيادتها إلى 1.5 مليون حاوية نمطية في المرحلة الثانية تماشيًا مع الطلب في السوق، وحوالي 4 ملايين حاوية سنويًا بعد دخول المحطة مرحلة التشغيل الكامل.
وتوفر موانئ دبي العالمية – كوتشين خدمات موثوقة وراقية وذات قيمة مضافة، حيث تتميز المحطة بارتباطها بشبكة الخطوط البرية والسكك الحديدية، ما يرفع من مستوى الكفاءة، ويساعد العملاء على نقل بضائعهم إلى السوق بشكل أسرع وبسعر تنافسي.
وبالإضافة إلى محطة فالاربادام، تدير موانئ دبي العالمية في الهند محطات أخرى في موندرا ونافا شيفا وشيناي وفيشاكاباتنام.
دعم
«الإمارات» تساهم بـ596 مليون دولارفي اقتصاد الهند سنوياً
أظهرت دراسة للمجلس الوطني للبحوث الاقتصادية التطبيقية أن قيمة مساهمة طيران الإمارات في الاقتصاد الهندي تبلغ 596 مليون دولار سنوياً، وأن عملياتها تدعم نمو قطاع الطيران المدني الذي بات يقوم بدور محوري في تعزيز زخم نمو القطاعات الاقتصادية الرئيسة في الهند.
وأوضحت الدراسة أن المساهمة الفعلية لعمليات الناقلة تتجاوز هذه الأرقام، فمقابل كل دولار تسهم به طيران الإمارات في قطاع الطيران المدني في الهند، يتم توليد 17 .1 دولار إضافي للاقتصاد الهندي، ما يعني أن مضاعف المساهمة الفعلية لعمليات طيران الإمارات يبلغ 17 .2 مرة. وتوظف طيران الإمارات بشكل مباشر 1045 شخصاً في الهند، وتدعم عملياتها 72323 وظيفة، منها 9304 وظائف تحظى بدعم مباشر من عمليات طيران الإمارات و63019 وظيفة تلقى دعماً غير مباشر من عمليات الناقلة .
وتحظى السوق الهندية بأهمية كبيرة بالنسبة لطيران الإمارات وهي تسعى إلى تعزيز خدماتها هناك سواء بزيادة الرحلات أو الوجهات أو تشغيل طائرات أكبر على بعض المدن التي تتمتع بطلب قوي.
تشكل الهند أكبر أسواق طيران الإمارات من حيث السعة المقعدية حيث توفر الناقلة للسوق أكثر من 123014 مقعداً أسبوعياً من خلال 186 رحلة أسبوعياً إلى 10 وجهات في الهند.
طاقة
دبي تستضيف معرض «إلكراما» لدعم قضايا التنمية المستدامة
تستضيف دبي خلال العام المقبل معرض «إلكراما» الذي يركز على استهلاك الطاقة ودعم التنمية المستدامة بحضور ومشاركة كبيرة من شركات هندية عالمية.
وقالت هبة الله المنصوري مدير عام الشرق الأوسط لفعاليات الترويج وتطوير الأعمال الخاصة – معرض إلكراما، يحرص إلكراما ومن خلال الزيارات والمؤتمرات الترويجية التي تنظم في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة المقبلة، إلى دعم الجهود المبذولة من قبل جميع الجهات والهيئات في ترسيخ ثقافة الترشيد».
وتابعت المنصوري ،يجذب «إلكراما 2016» رواد وخبراء الصناعة والمهتمين بقطاع الكهرباء والطاقة ويتطلع قطاع الأعمال والمستثمرون في الشرق الأوسط بشكل متزايد إلى احتكاك وتفاعل أكبر بالسوق في الهند الذي لديه دراية كاملة بشعوب المنطقة بفضل العلاقات والروابط التقليدية واليوم تقدم توجهات النمو القوية في الهند عدداً من أهم الفرص للشركات الإقليمية من خلال المعرض لذي يعد معرضاً هاماً للشركات المزدهرة في المنطقة.
وتتوقع الدراسات توفير 300 جيجا واط من استهلاك الطاقة بمدينة دبي بحلول 2030 تشمل القطاعات كافة ومنها خفض استهلاك الكهرباء لإضاءة الشوارع والطرق الخارجية بحوالي 50 % بحلول نفس العام. وتؤكد التقارير على اهتمام منطقة الخليج بمشاريع الأبنية الخضراء لتصل حصة الإمارات منها إلى 40 %.