مجلة مال واعمال

شابٌّ يكتشف “تبديل” عروسه ليله الزفاف وآخر أفقد خطيبته “عُذريتها”

-

 

تختلف المسميات في بعض المجتمعات العربية، وفقاً للعادات والتقاليد، ويظل بعضُها مثاراً للجدل باختلاف الزمان والمكان، ومن هذه المفاهيم “النظرة الشرعية”، التي يؤيدها البعض وفقاً للشرع، ويغضُّ الطرف عنها آخرون وفقاً لمنظومة العادات والتقاليد.

 

وأوضح مستشار أسري أن 10 % من حالات الطلاق تحدث بسبب عدم مرونة الأهل في السماح للعروسين بالنظرة الشرعية قبل الزواج، لافتاً إلى أن هذا ينجم عنه كثيرٌ من الخلافات الزوجية؛ لعدم معرفة الزوجين لبعضهما.

“سبق” ترصد بعض القصص لشباب تعرّض للخداع، وآخر تعرّض للابتزاز، نتيجة المنع أو التساهل في النظرة، وتتعرّف على الرأي الشرعي المتوازن في النظرة الشرعية، والذي يتوافق مع تقاليد المجتمع.

عروسٌ أخرى

في البداية تحدّث أحد الشباب (تحتفظ “سبق” باسمه) قائلاً: ذهبت إلى رؤية ابنة عمي التي نويت الزواج منها، وبهرني جمالها وحداثة سنها، معرباً عن سعادته بها ورغبته الجامحة في الاقتران بها.

وبحزنٍ وأسى تابع حديثه، قائلاً: في يوم الزفاف أصابني الذهول وصُدمت صدمة عمري، فقد اكتشفت أن عروسي الجميلة التي حلمت بها “تبدلت” بأختها الكبرى التي هي أقل منها جمالا وأكبر منها سناً، معرباً عن أسفه بتعرُّضه لخداعٍ من أسرة عمه. وأوضح أنه طلّق زوجته في اليوم الثاني للزواج، وحالياً يرفض فكرة الزواج مطلقاً.

زيفٌ وخداع

وكشف الشاب عبد الرحمن عن تعرُّضه للخداع في النظرة الشرعية، فقال: اتفقنا مع أهل العروس على النظرة الشرعية قبل الزواج.

وتابع حديثه في اليوم المحدّد ذهبنا لرؤية العروس، موضحاً انبهاره بجمالها ونضارة بشرتها ورشاقة جسمها ، وفي أثناء الخطوبة وعقد القران كانت تفاجئني بأحدث وسائل التجميل.

وتابع حديثه: بعد أيام من الزفاف فُوجئت بامرأة أخرى مختلفة تماماً عمّا شاهدتها في الخطوبة، موضحاً أن ملامح زوجته وبشرتها تغيّرت تماماً وجسمها أصبح هزيلاً للغاية، وقال: مع الأسف حملت زوجتي بعد الزفاف مباشرةً، فانتظرت حتى وضعت حملها وطلقتها فوراً، لأني لم أعد أتقبلها زوجة.

دُرة مكنونة

بيد أن فهد شعر بسعادة غامرة لاختيار زوجته، قائلاً: شاهدت عروسي قبل الخطبة، وبفضل الله وجدت فيها شكلاً مقبولاً وخلقاً كريماً، وهذا جعلني أتمسك بها وأشعر أنها ستصبح زوجة فاضلة وأماً عظيمة.

وتابع : بعد “عقد القران” شعرت أن زوجتي أمانة في عنقي، ودرة مكنونة، فحافظت عليها وعلى ثقة أهلها بي، مؤكداً اتباعه شريعة الله في رعايته لها، وأوضح أنه في أثناء خروجنا لشراء مستلزمات بيتنا كان يرافقنا أخوها، وسعدت به ولم أجد أي غضاضة في ذلك.

كرهت الرجال

وبصوتٍ ممزوجٍ بالبكاء تحدثت إحدى الفتيات (تحتفظ “سبق” باسمها) قائلة: شعرت بسعادةٍ غامرةٍ عند رؤية خطيبي لأول مرة، وشعرت أنه فارس أحلامي الذي انتظرته طويلاً، موضحةً ثقة أسرتها بخطيبها وتعاملها معه بكل بساطة كأنه فردٌ من أفراد الأسرة.

وصمتت عن الحديث برهة ثم تابعت قائلة: مع الأسف بعد عقد القران ازدادت ثقة أهلي بخطيبي، فهيأوا لنا وقتاً لخلوة شرعية بيننا، وبكل سذاجة مني شعرت بالقرب منه وعدم الاستغناء عنه، فقد أغواني بحديثه المعسول الذي جعلني أخضع له وأتنازل عن شرفي لرضائه.

وانهارت باكية وعبّرت عن أسفها لما فعلته، وقالت: لا أستطيع الزواج من خطيبي، فقد كرهت الرجال والزواج، وفقدت الثقة بالقيم الجميلة التي كنت أحلم بها طيلة حياتي.

ابتزاز

وبكل أسف وصفت “ن” مأساتها لـ “سبق” قائلة: أحببت خطيبي منذ رؤيته لأول مرة، فهو يشبه “النجوم”، موضحاً أن أسرتها تعاملها بحرية وتثق بأخلاقها، وتابعت بعد عقد القران “خرجت مع خطيبي لشراء مستلزمات الزفاف، وكان يهوى التصوير، فدائماً كان يصورني ويقول لي: إنه يريد ألا أفارق عينيه وقلبه دائماً، مع الأسف أعجبني حديثه.

وتابعت: بعد فترة تغيّرت معاملته معي، وأصبح يتهرّب مني، ثم فُوجئت بابتزازه لي بإرساله إيميلات بها صوري، وأيضاً على جوّالي، ويطالبني بتسليم نفسي له مقابل حذف هذه الصور، وبعد أيامٍ من معاناتي التي جثمت فوق صدري، شكوت لوالدي، وبفضل الله، اتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي اتخذت الإجراءات اللازمة وأنقذتني من براثنه.

استغلال النظرة الشرعية

وأوضح لـ “سبق” المستشار الأسري والاجتماعي الدكتور غازي الشمري، أن النظرة الشرعية من أساسيات الحياة الزوجية، مؤكداً أنها تسهم في اتفاق الزوجين عقب الزواج، واختلافهما إذا لم يتمكنا من ذلك قبله، وطالب الفتاة بعدم المبالغة في إظهار زينتها في أثناء النظرة الشرعية.

وقال الشمري لـ “سبق” من خلال خبرتي الاجتماعية والأسرية وجدت أسراً تتشدّد في عدم النظرة الشرعية وفقاً للعادات والتقاليد، مفضلاً سماح الأب بالنظرة الشرعية لابنته في إطار الأسرة بدلاً من رؤية الشاب لها بطرق غير شرعية كصورة أو عن طريق الجوّال. ورأى أن رفض العروسين بعد النظرة الشرعية أفضل من الخلافات الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق وانهيار الأسرة، خاصة مع وجود الأبناء.

ولفت إلى أن نسبة 10 % من حالات الطلاق تحدث بسبب عدم النظرة الشرعية قبل الزواج، مؤكداً أنها سنة ثابتة عن النبي تؤدي إلى استقرار الحياة الزوجية. وطالب الأسرة بعدم التهاون في إعطاء صورة ابنتهم لأي شاب يطلب الزواج منها، إلا بعد التأكد من رغبته الجادة في الزواج، رافضاً إفراط بعض الأسر في النظرة الشرعية عقب “عقد القران” الذي ربما يُوقع في المحظور فتحمل الفتاة قبل زفافها، أو أن تقع في براثن استغلال خطيبها فيبتزها بصورها معه.

وطالب الأسر بالتوازن في النظرة الشرعية، مشدّدا على مرافقة الأم أو الأخ للخطيبين قبل الزفاف، وكذلك يفضل إعطاؤهما فرصة للجلوس سوياً لمدة دقائق في منزل العائلة في وجود الأب أو الأخ، ورأى ألا تزيد الفترة بين عقد القران والزفاف على خمسة أشهر ولا تقل عن شهرين.

وأبدى أسفه لفكرة “حجز الفتاة” بطول مدة خطبتها في أثناء دراستها الجامعية لمدة أربع سنوات، وعلى النقيض فهناك أسر تعقد قران ابنتهم صباحاً ويتم الزفاف مساءً، وفي ختام حديثه طالب الشباب بالواقعية والقناعة في اختيار الزوجة، وتقوى الله فيها ، فهي أمانة في أعناقهم، وحذّرهم من استغلال النظرة الشرعية وفق أهوائهم بما يقطع أواصر القرابة والرحم.

استقرار الحياة الزوجية

من جانبه، أفاد المأذون الشرعي الشيخ عمر العاطفي، بأن النظرة الشرعية من أهم الأمور في الحياة الزوجية، مسترشداً بحديث الرسول “انظر إليها فإنه ‏أحرى أن يؤدم ‏بينكما”.

وأوضح أن النظرة الشرعية المتوازنة تحدث برؤية الخطيب لخطيبته حتى يحدث التوافق بينهما لضمان استقرار الحياة الزوجية.

وحول زينة الفتاة المسموح بها شرعاً، أوضح العاطفي لـ “سبق” أن “كحل العين” من المباح في الزينة، وكذلك أي مساحيق تجميل لا تغير ملامح “خِلقة الفتاة” التي خلقها الله عليها، ولفت أن كريمات تفتيح البشرة بشكل مبالغ فيه، وعدسات العين الملونة، وأيضاً وسائل تنحيف الجسم أو زيادته تعد غشاً وخداعاً.

وطالب الأهل بتطبيق النظرة الشرعية التي أقرّها الإسلام، وتوفير المناخ الملائم كي يتعرّف الشاب من كثب على مظهر العروس وجسدها وأسلوبها في الحوار، وحذّرهم من مراعاة العادات والتقاليد التي تتنافى مع شريعتنا السمحة، واعتبر النظرة الشرعية بين العروسين أملاً مباركاً في الخطوبة يُنير طريقهما لحياةٍ زوجيةٍ سعيدة بإذن الله.