قال رئيس الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة ناصر حمدي إن مصر ستشهد انطلاقة جديدة في سياحتها عندما ترفع الدول الأوروبية الحظر الذي فرضته على السفر إليها بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي تلت الانقلاب العسكري قبل أكثر من شهرين.
وأضاف حمدي “مع رفع الحظر ستنطلق السياحة المصرية من جديد. السياحة تتعافى سريعا وتتضرر سريعا، فالمرونة عالية جدا بهذا القطاع”، مضيفا أنه يتم التركيز على السوقين الأوروبي والروسي. وكانت العديد من شركات السياحة أوقفت رحلاتها لمصر ونصحت بعض الحكومات مواطنيها بعدم السفر لمصر لتمضية العطلات عقب أعمال العنف التي اندلعت في الشهرين الماضيين.
وابتعد السياح عن مصر من حينها مع نزول مئات الآلاف وأحياناً الملايين إلى الشوارع كل بضعة أشهر، وفي القاهرة لم يشغل الزائرون سوى 17% فقط من الأسرّة الفندقية في يوليو/تموز الماضي بحسب بيانات شركة استيار غلوبال لأبحاث الفنادق، في حين كانت النسبة 53% قبل عام و70% قبل عامين.
وحتى في شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، والتي كانت إلى حد كبير بمعزل عن الاضطرابات السياسية في القاهرة والمدن الكبرى الأخرى، تراجعت نسبة الإشغال فيها إلى 49% بعدما كانت 97% قبل عامين. وأضاف حمدي أن نسبة الإشغال في الأقصر وأسوان تتراوح ما بين 1% إلى 2%، وفي الغردقة وشرم الشيخ وصل إلى 20%.
تحركات رسمية
وقال حمدي إن مسؤولين في قطاع السياحة المصرية سيزورون ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وعددا آخر من الدول الأوروبية وبولندا ودول الكاريبي لرفع الحظر، إلى جانب إعداد برامج سياحية للمصريين في الأقصر وأسوان وجميع المحافظات بأسعار مدعمة من أجل عودة الحياة للقطاع والعاملين فيه.
كما سافر وزير السياحة المصري هشام زعزوع أمس الأحد في جولة تشمل ألمانيا وفرنسا سعيا لاستئناف الرحلات السياحية لمصر عقب زيارته لموسكو الأسبوع الماضي للغرض نفسه، وأطلقت القاهرة العديد من البرامج الترويجية لمحاولة إحياء قطاع السياحة، وأعلنت وزارات الطيران المدني والسياحة والآثار في الآونة الأخيرة بأنها تعكف على دراسة المزيد من المبادرات لإنعاش السياحة.
وصرح محافظ البحر الأحمر أحمد عبد الله أن روسيا ستبدأ أولى رحلاتها للغردقة هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن المحافظة تتطلع لتحقيق نسبة إشغال 100% في فنادق الغردقة خلال الشهر المقبل، وذلك خلال عطلة عيد الأضحى ومع بدء عودة السياحة الروسية والألمانية إلى مصر.
ويساهم قطاع السياحة بنحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، وهو من أبرز مصادر النقد الأجنبي، وبلغ عدد السائحين في مصر 14.8 مليون سائح في 2010 قبل أن يتراجع في 2011 إلى نحو ثمانية ملايين سائح بعد الثورة التي أطاحت بحسني مبارك. وفي العام الماضي انتعش القطاع قليلا واجتذبت البلاد 11.8 مليون سائح، وكانت مصر تستهدف استقبال 13.5 مليون سائح هذا العام قبل وقوع الانقلاب العسكري ضد محمد مرسي.