قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري، عصام كاظم، إن «الدائرة تمتلك حالياً أكثر من 20 مكتباً تمثيلياً في الأسواق الرئيسة حول العالم، ونحن نقيّم باستمرار أداءنا في تلك الأسواق، ونبحث إمكانية التوسع في تلك الأسواق المهمة، أو الوجود في أسواق جديدة». ولفت إلى أنه «بناءً على ازدياد أعداد السيّاح القادمين من كوريا الجنوبية بشكل ملحوظ، افتتحت الدائرة أول مكتب تمثيلي لها هناك خلال نوفمبر 2015، وقد أصبحت كوريا الجنوبية الآن من الأسواق الرئيسة، التي تمثل أهمية كبرى بالنسبة لدبي، ويتوقع أن تشهد نسبة نمو كبيرة مستقبلاً، على غرار الأسواق الأخرى في القارة الآسيوية».
وأشار كاظم إلى أنه «بناءً على استراتيجيتنا الأساسية، التي تعتمد على زيادة الزيارات المتكررة من أسواق متعددة، استطعنا أن نوازن في اكتشاف وجهات في عدد من المناطق الجغرافية، وتوجيه استثماراتنا إلى أسواق واعدة يتوقع لها النمو والازدهار، مع التركيز على القطاعات التي تتمتع بإمكانيات نمو ضمن أسواقنا الأساسية». وتابع: «علاوة على ذلك، ركّزنا اهتمامنا على الوجود في الأسواق التي تمتاز بمستويات عالية من الدخل المتاح للإنفاق، مثل الصين، وكذلك الدول التي لديها إمكانيات مستقبلية واعدة مثل نيجيريا وإندونيسيا، حيث تتنامى قاعدة السياح بسرعة كبيرة»، مضيفاً أننا «نتطلع هذا العام لتأكيد حضورنا في أسواق إضافية أخرى مثل الدول الاسكندنافية، وأوروبا الوسطى، وإندونيسيا وماليزيا، وغيرها».
وأضاف كاظم: «تتماشى معدلات النمو لعام 2016 مع خطتنا الاستراتيجية لعام 2020، التي تهدف إلى استقطاب 20 مليون سائح سنوياً بحلول مطلع العقد المقبل»، مشيراً إلى أن «السياحة قطاع حيوي، وبالتالي من الضروري لنا أن ننتهج مبدأ المرونة لتحقيق النجاح، وهدفنا يتمثل في اجتذاب أعداد كبيرة من السياح لزيارة دبي، باعتبارها الوجهة المفضلة للمسافرين، سواء كان بغرض الأعمال أو الترفيه».
السوق المتنوعة
وأكد أنه «في ما يتعلق بتنويع السيّاح، اعتمدنا دوماً استراتيجية (السوق المتنوعة)، مستندين إلى مكانة دبي كمركز عالمي مفضل للمسافرين، حيث تمثل تركيزنا الأساسي في استقطاب سيّاح من أسواق عدة، وهو ما أسهم في نجاح استراتيجيتنا في عدم الاعتماد على منطقة أو دولة محددة». وأشار كاظم إلى أن «دبي استقبلت، خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2016، نحو 5.34 ملايين سائح، وهي زيادة بنسبة 4.3%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة النمو الكبير في أعداد زوّارنا من سوقَين رئيسين، هما الهند والسعودية، فضلاً عن النمو الكبير من سلطنة عمان، وباكستان، والفلبين، وقطر، وهي جميعها دول مصنفة ضمن أبرز 20 سوقاً مصدرة للسياحة».
وأوضح كاظم أن «الدائرة تتطلع، خلال العام الجاري، للاستفادة من نمو الحركة الجوية، وتبسيط إجراءات استخراج تأشيرات السياحة، وجاذبية وجهتنا التي تقدّم ما يروق لكل شرائح المسافرين في كل مرة يأتون فيها إلى دبي، بالإضافة إلى ذلك نتوقع أن يسهم افتتاح المشروعات الترفيهية الجديدة على غرار (آي إم جي عالم من المغامرات)، و(دبي أوبرا)، و(دبي باركس آند ريزورتس) و(سفاري دبي)، في تعزيز جاذبية دبي عالمياً، لاسيما في أوساط العائلات».
وذكر أن «دبي أسست قدرتها التنافسية كوجهة عالمية للأعمال ومركز مهم لتنظيم واستضافة الفعاليات العالمية، من خلال الاستثمار في تطوير البنية التحتية، واستحداث مضامين جديدة، ووضع تشريعات تنظيمية فاعلة، والتي بدورها تعزز سمعة دبي كبوابة عالمية للأسواق الإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أنه «بالشراكة مع كل من: (طيران الإمارات)، ومركز دبي التجاري العالمي، وقطاع الفنادق الذي يواصل نموه وتطوره، والشركات المتخصصة في إدارة الوجهات، استضافت دبي أكثر من 550 جهة عالمية متخصصة في تنظيم الاجتماعات والمؤتمرات، بالإضافة إلى 11 بعثة دراسية في عام 2015».
فعاليات متخصصة
وأضاف كاظم أن «مركز دبي التجاري العالمي استقبل، خلال العام الماضي وحده، 2.74 مليون زائر، بزيادة قدرها 12% على العام السابق، واستضاف 396 فعالية متخصصة في مجالات مختلفة عدة، مثل: الرعاية الصحية، والسلامة، والأغذية، والسفر، والتقنية، والبناء، كما ازدادت أعداد الشركات العارضة بنسبة 17%، لتصل إلى 53 ألفاً و547 شركة من 185 دولة، مع نحو 41% مشاركة دولية في جميع الفعاليات».
وتوقع أن «تزداد هذه الأعداد بفضل توسعة مركز دبي التجاري العالمي، خلال العام الماضي، بمساحة أكبر من 12 ألفاً و984 متراً مربعاً (1.31 مليون قدم مربعة)، ومن المتوقع أن تسمح هذه المساحة المبنية خصيصاً، والمتسمة بالمرونة، بتلبية الاحتياجات المتنامية على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومواكبة النمو الذي ستشهده سياحة الأعمال في دبي».
وقال كاظم إن «دبي تحتضن حالياً أكثر من 50% من المعارض التجارية في المنطقة، كما تستضيف 42% من المؤتمرات المخصصة للشركات والمؤسسات في الشرق الأوسط، وهذا إنجاز كبير يُعزى نسبياً إلى العدد المتزايد من الفعاليات الدولية التي استضافتها الإمارة، من خلال مكتب فعاليات دبي للأعمال، وهو مكتب المؤتمرات الرسمي في دبي، وبالتعاون مع الشركاء والأطراف ذات الصلة من القطاعين العام والخاص».
المؤسسات العالمية
وتابع: «نشهد تزايداً في أعداد الشركات والمؤسسات العالمية، التي تختار عقد اجتماعاتها وتنظيم فعالياتها في دبي، ما يستقطب بدوره المزيد من السياح إلى المدينة»، مشيراً إلى أن «فعاليات دبي للأعمال» سجّلت رقماً قياسياً، خلال العام الماضي، في التقدم بطلبات استضافة فعاليات ومؤتمرات، وبلغ عددها الإجمالي نحو 250 طلباً، وتم الفوز بـ75 منها، حيث تعمل (فعاليات دبي للأعمال) مع خبراء ومتخصصين في المجال، من أجل الترويج لدبي وعروضها المتميزة، وهو ما ينتج عنه هذا النمو الواضح.
وبين كاظم أن «دبي تقوم – بشكل مستمر – بتنفيذ مشروعات لتطوير وتعزيز وترويج الدعائم الأساسية، التي تجعل الإمارة وجهة رائدة على مستوى العالم، وما تقدمه من عروض مذهلة وجذّابة، مع الحرص على ألا يقتصر الأمر على جذب أعداد أكبر من السياح فحسب، بل يشمل أيضاً تعزيز مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي المحلي للإمارة، والعمل على أن يصبح مصدراً للتنافسية المستدامة، من أجل تحقيق النمو خلال الأعوام المقبلة».
وقال إن «الدائرة ستواصل تكثيف جهود التسويق في كل الأسواق، بهدف استقطاب المزيد من السياح، مع شبكة واسعة تضم أكثر من 20 مكتباً في الخارج تعمل بشكل وثيق للترويج لدبي في شتى أنحاء العالم، ونقوم بتطوير حملات خاصة تتناسب مع كل سوق، وجولات تعريفية، وبرامج للزائرين لإبراز العروض والمقومات السياحية التي تتمتع بها دبي».
حملة ترويجية
وأوضح كاظم أن «الدائرة أطلقت، نهاية العام الماضي، حملة ترويجية لعرض مختلف تجارب السفر التي تقدّمها دبي لزوّارها، وتم تنفيذ هذه الحملة عبر أنشطة تسويقية موجهة لشرائح مختلفة من الجمهور، وعبر الإعلانات، والفعاليات، والعروض، وعلاوة على ذلك نواصل التركيز على تشجيع وتسهيل تصوير الأفلام والبرامج من مختلف الأسواق الرئيسة لتكون في دبي، على غرار تصوير برنامج ألعاب تلفزيوني مشهور باسم (رانينغ مان)، والذي شاهده عدد هائل من الجمهور في كوريا الجنوبية، والصين، وفي جنوب شرق آسيا، حيث تم بثّه منذ أشهر قليلة».
وأضاف: «نواصل استضافة وفود تمثل قطاع السياحة والسفر من خارج الدولة، مانحين إياهم فرصة اسكتشاف المدينة بشكل مباشر، وبالتالي تمكينهم من الترويج لدبي كوجهة سياحية رائدة وبطريقة أكثر فاعلية، وعلى سبيل المثال، وجد أخيراً وفد مؤلف من 300 شخص، من المسؤولين وممثلي كبرى شركات السياحة والسفر من 22 دولة إفريقية، ما يعكس اهتمامنا وتوجيه استثمارنا المستمر لهذه السوق، التي تشهد نمواً مطرداً».