دعت مصادر بالقطاع السياحي لضرورة تفعيل سياحة الترانزيت التي تعد من الكنوز السياحية غير المستغلة في دبي على الرغم من وجود إمكانات كبيرة للاستفادة من هذا المنتج السياحي الضخم.
وأوضحت المصادر أن أكثر من 46 مليون مسافر ترانزيت يمرون عبر مطارات دبي سنوياً بحسب بيانات الهيئة العامة للطيران المدني، ما يعني وجود إمكانات كبيرة للاستفادة من هذه الأعداد الضخمة من خلال تشجيعهم على الخروج من المطار حال كان لديهم الوقت الكافي للاستمتاع بالمنتج السياحي الذي توفره الإمارة والتسوق بين أرقى العلامات التجارية العالمية التي تتوزع في المراكز التجارية القريبة من المطار.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مجموعة من الفوائد العملية لخروج مسافر الترانزيت من المطار، أبرزها التعرف إلى المنتج السياحي في الإمارة عن قرب، ما قد يشجعه على تكرار الزيارة بشكل فردي أو عائلي. والفائدة الثانية تتمثل في أن الخروج من المطار يعني مزيداً من الإنفاق سواء في المطاعم والمقاهي أو في مراكز التسوق، ما من شأنه أن ينعكس على النشاط الاقتصادي بشكل عام.
رافد كبير
وقال محمد جاسم الريس إن سياحة الترانزيت من الكنوز السياحية التي يمكن أن تشكل رافداً سياحياً مهماً في ظل وجود الإمكانات التي تتمثل في عبور نحو 46 مليون مسافر ترانزيت لكن الأمر يتطلب مزيداً من الجهد والتنسيق بين مختلف الأطراف لتنظيم برامج سياحية قصيرة بأسعار رمزية لأن الهدف من ذلك يكمن بالدرجة الأولى في التعريف بالمنتج السياحي. وأضاف الريس إن معظم دول العالم لا يحتاج مواطنوها إلى تأشيرة لدخول الإمارات ولا سيما الجنسيات الأوروبية والأميركية، لذلك فإن الأمر غير معقد من الناحية التنظيمية.
مشيراً إلى أن أبرز الفوائد الاقتصادية من دخول سياح إلى دبي تتمثل في إمكان الاستفادة من إنفاقهم في المقاهي ومراكز التسوق بالإضافة إلى عوامل الترويج للقطاع السياحي عن قرب وتشجيعهم على تكرار الزيارة. ودعا الريس إلى منح سياحة الترانزيت اهتماماً أكبر والاستفادة من أوقات انتظار المسافرين في التعريف بالمنتج السياحي للإمارة.
إضافة نوعية
وقال رياض الفيصل رئيس شركة «أصايل للسياحة» إن استقطاب مسافري الترانزيت من مطار دبي لزيارة الإمارة من شأنه أن يشكل إضافة نوعية للقطاع السياحي في دبي وخاصة أن هناك نحو 88 مليون مسافر يستخدمون مطار دبي أكثر من نصفهم من مسافري الترانزيت.
ولا يتم الاستفادة منهم بالشكل المثالي. وأضاف الفيصل إن تطوير سياحة الترانزيت يتطلب أمرين أساسيين، وهما متوفران في دبي الأول نظام سهل ومرن في المطار، مع أجهزة متطورة سريعة تنهي إجراءات هذا النوع من المسافرين.
والثاني وجود بنية تحتية ومنتج سياحي متنوع وقريب من المطار يمكن أن يقضي المسافر الساعات القليلة فيه. لكن يتبقى تكثيف الجهود والتسويق لهذه البرامج في مختلف المعارض والمؤتمرات بالتعاون مع شركات الطيران الوطنية التي تشكل الرافد الأول للمسافرين.
وقال الفيصل إن نمو وتوسع الناقلات الوطنية وخاصة طيران الإمارات وفلاي دبي ووصولهما إلى أسواق جديدة يساهم في تعزيز نمو القطاع السياحي بشكل عام وسياحة الترانزيت بشكل خاص.
إمكانات كبيرة
ومن جهته قال سعيد العابدي رئيس العابدي القابضة إن عمر سياحة الترانزيت أو سياحة العبور يتراوح من 8 إلى 72 ساعة وتعد شركات النقل الوطنية بالإضافة إلى السفن البحرية من أهم روافد هذه السياحة.
وأكد العابدي وجود إمكانات كبيرة للاستفادة من سياحة الترانزيت من خلال تنظيم جولات سياحية قصيرة وقريبة من المطار وخاصة أن موقع دبي الجغرافي المتوسط بين الشرق والغرب وتطور البنية التحتية السياحية وتوافر عنصر الأمن يؤدي دوراً أساسياً في تنمية هذه السياحة.
وأضاف إن العديد من المسافرين باتوا يطلبون التوقف في دبي حتى لو كانت رحلتهم إلى وجهة أخرى من أجل الاستفادة من الوقت في التسوق وقضاء بعض الجولات السياحية وبعد ذلك يكمل السائح الرحلة إلى وجهته الأساسية.