تشهد سوق السيارات الكلاسيكية توسعاً غير مسبوق على مستوى العالم، حيث تستهوي أعداداً متزايدة من المستثمرين الذين يعتبرونها سوقاً واعدة، خاصة أنها تستقطب الكثير من الهواة والأثرياء الذين يزداد اهتمامهم تدريجياً بشراء السيارات القديمة والمتهالكة، ومن ثم تجديدها والاستمتاع بقيادتها في الشارع.
وتقول التقارير إن أسعار السيارات الكلاسيكية سجلت ارتفاعاً كبيراً خلال الأشهر القليلة الماضية، مع ارتفاع الطلب عليها وإقبال الأثرياء، حيث أظهر تقرير صدر مؤخراً في بريطانيا أن مبيعات السيارات الكلاسيكية سجلت ارتفاعاً بنسبة 17% خلال العام الماضي، وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها ولفت أنظار الكثير من المستثمرين نحوها.
وقالت جريدة “ديلي ميل” البريطانية هناك ارتفاع كبير في أسعار السيارات الكلاسيكية في الآونة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن غراهام إيسون، المسؤول في شركة (Great Escape Cars) قوله إن الاستثمار في السيارات الكلاسيكية لم يعد يقتصر على الاحتفاظ بها والانتظار لحين ارتفاع سعرها ومن ثم بيعها، وإنما توسع هذا النوع من الاستثمار بحيث بات من الممكن تأجير السيارات الكلاسيكية للكثير من الهواة الذين لا يتمكنون من امتلاكها، بحيث تدر السيارة الكلاسيكية على صاحبها دخلاً مالياً خلال فترة الاحتفاظ بها.
ويقول إيسون إن الشركة التي يديرها أصبحت متخصصة في تأجير السيارات الكلاسيكية لهواة هذا النوع من السيارات، لافتاً الى أن “هناك الكثير من الهواة الذين يرغبون باستئجار سيارة كلاسيكية ليوم أو لعدة أيام، أو خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولا يريدون في الوقت ذاته شراء سيارة كلاسيكية مقابل مبالغ مالية كبيرة والاحتفاظ بها”.
وبحسب إيسون فإن الزبائن يمكنهم استئجار سيارة كلاسيكية ليوم واحد أو أكثر، سواء خلال الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع، كما يستطيعون أيضاً استئجار السيارة لأجزاء من اليوم والاستمتاع بقيادتها في مكان محدد خلال رحلات الاستجمام التي يقومون بها.
وبحسب تقرير الـ”ديلي ميل” فإن ثمة العديد من الشركات في العالم أصبحت تتولى عملية تأجير السيارات الكلاسيكية لأصحابها، حيث تحولت الى استثمار شبيه بإدارة العقارات، إذ تقوم الشركة المختصة بالحصول على التفويض من صاحب السيارة الكلاسيكية، لتقوم بدورها بالاحتفاظ بها وتأجيرها على مدار العام، على أن ملكيتها النهائية تظل لصاحبها الذي يستطيع بيعها عند ارتفاع سعرها.
ويؤكد إديسون أن بعض السيارات تضاعفت أسعارها عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً الى أن سيارة “فورد كابري” كلاسيكية كانت تُباع في لندن بخمسة آلاف جنيه استرليني في العام 2012، لكن سعرها الحالي قفز الى نحو 25 ألفاً، أما سيارة “جاكوار مارك” قديمة فبيعت في العام 2010 مقابل 12 ألف جنيه استرليني ليرتفع سعرها حالياً إلى 25 ألفاً.
يشار إلى أن بريطانيا تعتبر واحدة من أهم الأسواق على مستوى العالم في مجال السيارات الكلاسيكية، وتقام في لندن العديد من المزادات سنوياً التي تُباع فيها السيارات القديمة والنوادر والقطع التي يجمعها الهواة.