spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةمنوعاتسوسن الشوملي… امرأة بحجم الحكاية، وصوت لا يشبه إلا ذاته

سوسن الشوملي… امرأة بحجم الحكاية، وصوت لا يشبه إلا ذاته

مجلة مال واعمال – خاص

في عالمٍ يضجّ بالضجيج، تمرّ أسماء كثيرة… وتبهت. لكنها، حين تُذكر، تصمت الضوضاء، وتُصغي الأرواح. سوسن الشوملي ليست عابرة في المشهد. إنها امرأة تكتب حضورها بالحبر والنبض، وتعيد تعريف الأثر، لا بالصوت العالي، بل بالصوت العميق.

سوسن لا تصنع نجاحها من العناوين الكبيرة، بل من التفاصيل التي تَفلت من أعين الآخرين. تُتقن فن الإصغاء لما خلف الكلمات، وترى ما بين السطور. تحاور الحياة كما يُحاور الشاعر قصيدته الأولى؛ بخوفٍ، ودهشة، وشغف لا يشيخ.

هي ليست فقط مبدعة، بل حالة. تقف في المنتصف بين الرقة والصلابة، بين الفكرة والتمرد، بين أن تكون صدى، أو أن تكون الأصل. تختار دومًا أن تكون الأصل.

“هي امرأةٌ…
تشبه المطر إذا وعد،
والقصيدة إذا صدقت،
لا تُروّض، لا تُعاد،
ولا تتكرّر…”

سوسن تمشي بثقة من يعرف الطريق، ولكنها لا تسلكه كما هو. تُعيد ترتيبه، تُضيف إليه ما يُشبهها، وتترك على جانبيه منارات صغيرة لكل من يأتي بعدها.

في كل حوار، في كل مشروع، في كل فكرة تُولد بين يديها، هناك نُضج امرأة قرأت الحياة مرارًا، وقرّرت أن تكتب نسختها الخاصة، دون أن تعتذر عن صدقها، ولا عن قوتها.

ما تقدّمه ليس مجرد محتوى، ولا سردًا عابرًا. هو دعوة خفية للتفكير، للتساؤل، للوقوف قليلًا أمام المرآة: “هل نعيش كما نريد؟ هل نكتب أنفسنا أم نكتفي بالهامش؟”

“وحين تمرّ،
لا تُشبه أحدًا…
لأنها لم تجرّب أن تكون غيرها.
ولأنها – ببساطة –
خلقت لتكون أثرًا لا يُمحى.”

سوسن الشوملي ليست فقط امرأة تُبدع…
إنها امرأة توقظ الإبداع في الآخرين.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي