مجلة مال وأعمال – النسخة الورقية العدد 186- حسبتها إمرأة عادية، تتكئ على مساحات الزمن، تتناثر أمام الصعاب والتحديات كأنها ذرّات رمل.
لا، كيف ذلك أنها إمرأة مختلفة، إمرأة حملت صولجان المجد، أُشرعت أمامها الأبواب، فتحت كل قنوات العز والفخار.
إمرأة إستثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحثت عنها في كل مكان، في الركن البعيد الهادئ، في تفاصيل الشعر والنثر، في كل مساحات الحياة، في أروقة السنوات الأخيرة، لها حروف كأنها تكتب من ضوء القمر، إنها حقا رائعة من روائع الزمن الجميل، زمن الحرية، زمن يعيد للذاكرة تفاصيلها.
حكايتها اخذتني مسافات الى رميمين لا التقي بكتلة من الايجايبة … حكاية امراة وضعت قريتها اولا وفي مقدمة اهتماماتها وجعلت من خل التمر وخل العنب منارة نجاح خطت باسمها…
شكلت سميحة حسين بعصاميتها المثال الحي لمثابرة المرأة الأردنية والعربية، والدرس القوي لطموحها المشروع والبناء لتنال باستحقاق ثقة عملائها فهي الامراة الطموحة، متعددة المواهب، كانت ما تزال في طور البحث عن أداة التعبير، فيما تتصف ببشاشة الوجه والدفء الذي يشيعه حضورها وبساطتها وتلقائيتها ويسر مقربون منها بأنها طيبة القلب وإنسانة.
والأهم في هذا كله إصرارها على النجاح والفوز، ليس بالجوائز العالمية، وإنما بالوصول إلى عقول البسطاء والناس العاديين، الأمر الذي حقق لها نوعا من التكامل الذاتي معبرة عن نفسها بنفسها دون اللجوء للعائلة أو العشيرة، فدخلت القلوب من أوسع الأبواب واحتلت مكانة مرموقة في مجتمع ذكوري أسست لها فيه مكاناً صلباً.
وترى سمية أن السيدات لديهن إدراك بأن كل القضايا الموجودة في المجتمع هي تخص في نهاية المطاف المرأة باعتبارها الوحيدة القادرة على خوض معاركها للحصول على كامل حقوقها في المجتمع، وهذه هي المرأة التي عرفها الكثيرون، بطموحها ومثابرتها فهي مصرة أن تسلك طريقاً آخر غير ذلك الذي جعل من وجودها بين نساء المجتمع العربي حالة فريدة من نوعها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-ImI