مجلة مال واعمال

سماح أبو سيدو… سيرة امرأة فلسطينية تنسج الصمود بالكلمات والأفعال

-

في فعالية نظمتها مجلة “مال وأعمال” تحت عنوان “المرأة النموذج”، ألقت سماح أبو سيدو كلمة مفعمة بالمشاعر، كانت بمثابة شهادة حية على كفاح المرأة الفلسطينية وصمودها. سماح، التي وُلدت في غزة وترعرعت على حكايات النضال، انتقلت لاحقًا إلى الضفة الغربية، حيث واصلت كتابة فصل جديد من قصتها.

من غزة إلى جنين: رحلة محفوفة بالتحديات

حصلت سماح على درجة الماجستير في الصحة النفسية، ووضعت خبراتها في خدمة العديد من المؤسسات المحلية والدولية، حيث قادت برامج تمكين المرأة. بعد زواجها، انتقلت إلى جنين، تاركة وراءها أسرتها في غزة، التي فرّقتها الحروب والحصار. لم تستطع عائلتها حضور زفافها بسبب الاحتلال، لتظل فرحتها معلقة بين قسوة الجغرافيا ووجع الفراق.

تروي سماح كيف بات أطفالها يعيشون بعيدًا عن أخوالهم وخالاتهم، وكيف أصبح ارتباطهم بغزة محصورًا في صور الدمار وأخبار القصف. “أطفالي كأشجار انقطعت عن جذورها”، تقول سماح، وعيونها تحمل ذكريات عائلةٍ مزقتها الحروب.

بين العمل والمأساة: قيادة التغيير

رغم الألم، لم تقف سماح عند حدود المأساة، بل كرّست جهودها للعمل من أجل النساء الفلسطينيات. قادت مشاريع تمكين المرأة في المخيمات، وسعت إلى إيصال أصوات اللاجئات إلى مواقع صنع القرار. تؤمن سماح أن التغيير الحقيقي يبدأ من تمكين المرأة، وتؤكد على أهمية دمج الثقافة والقيم المحلية في هذا التمكين.

تشير إلى أن المرأة الفلسطينية تحمل أعباءً مضاعفة؛ فهي الأم التي تحمي أطفالها تحت القصف، والعاملة التي تواجه التحديات اليومية لإحداث الفرق، والمعلمة التي تغرس الأمل في قلوب الأجيال. تقول سماح: “في كل بيت فلسطيني هناك حكاية، وفي كل شارع هناك صرخة. نحن نحمل عبء الاحتلال والمجتمع ونواصل النضال للحفاظ على الحياة”.

صوت المرأة الفلسطينية: رسالة حياة

سماح ليست فقط ناشطة، بل هي شاهدة على الألم والصمود. فقدت العديد من أفراد أسرتها خلال الحروب على غزة، ورغم ذلك، تظل تحكي قصص النساء الفلسطينيات اللواتي يتحوّلن إلى شموع تضيء دروب الحياة. تقول: “نحن النساء الفلسطينيات، نحب الحياة ونرسمها رغم كل شيء. كل خطوة نحو التمكين هي خطوة نحو الحرية”.

رسالة أمل وشكر

في كلمتها التي ألقتها في فعالية “مال وأعمال”، دعت سماح إلى التضامن مع المرأة الفلسطينية والعربية، مؤكدة أن المرأة هي قلب المجتمع النابض. توجهت بتحية إجلال لكل امرأة فلسطينية في غزة، الضفة، القدس، والشتات، ووصفتهن بأنهن “إيقونات تاريخية يطرزن المجد بأنامل الصبر