هيوستن، 11 مارس (مال واعمال) – أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، والرئيس التنفيذي لشركة “XRG”، على أهمية تبني نهج واقعي وشامل في قطاع الطاقة لدعم الاقتصاد العالمي وتعزيز تطور حلول الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة اعتماد سياسات مستقرة وطويلة الأمد لضمان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
جاء ذلك خلال كلمته في أسبوع “سيرا” للطاقة المنعقد في مدينة هيوستن الأمريكية، حيث أشار إلى أن الطاقة تمثل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي والازدهار البشري، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية لتعزيز الاستثمار وتطوير سياسات داعمة للقطاع.
نمو الطلب العالمي على الطاقة
أوضح الجابر أنه مع توقع وصول عدد سكان العالم إلى 9 مليارات نسمة بحلول 2035، سيزداد الطلب على النفط من 103 إلى 109 ملايين برميل يوميًا، وسيرتفع استهلاك الغاز الطبيعي المسال والمواد الكيماوية بأكثر من 40%، فيما سيقفز إجمالي الطلب على الكهرباء من 9000 إلى 15000 غيغاواط، أي بزيادة 70%.
وأكد أن هذه الأرقام تستدعي الاستثمار في كافة مصادر الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، والنفط منخفض الكربون، والطاقة النووية السلمية، ومصادر الطاقة المتجددة القابلة للتطبيق على نطاق واسع.
الإمارات.. ريادة في قطاع الطاقة
استعرض الجابر جهود دولة الإمارات في بناء مزيج طاقة متنوع، مشيرًا إلى أن الدولة، بفضل رؤيتها الاستشرافية، كانت سباقة في تبني حلول مستدامة للطاقة. وأوضح أن شركة “مصدر” التي تأسست عام 2006، قطعت نصف الطريق نحو تحقيق هدفها بإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول 2030، فيما توفر الطاقة النووية السلمية 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء عبر أربعة مفاعلات تولد 5.6 غيغاواط.
كما أشار إلى أن الإمارات نجحت خلال استضافتها مؤتمر COP28 في تقديم نهج عملي في العمل المناخي، تُوج بالتوصل إلى “اتفاق الإمارات”، الذي ركز على سياسات طاقة واقعية تلبي احتياجات السوق وتعزز أمن الطاقة بتكلفة ميسرة.
الذكاء الاصطناعي والطاقة.. ترابط استراتيجي
سلط الجابر الضوء على العلاقة الوثيقة بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” تستهلك طاقة تزيد عشر مرات عن عمليات البحث العادية على “غوغل”، ومع التوسع في استخدام هذه التطبيقات، من المتوقع أن يشكل استهلاك مراكز البيانات في الولايات المتحدة أكثر من 10% من إجمالي الكهرباء بحلول 2030.
وأكد أن النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي يعتمد على الوصول إلى إمدادات طاقة موثوقة، لافتًا إلى أن شركة “XRG” تركز على دعم هذا القطاع من خلال استثمارات نوعية في الولايات المتحدة وشراكات استراتيجية عالمية.
وفي هذا السياق، استعرض الجابر تجربة “أدنوك” في دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها، حيث تستخدم أكثر من 200 أداة وتطبيق، مما ساهم في تحسين كفاءة الإنتاج ودقة التنبؤات إلى 90%، بالإضافة إلى تسريع عمليات التحليل الجيوفيزيائي من شهور إلى ساعات.
دعوة إلى خطوات ملموسة في “أديبك 2025”
اختتم الجابر كلمته بالدعوة إلى تبني نهج أكثر إيجابية وواقعية تجاه قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن معرض ومؤتمر “أديبك 2025″، المقرر انعقاده من 3 إلى 7 نوفمبر المقبل في أبوظبي، سيكون منصة مثالية لتحويل هذه الرؤية إلى خطوات عملية.
جدير بالذكر أن أسبوع “سيرا للطاقة” يُعقد خلال الفترة من 10 إلى 14 مارس، ويعد واحدًا من أهم الفعاليات العالمية في قطاع الطاقة، حيث يجمع كبار القادة وصناع القرار لمناقشة التحديات والفرص المستقبلية في القطاع.